رسالة مفتوحة حول الفتنة الطائفية/السيد محمد الياسري

Thu, 17 Jan 2013 الساعة : 17:27

رسالة مفتوحة
الى شعبنا العراقي العزيز والى الفرقاء السياسيين في العراق
حول الفتنة الطائفية المختلقة

أيها العراقيون الأباة .. أيها العلماء الكرام .. أيها السياسيون في العراق
الفتنة طخية عمياء لا ترى مصلحة ولا تعرف حرمة .. فيجب تجنب اشعالها فهي لا تبقي ولا تذر .. وعند قراءة متمعنة لما يجري اليوم في المنطقة وفي العراق نلحظ وجود مخطط لإشعال فتنة بين الطوائف الإسلامية في كل المنطقة العربية والاسلامية .
وهو مخطط صهيوني واضح المعالم والمعلومات وبتنفيذ من بعض الحكومات الطائفية التي تقوم على ظلم واضطهاد شعوبها كال سعود وقطر وجناح اردوكان في تركيا .
هذا الكيد الطائفي يراد له اليوم دخول العراق بعد فشل المخطط الارهابي التكفيري البعثي الذي طال وطننا في السنوات القريبة الماضية .. بفضل صمود الشعب العراقي وقواه الاسلامية الوطنية وتضحياته الجسام ووقفة قوى الجيش العراقي البطل والشرطة الوطنية الشجاعة .
فقد تجاوز العراق المحنة الطائفية وتجاوز تصورات الصهاينة والطائفيين في المنطقة .. اذ ارادوا له ان يكون ضعيفا يعيش على هامش العالم .. فصدمتهم نجاحات العملية السياسية والثورات البنفسجية والأداء الديمقراطي الرائع .
وبعد ما عاثوه من خراب ودمار في سوريا دون أن يحققوا مآربهم الشريرة .. فقرروا اعادة الكرة لإشعال الفتنة الطائفية في العراق واشتغلت ماكنة المال السياسي الطائفي والإعلام الطائفي وتدشين عمائم فتنة لا علاقة لها بالعلم والعلماء ولا صلة .
وما هذه التظاهرات في الأنبار وهي احدى محافظات العراق الثمانية عشر مع كل الإحترام لأبناء الانبار فلا يمكن أن تختصر كل العراق
هذا مع التأكيد على أن التظاهرات أمر مشروع ومكفول دستوريا .. والمطالب الشرعية لا مشكلة فيها لكن صدقا لا نعرف ماهي مطالبهم الشرعية ؟ فإذا ظهر أي مطلب مشروع كلنا معه .. لكن أن تأخذ التظاهرات بعدا طائفيا وتمردا على القانون وقطعا للطرقات وتهديدا بقطع الفرات على الشيعة وتهديدا للأمن بحمل السلاح وما رفع فيها من هتافات ولا فتات وشعارات وخطب وأهازيح تهدد وتتوعد وتسب وتشتم وتتعدى على غالبية الشعب العراقي العظمى وهم شيعة محمد " صلى الله عليه واله وسلم " و أهل البيت "عليهم السلام"
فهو أمر مرفوض ومردود وقادرون على رده وقادرون على ردع من قالوا ( قادمون) وعلى عقلاء القوم في الغربية وبعض نواحي صلاح الدين والموصل تلافيه فالشر لا يولد الا الشر .
أما السياسيون الطائفيون الذين اججوا نار الفتنة بالقاء خطب طائفية مستفزة ومثيرة للشيعة بما حملته من سب وشتم رذيل لا يليق الا بمطلقه .. فهؤلاء أخطر من الإرهاب ويجب طردهم من العملية السياسية قبل فوات الأوان .. ولا ينفع عندها الندم .
أما الفرقاء في العراق .. دولة القانون و المالكي
لا نعتقد أن المشكلة هي في دولة القانون أو شخص المالكي .. لأن خط التظاهرات في الغربية يأخذ منحى طائفيا متصاعدا .. وذلك من خلال الخطاب اليومي الطائفي الذي يستهدف شيعة محمد وآله في العراق والمنطقة .. أما الحديث عن رئيس الوزراء المالكي فهو ذريعة لضرب الأقوى في الطائفة المستهدفة وكسر شوكتها ومنعتها وهي شوكة ومنعة لكل العراقيين .
والسيد المالكي حسب المراقب المنصف تعامل مع الأزمة بحكمة وعقل ولم يفقد صوابه .. أمام كل هذا التهديد والوعيد والدعوة للسلاح وقطع الطريق وتأجيج الفتنة الطائفية .. ودعا للحوار وجنح للسلم .. وقرر تلبية أي مطلب مشروع يتماشى مع الدستور والقانون بما يتعلق بصلاحياته المكفولة وشكل لذلك لجنة وزارية موسعة للإستجابة لمطالب المتظاهرين وقد قامت بتنفيد الكثير من ذلك .. والسيد المالكي رئيس وزراء منتخب لا يصح وصفه بأوصاف غير لائقة ففي ذلك إهانة للدولة والشعب العراقيين .
كما لا يصح تحميل المالكي والحكومة ما لا يتحملوه فهناك برلمان عراقي عليه أن لا يتنصل من مسؤولياته في تلبية مطالب العراقيين وهناك قضاء مستقل لا بد من احترام قراراته وعدم توهينها لأنها لا تروق لمزاج سياسي معين .
العراقية والنجيفي
القائمة العراقية خليط غير متجانس في الرؤى والمشارب والأهداف لذا فقد انفصلت بعض الكيانات عن هذه القائمة .. لكن هناك أشخاص في القائمة يركبون موجة الفتن ويجعلون من العراقيين حطبا لنار الفتنة وهم بعد ذلك حمالة الحطب .
أما رئيس البرلمان الحالي النجيفي فقد اختل في توازنه كممثل لكل العراقيين عندما انحاز لطرف على حساب الغالبية فلم يعد مناسبا كرئيس برلمان يمثل كل العراقيين . بل أتصور أنه لا يمثل حتى الأخوة السنة لأنهم رفضوا مارفعه من مطالب معتبرين اياها مطالب كتلته السياسية .. كما يؤاخذ عليه أنه لم يكلف نفسه حتى الالتفات الى مطالب المتظاهرين في غالبية محافظات العراق خصوصا في بغداد والوسط والجنوب . .
الكرد .. والبرزاني
الأخوة الكرد قومية عراقية كريمة لكن ما يؤسف له أنها مأسورة في قرارها السياسي والأمني والإقتصادي الى دكتاتورية البرزاني وأسرته .. وأطماع هذا الرجل في عدد من مناطق العراق مثل كركوك واراضي الموصل وصلاح الدين وغيرها لها بداية وليس لها نهاية.
أقول للأخوة الكرد .. العراق واحد موحد والمناطق المختلطة عراقية كما كردستان عراقية فلا يجوز التعامل مع العراق كدولة مستقلة أجنبية كما لا يمكن اضافة مناطق الى الإقليم بالقوة والفرض .
وكونوا في الفتنة واسطة خير أما ما يقوم به البرزاني من تأجيج واشعال للفتنة بين الشيعة والسنة وكما يفعل في سوريا فسترتد عليه. ولن يغفر له الشعب العراقي ..
التيار الصدري .. والصدر .
التيار الصدري فصيل سياسي شيعي عراقي .. وسيد مقتدى الصدر هو مسؤوله الوحيد والقرار فيه له دون غيره .. وكان التيار بالضد من العملية السياسية جملة وتفصيلا بزعم ان الإحتلال هو من أطلقها .. ثم دخل في العملية السياسية مع وجود الإحتلال وحمل السلاح ثم ألقى السلاح .. وكان يعتبر الشرطي والجندي العراقيين والمترجم عملاء للإحتلال وعاقبهم على عمالتهم .. ثم تغيرت وجهة النظر فأدخل افراده في الجيش والشرطة في زمن الإحتلال .. وكان يعتبر الحكومة عميلة ثم دخل فيها وعارضها من داخلها وحمل السلاح بوجهها وبوجه بعض الأطراف السياسية .
وهو فصيل يمثل شريحة من المواطنين .. وفي ظل هذا الوضع أقول لأخوتي في التيار الصدري .. أيها الأخوة إن الفتنة القائمة تستهدف العراق وشعب العراق وبالخصوص المكون الشيعي الأكبر .. وفي تظاهرات الغربية ظهر الكثيرون ممن وصفوا الشيعة بأوصاف مسيئة كما وصفوكم أنتم بالذات .. فلا تنطلي عليكم الشعارات .. كما أؤكد بأن الهدف هو كسر شوكة العراق وعنفوان الشيعة فيه وليس المالكي ..
أما الأخ السيد مقتدى الصدر .. تأكد بأني حريص على العراق بكل طوائفه وعليك وعلى التيار الصدري الذي تمثله .. وانا من تلامذة السيد الشهيد محمد محمد صادق الصدر بمستوى من المستويات ..
أخي أستغرب أن تعين على تنفيذ هذا المخطط الطائفي الخطير من حيث لا تشعر ولا أقول من حيث تشعر .. وأملي أن يكون لك محضر خير وأن تقوم بتقريب وجهات النظر .. وأن تقف مع شعبك في مطالبه الحقة من رفض الطائفية وعدم الغاء قانون المسائلة والعدالة لئلا يعود البعثيون القتلة وعدم الغاء قانون الإرهاب لئلاء تعود لنا مشاهد التفجيرات والقتل على الهوية والذبح بالسكاكين وعدم اقرار قانون العفو العام عن المجرمين ورفض التدخلات الخارجيه من قطر وال سعود واوردكان والكيان الصهيوني .. وطرد الطائفيين من المشهد السياسي .. ولا يوجد اقرب لك من السيد المالكي فهو ينتمي الى ذات المنهج والخط فضع يدك بيده لبناء الوطن .
أما شعبنا العراقي الحبيب فهو مدعو لليقظة والحذر والوعي والحضور في الساحات وتحمل المسؤولية كما شهدناه في تظاهراته الحاشدة في بغداد والنجف الأشرف وديالى والموصل وذي قار والبصرة والديوانية والسماوة والكوت والحلة وكربلاء وصلاح الدين والعمارة دعما للعملية السياسية ولحكومتهم التي انتخبوها ورفضا للطائفية والبعث والإرهاب .. وأن يواصل حضوره ورفضه وتصديه حتى يحطم كل المخططات والمؤامرات الخبيثة على صخرة صموده .

السيد محمد الياسري .. النجف الأشرف

Share |