الى متى 4/احمد محسن السعداوي

Fri, 18 Jan 2013 الساعة : 18:38

سؤال كان ولا زال يراودني الى متى نبقى هكذا .. فلكل من يعتقد بنظرية " يجب ان نُبقي ماكان كما كان " والى كل من يقرؤن مقالي ويعتقدون اني بعيدا عن الاتزام الديني كما هو الالتزام الديني بنظرهم .. من دون قيم ؟ من دون حب؟ ورحمه؟. و ود ؟وبشاشة محيا ؟.اليهم جميعا " لاتحجروا الاذهان بالاديان " .. اقصد الاديان بمفهومهم ومقدار استيعابهم للدين ومالهذا الاستيعاب من ظلم لقدرة الانسان.الانسان الخليفه في الارض . وتحجيم لقدراته من تقليد اعمى .. دون الدعوة أو العمل على استخدام نعمة العقل.
أجل إنّ للأديان التي أنزلها الله سبحانه على مجموعة كبيرة من أنبياء كان لها دورٌ فاعل في بناء الإنسان، وأعتقد أنّ هذا الدور باق لأنّها لم تستنفد أغراضها بعد.
ولكن إذا حوّلت المؤسسات الدينية نور هذه الأديان الى ظلام دامس، ومنظومة عقد وإكتئاب ومحاذير لا مسوّغ لها، فإنّ واجبنا سيكون منع تسرب هذا الظلام الى حياة الناس،
ولا أستبعد أن تكون الأديان بتعدّد مذاهبها، وهذيان خطابها، وكهوفية تصوراتها، وتنافر أتباعها، أن تحظى بإهتمام بالغ من العقلاء، لذا نرى أنّ الذين يسوّقون لها بيعها هم محددون ولم يكن مطلب الذين يريدون العودة الى المناهل الاُولى لهذه الأديان والتعايش معها من دون تفسيرات وتأريلات المفسرين والدعاة عاطلاً باطلاً كما يتصوّر الذين يعيشون الطحالب تحت الماء، والذين لا يمتدّ لهم نظرٌ نحو السماء.
فنحن اليوم وفي كلّ بقعة من بقاع العالم نتعارك على الأديان، حتّى تجد في البيت الواحد عراكاً عليها، وهذا هو نذير بلاء، فأي واحد منّا ينظر الى الذين يريدون للإسلام أن يسود ويحكم لا يملكون آليات مختلفة عن الطواغيت؟! فبماذا ياترى نختلف عن غيرنا؟
فالقتل والقتال، والذبح ، والأسر، والإعتداء على الممتلكات، وإهدار الدماء، وتفسيق ذاك، وتضليل هذا، وتحجيم زيد، وتهميش عمر، ألا يتمّ تحت مظلّة الأديان.
إذن نحن في زمن مظلم، ونحتاج الى تواصي وتواصل من أجل أن نخرج جميعاً من هذا الظلام، وأولّ الخطوات هي أن لا نحجر الأذهان على الأديان، وفي الكون منظومة معلوماتية ومناهج إنسانية، وقوانين مدنية هي أرقى بكثير ممّا تقدّمه التفسيرات الدينية !.
ودعونا نحصرُ الأديان في الروح والمشاعر ويحفظها القلب لأنّ فيها دفعاً فوّاراً بإتجاه مكارم الأخلاق،واُقدّر لو أنّ الأنبياء جميعهم لو بعثوا لما تقاطعوا مع تلك النظم، ولإنظموا اليها وراعوا تطبيقها، مع إحتفاظهم بمناهج أديانهم الروحية التي محلّها الروح، وموئلها القلوب.
ولو قدّر لدين ما أن يكون بخطابه سوداوياً ولا تتمكن مؤسسته على تنظيم ذلك الخطاب، 

Share |