تركيا بين حلم الامبراطوريه والثار للتاج العثماني/علي الغزي

Fri, 18 Jan 2013 الساعة : 22:52

بعد ان فشلت تركيا في انضمامها للاتحاد الاوربي اخذت تبحث لها عن موطيء قدم فاتجهت جنوبا مستغلة رياح التغيير والربيع العربي , متناسية وضعها الداخلي وازدواجية المعايير في نهجها وايديولوجيتها ولبست قناع الديمقراطية بغية تغيير صورتها على انها المدافعه عن حقوق المظلومين والمظطهدين .
بينما هي تفرض سيطرتها على الاقليات الاثنية والعرقية ومواجهتها المسلحة مع الكورد (حزب العمال الكردستاني ) مستغلة قانون الارهاب الدولي واعتبرت ان حزب العمال ارهابي بغية مقاتلته وتحجيمه باسم الشرعية الدولية . وقد مارست ارهاب دولة واختطفت (عبد اوجلان زعيم الحزب ) من نيروبي بتاريخ 15/1/1999 وبمساعدة الموساد الاسرائيلي والمخابرات المركزية الامريكية وقد حكمت عليه بالاعدام الا انها خفضت الحكم للمؤبد وليس حبا باوجلان وانما للسعي لانضمامها للسوق الاوربية المشتركة .
اضافة الا انها مارست شتى انواع القمع للكورد واللذين يبلغ تعدادهم في تركيا اكثر من (22) مليون نسمه ومطاردة حزب العمال في قمم الجبال والتوغل في الحدود العراقية والسورية واحيانا الايرانية ,
ان المقاطعة العربيه والاسلامية لاسرائيل وبالاخص بعد درس كامب ديفد والذي اثر سلبا على العلاقات المصرية العربية بدات تركيا بتقليل تحالفاتها وعلاقاتها التجارية مع اسرائيل بغية استمالة وفتح قنوات مع العرب والمسلمين من اجل انسيابية بضائعها وانتعاش سوق العماله . وتنفيذ مخططاتها وغايتها عبر هذه القنوات .
وبعد ان وجدت لها ارضية خصبة في سوريا وتجنيدها للعملاء ودعمها للمعارضة السورية قد انكشفت جميع نواياها التوسعية في تنفيذ حلمها لاستعادة امبراطوريتها الهرمه , فوسعت نفوذ تدخلها بالشان العراقي خاصة في قضية طارق الهاشمي وبالاخص طلبه في نقل المحكمة الى كركوك وهذا ضوء اخضر من تركيا .ومن اردوغان شخصيا
ان حكام تركيا انتهازيون ووصوليون كما وصفهم ستيفن كينزر استاذ العلاقات الدولية في جامعة بوسطن كونهم يكيلون بمكيالين .اضافة لعدم احترامهم للعرف الدوبلماسي خاصة بعد زيارة وزير خارجيتها الى كركوك .دون اي دعوة من الحكومة العراقية .
ان حلم تركيا في استعادة امبراطوريتها والثأر من العراقيين اللذين مرغوا التاج العثماني في حضائر الاسطبل لايمكن ان يتحقق لابتدخلها السافر بالشان العراقي ولا دعمها اللوجستي لما يسمى بالمعارضة العراقيه او تحقيق حلمها في تتريك كركوك وزرعها للجواسيس في كركوك والموصل والرمادي مؤخرا بغية اثارة الفتن والنعرات الطائفية . فالافضل لها ان تحترم حسن الجوار ان كانت فعلا دولة اسلامية .. 

Share |