الى متى 5 /احمد محسن السعداوي

Tue, 22 Jan 2013 الساعة : 23:20

الاُمّة الناجحة
هي من تملك منهجاً تؤمن به وتطبقه
ملامح الاُمّة التي تريد أن تتسلّق الى العلياء مكاناً لها، هي من ترسم ومن رحم معاناتها منهجاً لها يأخذ بيدها لإنهاء كلّ ترهلاتها.فالاُمّة التي لا تملك منهجاً اُمّة تائهة لا تعرف أين تضع قدميها، وقد ولعلك تقول لي أنّ اُمتنا تملك منهجاً وهو ( الإسلام) فأقول ليس المنهج الذي أعنيه هو الإسلام بعينه، ذلك أنّ الإسلام في أيّامنا هذه وضمن عقليات المسلمين قديماً وحديثاً، وفي إطار حكومة المؤسسة الدينية التي لا تحرّك ساكناً في تطوير الكثير من قضاياه وقضاياها، وهي تعتمد قاعدة ( إبقِ ماكان على ماكان) نكون بذلك إن أردنا أن نحكم بالإسلام فقد ظلمناه لأنّه إسلام ( أعرج)!.
فالخطوة المهمّة أن نغربل مافي هذا المنهج من خزعبلات وأقوال لم تعد مفيدة، ونوّحد تفسيره للكون والحياة والإنسان، ونقدّمه منهجاً يستجيب لتطلّعات البشر المعاصرين، الذين تحكمهم تصورات متباينة من وحي تحولات الحياة السريعة. ان صعوبة المواقف وحراجة الاحداث وكثرة الازمات التي يمر بها الانسان تؤدي وبشكل ملحوظ الى ادراكه ولو بنسبة وعي بسيطة الى كثير من الممارسات المغلفة باسم الدين والطائفة والوطن والمواطن والفقر والجهل وغيرها من الشعارات التي صارت بضاعة اليوم. واليوم ومع التأخر الكبير في بناء الاوطان الا ان المواطن العربي بدأ يدرك ان العمل هو المعيار الحقيقي لتقييم الاخرين وليست الشعارات والكلمات الرنانه .. يجب ان نجتاز مرحلة العفوية وحسن الظن الى مرحلة الوعي والجدية لاننا نتعامل مع واقع وليس مع قضية شخصية صغيرة يعود ضررها على شخص او شخصين .
فدعونا نفكّر أوسع من دائرة الإسلام والأديان لنجعلهما ضمن ما أملته التجارب المعاصرة والعقول النيرة ونخرج بنظام معاصر يقود الحياة ونؤكّد بجدٍّ إيماننا العميق به، ونسعى لتطبيقه، كما فعلت الكثير من الدول فكانت في القمّة 

Share |