ماذا يريد السنة في العراق/نعيم كرم الله الحسان
Tue, 22 Jan 2013 الساعة : 2:02

يقول الكاتب المصري الكبير أحمد عباس صالح في بحثه الرائع اليمين واليسار في الإسلام في معرض تناوله للحرب بين الإمام علي ع ومعاويه .إن الأهداف الحقيقيه لإصحاب نزعة التسلط على البشر والإستحواذ على المقدرات تقنع (بضم التاء وفتح القاف ) بشعارات معلنه هي غير الأهداف الأساسيه لأصحاب المآرب ولذلك إن الشعارات التي رفعت بوجه علي بن أبي طالب زيفا كالمطالبه بدم عثمان وغيرها قد تلاشت تماما عندما إستولى هذا الاخير على مقدرات الأمه وأسقط كل تأسيساتها ونظرياتها الآلهيه وألغى الكيان الأساسي للأمه وحولها من أمة ثائره بتوجيه السماء الى امة خاضعة لحكم وراثي هو من مخلفات الغابرين أو النموذج الذي ثار الإسلام عليه وحاربه
وظلت تلك الطريقه هي وسيلة سياسيه قذره من أجل الوصول الى الأهداف الخفيه في مخاتلة الحق والإبقاع بالأمم والسواد العام من الناس
وفي تاريخنا المعاصر ومنذ ظهور العراق كدولة بعد تفتت الأمبراطوريه العثماتيه بعد الحرب العالميه الاولى صيغ الحكم بطريقة جعلت السلطة والدوله بكليتها بيد طائفه واحده وهو على وجه التحديد بيد السنه في العراق وأهملت الأغلبيه من شعبه وأصبحت مجرد أغلبيه مهمشه ليس لها نصيب في هذه الدوله إلا في مظاهر التجنيد والخدمه العامه االمتدنيه والعمالة الرخيصه وقد تكرس هذا الإسلوب بأبشع صوره في زمن حكم البعث المجرم الذي لم يتوانى قيد لحظة بإبادة الأغلبيه الشيعيه وتدميرها وقتل العظماء من علماءها ناهيك عن الحرب القذره التي راح ضحيتها خيرة شباب العراق وطاقاته .
وبعد مرور عقود من حكم هذا النظام الذي لاينتمي للبشر بأي صفة بشريه تعقدت علاقاته مع المجتمع الدولي وكثرت جرائمه وحروبه الأمر الذي أدى لدخول القوات الأجنبيه وإسقاطه بطريقة مهينه وفي خضم هذا الحدث تغيير الوضع في العراق وتمخضت الأحداث بقيام العمليه السياسيه التي إعتمدت النظام الديمقراطي والإحتكام الى صناديق الإقتراع والسعي الى قيام دوله مدنيه بعيدا عن المعادله الظالمه التي حكمت العراق أحقابا متتاليه
في هذه الأثناء لجا السنه الى ما يسمى بالمقاومه من اجل إخراج المحتل وهذا أول قناع أرتدوه من اجل التغطيه على الاهداف الحقيقيه وهي عدم القبول بمبدأ المشاركه أو التعدديه وإنما هي العوده الى الطريقه الاولى وهي حكم الطائفه الواحده والحزب الواحد والامساك والانفراد بالدوله ومقدراتها .وعلى عكس ماعرف عن المقاومه في العالم راحوا يوجهوا عمليات الاباده والقتل الجماعي بالمفخخات والاحزمه الناسفه الى الشيعة تحديدا بدلا من القوات التي دخلت العراق وباختصار شديد أنه لم يسلم أي جهة من عمليات قتلهم المنظمه سوى كانت دولة او شعب
وبعد خروج المحتل الذي كانوا يقاوموه حسبما زعموا إزدادت عمليات القتل والاباده وبشتى الطرق وكانت حربهم للدولة تتم بطريقتين هي طريقة الإرهاب وطريقة التخريب السياسي من خلال نوابهم المشتركون في الدولة وهم مسؤلون كبار فيها
والآن وبعدما قويت الدوله وإستطاعت القضاء على الارهاب وإيقافه ودحره واسقط في إيديهم ما كانوا يدعونه بالامس لجؤا الى الإنقلاب العلني هذه المره وراحوا يطابون بتسليم الدوله لهم وإلا سوف يعلنون حربهم الشامله والصريحه بعدما سقطت الاقنعة التي تقنعوا فيها طلية عقدا من عمر العمليه السياسيه
وبإختصار شديد ان السنه في العراق لاتغمض له جفن والشيعة شركاء في الدولة والحكم أنهم يؤمنون بنظرية واحده وهي أما ان اقتلك او احكمك واقتلك بطريقة مرة اخرى .


