مصير الحكام الكرام و سنّة (ان الله عزيز ذو انتقام)!-خليل الفائزي

Mon, 4 Jul 2011 الساعة : 10:31

مصير الحكام الكرام و سنّة (ان الله عزيز ذو انتقام)!-خليل الفائزي
نحن البشر و أخص نفسي انا العبد الفقير، ان أكثرنا من الجاحدين والناكرين لقدرة الله و انتقامه، و نستغرب بل و نعترض على قرار وحكمة وصبر الخالق بعدم الانتقام الفوري و القاطع و تلقين الظالمين والقتلة والمجرمين وسالبي حقوق الناس الدروس والعبر بسرعة نتوقعها و نطالب بها و نصّر عليها، و نظرا لان معظمنا نحن البشر او أشباه البشر مخلوقات سطحية الفكر و لا نرى الا ما نلمسه من واقع علمي بحت و نستعجل الأحداث بطبيعة (خلق الإنسان عجولا و هلوعا) فإننا و اكرر القول انا شخصيا قد اعترضنا دوما على حكمة الله بعدم الانتقام السريع من الحكام الظالمين و الأنظمة الفاسدة و المسئولين الذين تلطخت أيديهم القذرة بدماء الأبرياء الطاهرة او الذين مارسوا حقهم الإنساني في الاعتراضات السلمية من خلال نزولهم الى الشوارع للتعبير عن حقهم لإيصال صوتهم الى القيادات الحاكم في بلدناهم بعدما أغلقت السلطات جميع وسائل الإعلام والتحاور المباشر مع الأنظمة لكنهم جوبهوا برصاص الغدر ودبابات الاستبداد و تناثرت دماؤهم الزكية على أوراق التاريخ لتكتب في صفحاته القاتمة مدى ظلم الحكام و قسوة القادة حتى على شعوبهم التي أوصلتهم الى سدة الحكم و رفعوهم على أكتافهم و تحملوا الجوع من اجل تخمة الرؤساء بعدما كانوا هؤلاء أشخاص عاديين و ربما أغبى و أحقر الأفراد في المجتمع.
و اعترضت انا و ربما الكثيرون من أمثالي على حكمة الله و صبره لما جرى على الشعوب من ويلات و مصائب وما تعرض الناس العزل من إرهاب منظم وعمليات قتل بشعة وتفجيرات طائفية حاقدة و مؤامرات سياسية جبانة و جرائم وحشية ضد الإنسانية على ارض العراق الطاهرة و استشهاد و جرح المئات يوميا من أفقر و اطهر الناس في معظم المدن العراقية و بشكل مستمر حتى حصدت عمليات الإرهاب و القتل من جانب جميع الأطراف و الدول و المنظمات الإرهابية خاصة تلك التي تختبئ وراء قناع الطائفية الحاقدة و شعارات المذهبية الزائفة اكثر من مليون شهيد عراقي، واعترضنا وصل الى حد الجحود على صبر الله عز وجل عندما كانت التقارير الأمنية و الإعلامية تطلعنا ان 95% من العمليات الإرهابية و التفجيرات و الأسلحة التي كانت تحصد أرواح الأبرياء و تدمر الممتلكات و تقتل الأطفال و النساء مصدرها الدول العربية و الإسلامية و ان 5% من هذه التفجيرات و عمليات القتل تفتعلها قوات الاحتلال لتبرير وجودها العسكري الغاشم و إطالة مدته و توسيع نطاقه، و اكثر الإرهابيين وفقا لهذه التقارير يأتون بالأساس من مصر والسودان وشمال أفريقيا ودول شبه الجزيرة العربية و باكستان وأفغانستان وتركيا وتنظّم الجماعات الإرهابية و تدخلها أفواجا ودون قيود عبر سوريا و الأردن و الجنوب الى العراق، بل و ان مخيمات و مراكز و دورات تدريبية أقيمت للإرهابيين في سوريا و دول أخرى و أنفقت الأموال الطائلة على الجماعات الإرهابية لمشاغلة الاحتلال الأمريكي من وجهة نظر بعض الدول و الأنظمة لمنع أمريكا من التفكير في غزو و احتلال تلك الدول و إقامة الدول الإرهابية تحت شعار الدولة الطائفية المزعومة من وجهة نظر المنظمات الإرهابية و على رأسها أخطبوط الإرهاب الدولي تنظيم القاعدة المنبوذ و الخبيث.

الأنظمة الظالمة لنفسها
مع احترامنا للقيادة في دمشق فان جهات مشبوهة في النظام السوري أشرفت مباشرة على تدريب و إرسال الإرهابيين و دعمت عمليات قتل الأبرياء والعزل من كافة الطوائف و المذاهب و الأديان في العراق طيلة الأعوام الماضية و كنت شخصيا ونظرا لرؤيتي الدينية والسياسية الضيقة ادعوا دوما الى الرد بالمثل على العمليات الإرهابية بالعنف و ان يقوم العراقيون بعمليات انتقامية مماثلة داخل مدن الدول التي كانت ترسل و تنظم و تدرب و تدعم الإرهابيين المجرمين، في إطار القانون الإلهي "العين بالعين و السن بالسن و البادئ اظلم" و كنا دوماً غافلين عن السنّة الإلهية التي تقول (ان الله يمهل و لا يهمل) و نشك بان الله سوف ينتقم قريباً من الظالمين و الحكام الذين نشروا الإرهاب و ساهموا بقتل الأبرياء و المظلومين في العراق و الدول الأخرى.
و لكن نعترف هنا اننا أخطأنا في حسابات و حكمة الخالق و لم ندرك جيداً انه حقا (عزيز ذو انتقام) و لم نفهم قوله "بشّر القاتل بالقتل لو بعد حين" و كذلك قوله "فمهل الكافرين أمهلهم رويداً" و كنا نتصور بسذاجتنا ان الانتقام من الأنظمة المجرمة و الداعمة للإرهاب سيكون في يوم الحساب فقط و هو اليوم الذي لا يعرف تاريخه، ربما غداً او بعد مليون عام، لكن دموع الأمهات الثكالى و صرخات الاطفال ودعاء كبار السن على شهدائهم و جرحاهم من ضحايا الإرهاب الأعمى والمنظم أثار غضب الله و عرشه الذي "يهتز غضباً لإسالة قطرة دم دون حق" فما بالك ان تكون الدماء انهاراً في العراق الجريح و دول عربية واسلامية شهدت و منذ أعوام عمليات القتل والإرهاب و التفجيرات العمياء و الحاقدة على البشرية.
تصوروا ماذا يكون رد الانتقام الإلهي عندما نقرأ هذا الخبر: ضحايا الإرهاب في العراق خلال شهر واحد يفوق عدد ضحايا جميع حروب إسرائيل مع الدول العربية على مدى 6 عقود!. و في إطار القاعدة الدينية القائلة ان الله لا يظلم احداً لكمال عدله (و لكن كانوا لانفسهم يظلمون)، فقد ارتد منجنيق الإرهاب المنظم على أصحابه وهاهي سوريا تشهد عمليات القتل العشوائي و المواجهات الدامية ـ من وجهة نظرنا ـ لما اقترفته بعض الجماعات والمسئولين العسكريين و الأمنيين من جرائم ضد إنسانية بدعمهم للإرهاب و القتل و التفجيرات خاصة في العراق.

غضب الله تجلى في الشعوب
انتقام الله قد تحقق قبل ذلك في تونس لظلم النظام وقوى الأمن للفقراء والعاطلين عن العمل و نهب المال العام و إذلال الشعب، فجاءت الانتفاضة التونسية العظيمة التي حركت مشاعر و ضمائر الشعب المصري حيث أطاح او يكاد بنظام مبارك الذي اغضب الله من خلال دعمه للإرهاب في العراق و محاصرة و قتل الشعب الفلسطيني في غزة و سجن و قتل آلاف من المصريين المعارضين و الناقدين لاستبداده.
سقوط فرعون مصر أشعل نار الانتفاضة في ليبيا التي ستطيح قريباً بفرعون آخر حكم البلاد بالحديد و النار و ساهم في نشر الإرهاب الإقليمي و الدولي و اسقط العديد من طائرات كانت تنقل مسافرين عاديين لا ذنب لهم.
سنّة الله بالانتقام اجتاحت ايضاً نظام علي عبد الله صالح الذي كان للتو قد قتل عشرات آلاف من الأبرياء و المحرومين في حرب غير متكافئة شهدها شمال اليمن و بدعم من بعض أنظمة المنطقة.

وإذا كان انتقام الله العزيز من الأنظمة التي ساهمت في نشر الإرهاب و قتل ما خلق الله من اناس مظلومين و محرومين بهذه الصورة و هذه السرعة التي نشهدها من خلال سقوط و اندثار اعتى الأنظمة العسكرية و المستبدة التي لم يكن احد من كبار العارفين و السياسيين والمنجمين يتوقع حتى حدوث مظاهرة صغيرة يشارك فيها عشرة أشخاص في هذه الدول، فيا ترى كيف سيكون انتقام الله من بؤر الإرهاب المنظمة و الحكام الداعمين الأساسيين للإرهابيين و الأنظمة و القوات التي قمعت الشعوب الثائرة و أرعبت الجماهير المنتفضة ضد الباطل وأقدمت على هدم المساجد و تدمير أماكن العبادة و حرق نسخ القرآن لاسيما و ان الحديث صار اليوم "ان الله لا يمهل و لا يهمل" و "قاتلهم الله انى يؤفكون" خاصة وان معظم هذه الأنظمة ان لم نقل جميعها لم تسمح اطلاقاً بالجهاد ضد إسرائيل ولا الاعتراض على سياسة أمريكا و ناهبي ثروات المنطقة و لكنها سمحت للإرهابيين والمجرمين من اتباع القاعدة الخبيثة وغيرها من الجماعات التكفيرية الضالة لنشر الإرهاب و القتل المنظم و التفجيرات العشوائية اليومية في العراق و سائر دول أخرى تعرضت و تتعرض للإرهاب البشع.

انتقام الله قاصـم الجبارين وهالك الظالمين قطعاً سيكون قريباً جداً و اقرب مما يتصور الداعمون للإرهاب و قتلة الأبرياء ، فقد تأخذهم الصيحة كقوم صالح، قـد تخسف بهم الأرض كقارون، قد يغرقون كجنـود فرعون و هامان او تزلزل عروش أنظمتهم على أيدي اضعف خلق الله والنـاس العزل كما حدث و رأينا بالأمس مع نظام بـن علي و القـذافي و مبارك و صالح و الحبل على الجرار و سيف الله المنتقم يجزّ رؤوس المستبدين والإرهابيين الأشرار!.

[email protected]

Share |