هذه مشاهدات لمواطن اكثر منه صحفي او عالم اجتماع لواقع تردى الى مواضع سيئة ولاسباب كثيرة اترك اجمالها للاختصاص . من هذه المشاهدات تلك العادات السيئة التي لم يعرفها المجتمع في الناصرية بالاقل في سالف الايام بتلك الصورة المبتذلة التي تتسبب بارهاق وازعاج للمواطنين في المناطق السكنية .باعتبار ان البيت ماوى كل فرد للراحة بعد عناء النهار ومشاقه .
-    مع اول ثواني طلوع الفجر تنطلق ابواق السقاة باعة الماء RO وهو صوت متواصل وبقوة لااعتقد ان النيام الذين يحلمون بقسط من النوم مع التيار الكهربائي تحت نسمات التبريد سيمكثون في اماكنهم يقاومون رغبة الانتقام ونهر سائق الستوته الذي يعمد بشكل فج لايقاضه ليشتري حصته من الماء 20لتر ب 500 دينار ( ملاحظة كلفة اللتر 80 دينار ) .
-    بعدها ينطلق صوت مسجل مركب على سماعات مزعجة تصدر نبا ان الحاجة ب1000 دينار دون توقف يقلب الحال عاليها سافلها وهي بضاعة مستهلكة ورديئة لاتصلح الا لبلد سايب خايب من أي حكومة تتحمل مسؤولية دخول البضائع الفاسدة الى العراق .
-    ومع ساعات بزوغ الشمس تسمع من بعيد صوت منبه قطار لايرحم ابدا يعلن وصول مقطورة الغاز ( هذا في حال توفر الغاز فقط ) .اما في حالة الشحة لاتسمع صوتا ولاانينا الاصوت المواطنين المهرولين من زنكة لزنكة بحثا عن الوكيل الذي استتر في احد الزنكات لبيع الغاز للباعة المتجولين من اصحاب الستوتات الذين يركبون منبة بوق على راس قنينة الغاز لتطلق صوتا لايختلف كثيرا عن صوت القطار .
-    وقبل ان تغادر بيتك تسمع طرقا شديدا على الباب يذكرك بصفعات الرفيق القاسية ابان تحشيد الناس للتظاهرات المؤيدة لعز العرب طكعان لعنة الله عليه .وهذه المرة من المتسوليين من مختلف الاعمار بل من الشباب بنات وفتيان .
-    وانت تحاول ان تتنفس هواء الصباح الجديد ترى عاصفة في الافق تثيرها اسراب من الدواب من الاغنام والماعز والحمير والكلاب تبحث عن ملذاتنا في الازبال لتاكلها باعتقاد الراعي ان البذخ وصل بنا ان نرمي الكنتاكي والامليت والمشاوي واكياس مترعة بالفواكة والخضر وكل مالذ وطاب ليتقاسمها مع الدواب هو يدس في كيسه الصالح ليترك التالف والمتفسخ ليقتاته الحيوان .
-    ظهرا وفي عز نومة القيلوله يطرق الباب بادب جم ومتواصل يعبر عن خلق واحترام تفتح الباب لتستلم ظرف رسالة فارغ كتب عليه تبرع للموكب مع آي من الذكر الحكيم . ثم يعود ليطرق بادب جم الباب ليستلم تبرعك ويويلك اذا كان فارغ لانه قد اعد لك محاضرة بان هذا القليل لاقيمة له قياسا ب.... فتعود الى بيتك وقد تلقيت درسا بالدين من زعطوط يفتي لك ويعلمك اركان الاسلام وولاية آل البيت لان ماتبرعت ) .
-    بعد هذا وذاك من كل يوم تعتقد ان العصر وقتا للاسترخاء فتفكر بالقاء نظرة للشارع وهذا يحتاج لمقال وحدة وباختصار_  قرر اسعد لايذ مدير بلدية الناصرية المبجل ان لايتدخل باوساخ الفروع ويكتفي بالشارع الرئيس كما جاء في اوامره التي نسمعها من عماله عندما نطلب منهم رفع النفايات ، طبعا نجدهم يتناولون( الريوك )عند كل باب نايمين عنده يقلبون الموبايل ويضحكون على المسجات وغير مبالين لانه لايوجد حسيب ولارقيب بل اسوء من ذلك الرقيب يوزعهم (ويكلب لاترى وجه)  . وطبعا الشارع الرئيس ترى وجهك فيه من شدة اللمعان ( لمعان النايلون والعلاكات ) لاتفرحوا لان البلدية احباب الله ولايصح ان تتلوث ايديهم بالاوساخ بل يجب ان نطالب لهم برفع الاجور وتثبيت العقود لأن عملهم شاق جدا .
-    ثم تخرج من البيوت كائنات مثل النمل لتتجمع في ساحة اعدت للعب كرة القدم ويلتحق بهم زرافات من محال اخرى لتتحول المنطقة الى ميدان للهرج والمرج ويستمر المهرجان حتى المساء ومن نتائج هذه الفوضى الكبيرة داخل الحي السكني ليس الاهداف التس سجلها فريق المحلة  بمرمى الاخر بل معارك طاحنة وشتائم فاسدة وركض من زنكة لزنكة مثل الحمير بعضهم يطارد بعض ويرمون الحجر وهذا يجعل كل صاحب سيارة يلهث كالمذبوح ولده خوفا على زجاج السيارة او كدمات على البدي من اثر اتخاذ السيارة وسادة وكرسي للجلوس وغيرها .
اما اذا كان في المنطقة احد الحرفيين وقد حول جزء من الساحة لمعمل نجارة او ورشة او دكان بقالة او كراج سيارات من نوع تريلة 20 متر او ترك انقاض البناء تسد الشارع او عمل بركة ماء من فضلة خزان الماء او حفر البالوعة وترك حفرة كبيرة وسط الشارع فكل ذلك زائد ونسبي حسب التغيرات اليومية وليس الاسبوعية .
واعتقد ان لديكم اكثر من تلك الظواهر واقصد الحجارة التي تملا اسطح المنازل التي يرميها بلا اهتمام ( المطيرجية ) . او يطرق اطفال عابثين الباب ليلا بقوة او يرمونه بحجر كبير ( ثليثية ) ويهربون لتخرج بالشارع تسب وتشتم ولااحد يغيثك او ينصرك بكلمة يدلك على الفاعل . او هناك دكان مقابل بيتك لتجمع المراهقين الفضوليين الذين يتلصصون مع كل فتحة باب لمعرفة الخارج والداخل . او جارك يبني دارا فيقوم برفع الاساس الى مستوى سقف بيتك ليحوله الى قبو . او تهرب من حر الصيف في ظل التيار المبرمج الى الابد فترى اشباحا تتلصص عليك من فوق سطح جارك الذي رفع البناء ليصل الى السماء حتى يصنع مدرجا لانطلاق الحمام من عل الى عال وقد جند لذلك اولاده الذين لايفارقون السطح ابدا .
بقي ان اودعكم لتعلقوا على ذلك معقبين بما نالكم من تلك الظواهر الجديدة على مجتمعنا وتقدروا النتائج لكي تجد الحكومة بكل سلطاتها وامكاناتها المادية والبشرية والتربوية والاجتماعية والنفسية وكل ماتستطيع ان تفعله لاحياء المجتمع الذي ان ذهبت اخلاقهم ذهبوا .
وقد عز علي ان اكتب ذلك لاعتقادي انه من مسؤولية رجال الاجتماع او رجال الدين المشغولين بترشيق الحكومة ودعوة النجيفي باقليم للسنة والفساد والخدمات وتركوا الرعية تهوي الى مهاوى الردى في الفساد وغياب الاخلاق التي ورد ذكرها في القران الكريم ولااريد ان اعظكم بل اتمنى ان تلقى تلك المشاهدات اهتمام المسؤولين وخاصة ذوي الاختصاص وبدعم من الحكومة والا فالبلاد على شفير ازمة اخلاقية في القيم المدنية والحضارية .