لِنَحتَرِمْ, كبِارَنا/دلال محمود

Thu, 17 Jan 2013 الساعة : 16:26

هناك مثل مصري دائماً, مايتردد في المسلسلات والأفلام المصرية القديمة منها والحديثة والذي يقول(اللي ملوش كبير يشتريله كبير) أي أن الذي ليس لديه انسان كبير بمقام القائد او رب الاسرة يجب عليه ان يشتري الكبير وذلك لكي يكبر في عيون الناس..
أن السائد في تقاليدنا العراقية أن الزوجة حينما تفقد زوجها وترى ابناءها يحدون عن الطريق الصائب فأنها سرعان ماتجعل من شقيقها أو شقيق زوجها بمثابة الكبير الذي يهابه ابنائها .
هل تعمق أحدكم في عمق معنى المثل الشعبي ذاك ومدى أهمية تطبيقه في حياتنا اليومية ؟
لنأخذ على سبيل المثال,البيت الأسري حين يفقد أحد الوالدَين, الام او الاب هل ستستمر الحياة بصورة طبيعية؟
قد يقول قائلٌ ولما لا؟ هناك الكثير من العوائل فقدت معيلها ومع ذلك استمرت حياتهم بشكل طبيعي, أنا مع هذا الرأي, ولكن سيكون هناك شرخاً ,ما بسبب فقدان ركن مهم من أركان البيت.
من هنا تظهر اهمية وجود شخص كبير له الدور الرئيسي في الاسرة ويكون الواجهة بالنسبة للعائلة وتكون اهميته مثل اهمية وجود شيخ العشيرة المعينة.
حين يكون للاب دورا مهما وسط عائلته فان هذا ينتقل بالتدريج الى الابن الكبير او البنت الكبرى كي تتولى قيادة الامور ويفترض بجميع افراد العائلة ان يحترمون رأيها ويستشيرونها في ابسط الامور.
حين يشعر اي امرء ان هناك شخص كبير مسؤؤل عليه ويحاسبه حين يتصرف تصرفاً خاطئاً, بالتأكيد سيحسب حساب كل خطوة يخطوها خشية ان يقع في العقوق ويلاقى العقاب من كبير البيت.
في فترة السبعينات من القرن الماضي إستقبل العراق ملايين من المصريين كي يحلوا محل ابناء وطننا حيث غادروا الدوائر والمؤسسات التي كانوا موظفين فيها ليلتحقوا في الخدمة العسكرية ومن ثم يذهبون الى جبهات القتال.
كنا من باب الفضول نستفسر عن وضعهم في مصر وكيف هو رئيسهم محمد انور السادات,ياإلهي كم كنت اغتاظ حين يمتدحوه, واقول لوالدتي بغضب ان كان رئيسهم هكذا فلماذا يقبعون هنا في بلدنا العراق؟
وكان من الصعب علينا ان يحكي بسوء عن السادات قرب مسامع ابسط مصري.
كان هذا حسب اعتقادي وعيٌ منهم وإدراك ذكي , من ان اهانتهم لرئيسهم أمام الآخرين هو تقليل من شأنهم هم.
العائلة المتراصة عليها الاتفشي باسرارها الى الاخرين كي لايضعف ثباتهم ويصغرون في عيون الاخرين.
للأسف لم نتعلم منهم ان نحفظ كبارنا, ونسيت ان انبهكم الى ان المصريين حتى في مسلسلاتهم وافلامهم يعلقون صور الرؤساء السابقين كدليل على فترة حكمهم اما نحن فنبدء بكره كل مايشير الى رؤسائنا , انه الضعف بذاته, والذي لمسناه حين خربت عمران كثيرة في بغداد الحبيبة بحجة أنها تذكرنا بحقبة مؤلمة لانريد ان تعيدنا الذاكرة بها الى الوراء.
لكن هذا لايعني ان عراقنا الحبيب يخلو من الأناس الواعين والذين يشترون الانسان الكبير مهما كان ثمنه باهضاً.

Share |