لو كنت بعثيا لنلت حقوقي كاملة/صادق السيد جعفر الموسوي

Mon, 21 Jan 2013 الساعة : 13:15

عندما تمت دعوتي في ثمانينيات القرن الماضي من قبل الأخ أبو اسماء العامري مسؤول تنظيمات حزب الدعوة تنظيم العراق في الجنوب وقد ساهمنا بإنشاء وتاسيس مقرات المجاهدين في أهوار محافظة ذي قار حتى أصبحت الأهوار آنذاك ملجأ لكل من ضاقت به الأرض ذرعا وهرب من بطش العفالقة المجرمين كانت البداية صعبة جداً حيث الأعداد قليلة والمساعدات تكاد تكون معدومة والاعداء كثيرون وهم يملكون السلطة ولكن بمرور الزمن كثرت الإعداد وبدأنا ندعو كل من لا يرغب بالالتحاق بالحرب العراقية الإيرانية وكان دوري دعوة الطلبة الجامعيين الذين لا يرغبون ان يكونو حطبا لتلك الحرب الظالمة وقد التحقت أعدادا كبيرة من الأخوة وشكلو مقرات متعددة انتشرت في كل أهوار الجنوب في البصرة والعمارة والناصرية واصبح النظام البعثي المقبور يحسب لتلك المقرات حسابا عسكريا حتى انه رسل الى تلك المناطق أفواجا وألوية مدججة بكل أنواع الأسلحة مدعومة بالطائرات الحربية وآلهليكوبتر وقد استمر عملنا هذا حتى عام 1986 فقد تم أعتقالي بتهمة الانتماء لحزب الدعوة وبقيت في مديرية امن الناصرية سنة كاملة تحت التحقيق وقد تعرضت فيها لشتى أنواع التعذيب الجسدي والنفسي وبعدها تم نقلنا الى مديرية الأمن العامة في بغداد ومنها الى محكمة الثورة سيىة الصيت وحكم علينا المقبور عواد البندر بأحكاما مختلفة تفاوتت بين الإعدام والثلاثة سنوات لجميع أفراد قضيتنا الذين كان عددهم 38 شخصا كان نصيبي منها 5 سنوات وبعد ان أخذنا قرار الحكم.تم نقلنا الى سجن أبو غريب قسم الأحكام الخاصة وبعد وقف إطلاق النار بين العراق وإيران تم إطلاق سراحنا من السجن بقرار عفو عن السجناء السياسيين وبما أنني كنت طالبا في المرحلة الجامعية الثالثة جامعة بغداد فقد حاولت العودة لمقاعد الدراسة إلا ان عميد الكلية طلب مني كتاب عدم ممانعة من مديرية امن الناصرية ذهبت الى مديرية امن الناصرية تجراني ارجلي بتثاقل وبطيء وكأنهن موثوقتين معا دخلت الى مبنى المديرية المرعب والتي لطالما اشبعت ضربا وتعذيبا فيها كانت بالنسبة لي وحشا كاسرا طلبت من الحرس ان ادخل لإقابل المدير فقال لي مااسمك اعطيته اسمي الثلاثي فقال لي انتظر هنا لحظات قليلة وإذا بالمدير قد جاء بنفسه وهو يقول لي تعال معي الى غرفتي وقد سلم علي بحرارة وبلهفة وقال لي حمدا لله على سلامتك وكم نحن فرحين بسلامتك ثم جاءني بالشاي وقال لي نحن نعلم جيدا ان الثورة قد عطفت عليكم وحكمت عليكم بأحكام خفيفة وانت الآن مدان للحزب والثورة ورد الجميل والعرفان ثم قال ولكن قل لي ماذا جاء بك الى هنا اليوم؟فقلت له أستاذ مثلما تعرف انا كنت طالبا جامعيا وفي المرحلة الثالثة قبل اعتقالي وانت قلت لي بان الحزب والثورة أصحاب جميل وعرفان علي فأرجو ان يكملوا جميلهم وعرفانهم علي ويعيدوني لإكمال دراستي فقال نعم وليس هناك من مشكلة ولكن بشرط واحد وبسيط فقلت له وماهو؟فقال لي ان تعمل وكيلا للأمن معنا في الجامعة فقلت له وان لم أوافق على ذلك فقال ؟لأنستطيع إرجاعك الى الدراسة فقلت له وأنا لا استطيع ان أنفذ لكم شرطكم هذا وخرجت من المديرية ومدير الأمن كان غاضبا مني. وحاولو اعتقالي ثانية وبقيت أتنقل في داخل العراق بهويات وأسماء وهمية حتى اندلاع الانتفاضة الشعبانية المباركة عام 1991 والتي كان لنا شرف المشاركة الفاعلة فيها وقدمنا فيها كل ما نستطيع ان نقدمه للعراق .وطوال حقبة حكم البعث المقبور قدمت عائلتي أكثر من 20 شهيدا من اجل تحرير العراق والشعب العراقي من ظلم العفالقة المجرمين.اليوم وبعد مرور عقد من الزمن على سقوط الطاغية المقبور هل أنصفنا من أخوة الأمس وهل أعيدت لنا حقوقا سلبت منا في زمن البعث البائد؟بالتأكيد كلا ! ففي الناصرية مثلا انشغل السيد محافظ ذي قار بكيفية أنصاف البعثيين وضباط التوجيه السياسي وشعراء وكتاب الحزب المقبور والابواق التي ملئت الدنيا ضجيجا وحشدت كل قواها في محاربة المعارضين للنظام المقبور والانتفاضة الشعبانية حتى أطلقوا على انتفاضتنا بالغوغاء وقد اصبحت هوية لنا تميزنا عن غيرنا من العراقيين وهم الذين اطلقوا ذلك علينا انشغل المحافظ بكيفية أرضاءهم وتعويضهم وتقديم كل الامتيازات لهم واعطاىهم المناصب التي لايستحقونها بالمقابل وضعوا الشرفاء ممن حمل على عاتقه معارضة النظام المقبور في قائمة الأرشيفات واعتبروهم من الماضي العتيق واهملت كل مطاليبهم ،فلو كنت بعثيا لنلت حقوقي كاملة واعتذار من الحكومة للتأخير .

Share |