وإن كان الله معك فمن تخاف؟!/سيد صباح بهبهاني
Wed, 16 Jan 2013 الساعة : 0:33

بسم الله الرحمن الرحيم
(أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلافًا كَثِيرًا) النساء:82
(وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِن قَالَ بَلَى وَلَكِن لِّيَطْمَئِنَّ قَلْبِي* البقرة /260
(وَكَذَلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ )الأنعام/75
قال الشيخ الصدوق ـ عليه الرحمة ـ : وأخبرني الشيخ أدام الله عزّه مرسلاً عن عمرو بن وهب اليماني قال : حدّثني عمرو بن سعد عن محمد بن جابر عن أبي إسحاق السبيعي قال : قال شيخ من أهل الشام حضر صفين مع أمير المؤمنين عليه السلام بعد انصرافهم من صفين : أخبرنا يا أمير المؤمنين عن مسيرنا إلى الشام ، أكان بقضاء من الله وقدر ؟
قال (عليه السلام): نعم يا أخا أهل الشام ، والذي فلق الحبة وبرأ النسمة ، ما وطئنا موطئاً، ولا هبطنا وادياً ، ولا علونا تله ، إلاّ بقضاء من الله وقدر. فقال الشامي : عند الله تعالى أحتسب عنائي إذاً يا أمير المؤمنين ، وما أظن أن لي أجراً في سعيي إذا كان الله قضاه عليَّ وقدَّره لي .
فقال أمير المؤمنين عليه السلام : إنّ الله قد أعظم لكم الاَجر على مسيركم وأنتم سائرون ، وعلى مقامكم وأنتم مقيمون ، ولم تكونوا في شيء من حالاتكم مكرهين ، ولا إليها مضطرين ، ولا عليها مجبرين. فقال الشامي : فكيف يكون ذلك والقضاء والقدر ساقانا ، وعنهما كان مسيرنا وانصرافنا ؟!
فقال له أمير المؤمنين عليه السلام : ويحك يا أخا أهل الشام! لعلك ظننت قضاءً لازماً وقدراً حتماً ، لو كان كذلك لبطل الثواب والعقاب ، وسقط الوعد والوعيد ، والآمر من الله عز وجل والنهي منه ، وما كان المحسن أولى بثواب الإحسان من المسيء ، ولا المسيء أولى بعقوبة المذنب من المحسن ، تلك مقالة عبدة الاَوثان وحزب الشيطان وخصماء الرحمن وشهداء الزور وقدرية هذه الأمة ومجوسها إن الله أمر عباده تخييراً ، ونهاهم تحذيراً ، وكلَّف يسيراً ، وأعطى على القليل كثيراً ، ولم يُطع مكرهاً ، ولم يُعصَ مغلوباً ، ولم يكلف عسيراً ، ولم يرسل الأنبياء لعباً ، ولم ينزل الكتب على العباد عبثاً ( وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاءَ وَالاَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا باطِلاً ذَلِكَ ظَنُّ الَّذِينَ كَفَرُوا فَوَيلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مِنَ النَّارِ ).
قال الشامي : فما القضاء والقدر اللذان كان مسيرنا بهما وعنهما ؟ قال (عليه السلام) : الاَمر من الله تعالى في ذلك والحكم منه ثمّ تلا : ( وَكَانَ أَمْرُ اللهِ قَدَرَاً مَّقْدُورَاً ).
وقد قال تعالي :" قُل لَّن يُصِيبَنَا إِلاَّ مَا كَتَبَ اللّهُ لَنَا" وقال :" مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِّن قَبْلِ أَن نَّبْرَأَهَا" وقوله :" قُل لَّوْ كُنتُمْ فِي بُيُوتِكُمْ لَبَرَزَ الَّذِينَ كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقَتْلُ إِلَى مَضَاجِعِهِمْ "
وقال تعالي :" هَذَا مَا تُوعَدُونَ لِكُلِّ أَوَّابٍ حَفِيظٍ؛ مَنْ خَشِيَ الرَّحْمَن بِالْغَيْبِ وَجَاء بِقَلْبٍ مُّنِيبٍ "
عن أبي العباس عبد الله بن عباس رضي الله عنه قال كنت خلف النبي صلى الله عليه وسلم يوماً فقال "يا غلام , إني أعلمك كلمات : احفظ الله يحفظك , احفظ الله تجده تجاهك , إذا سألت فاسأل الله وإذا استعنت فاستعن بالله , واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك , وإن اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك , رفعت الأقلام وجفت الصحف " رواه الترمذي وقال : حديث حسن صحيح وفي رواية غير الترمذي " احفظ الله تجده أمامك , تعرف إلى الله في الرخاء يعرفك في الشدة , واعلم أن ما أخطأك لم يكن ليصيبك وما أصابك لك يكن ليخطئك , واعلم أن النصر مع الصبر ,وأن الفرج مع الكرب , وأن مع العسر يسراً " .اعرف حدوده وقف عندها. يصونك ويحميك في نفسك وأهلك، ودينك ودنياك .
اصبرْ على حلو الزمان و مره * و اعلم بأن الله بالغ أمره
أراد إخوة سيدنا يوسف أن يقتلوه ( فلم يمت )!!
ثم أرادوا أن يمحى أثره ( فارتفع شأنه )!!
ثم بيع ليكون مملوكا ( فأصبح ملكا)!!
ثم أرادوا أن يمحو محبته من قلب أبيه ( فازدادت)!!
(فلا تقلق من تدابير البشر
فإرادة الله فوق إرادة الكل )
عندما كان يُوسف في السجن ،
كان يوسف الأحسن بشهادتهم
" إنا نراك مِن المُحسنين "
لكن الله أخرجَهم قبله !!
وظلّ هو - رغم كل مميزاته -
بعدهم في السجن بضعَ سنين !!
( الأول خرج ليُصبح خادماً )
( والثاني خرج ليقتل )
!!( ويوسف انتظر كثيراً )
لكنه .. خرج ليصبح " عزيز مصر "
ليلاقي والديه ، وليفرح حد الاكتفاء
إلى كل أحلامنا المتأخرة :
" تزيني أكثر ، فإن لكِ فأل يوسف "
إلى كل الرائعين الذين تتأخر أمانيهم
عن كل من يحيط بهم بضع سنين ،
لا بأس ..
دائماً ما يبقى إعلان المركز الأول ..
لأخر الحفل !!
إذا سبقك من هم معك ،
فأعرف أن ما ستحصل عليه ..
أكبر مما تتصور؟!!
تأكد أن الله لا ينسى ..
وأن الله لا يضيع أجر المحسنين
("( فكن منهم )")
هل تريد ؟
معادلة
تريد الصحة = عليك بالصيام .
تريد نور الوجه = عليك بقيام الليل .
تريد الراحة = عليك بترتيل القرآن .
تريد السعادة = صل الفريضة بوقتها .
تريد الفرج = لازم الاستغفار .
تريد زوال الهم = لازم الدعاء .
تريد زوال الشدة = قل "لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ".
تريد البركة = اكثر من الصلاة على النبي محمد وآله الطاهرين .
تريد أن تحترم بين الناس = احترم الناس
تريد الخير لنفسك = تمنى الخير للأخريين .
وأرفق لكم هذه الأبيات للإمام علي كرم الله وجهه وعليه سلام الله . لأن هذه القصيدة هي تعدوا تفسير مبسط لما قاله الله سبحانه وتعالى في كتابه في التوكل والقضاء والقدر وكل ما نحتاجه وصدق رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عندما قال : ((أنا مدينة العلم وعلي بابها ؛فمن أراد العلم فلبيئتي الباب )).
وأترككم مع القصيدة :
بدأت بذكر الله في أول الذكـــــر * مقرً بنعمَاه وبالحمد والشـــــــكِر
وبعد صلاة الله مني على النّبي *محمّد ثم الإل والتابعين في الأثِر
فيا طالباً عيشاً رخياً ونعمـــــــه *** وخيراً وعزاً وابتعاداً من الضجِــــــر
تفقه بما قد قلت واقبل نصيحتي *** تعيش رخياً في سرور وفي بشِر
عليك بتقوى‘ الله واعلـــــــم بأنّة *** رقيباً على الأفعال من أول الدهِـر
نهاك فلا يلقاك فيما نهـــى‘ ولا *** تقنط فهو يلقاك في معضل الأمِـر
وكن ذاكراً لله في كلّ حــَـــالٍة *دواماً مدى الأنفاس فيك التي تجري
وفاتحة القــرآن حصن فإنهـــــا * لمشهورة البرهان من أعظم الـسـِر
ترتلها في مقتضى كــل مغربٍ *** وبعد العشاء والصبح والظهر والعصِــر
فتقرأها تسعاً وتسعين مـــــّرة *** وواحدة أخرى خفيّا بـــــــلا جهــــِر
ترى من نعيم الله ما لم تكن ترى *** وتدري بما تدري إذ لم تكن تــــدري
فخذ حكمة ممن تسمي بحيـدر ***تجرَع من الدنيـــا من الحلو والمـــــّر
إذا ما أعتزلت النّاس طراً سلمتهم*** وخففـــت أثقالا من الذنـــــب والوزر
فان لم تكن غــّراً فكن حرزاً لهــم*** بأحسـن أخلاق وبالـــــزهد والصبـر
وعاشرذوي الأيمان منهم ومَن ترى** مودتهم تأتيك بالخيـــر والبشـــــــِر
يوافيك منه القول بالفعـل ناصحــاً*** يزيدك حظاً عندة عالي القــــــــدرِ
ولا تصحب الأشرار ما دمت يافتى*** فإنّ البخيـل النّذل مشـــورته تزري
ولا تأمنن مكــــر الملوك فـــإ نهم ***يواشون فيك الغدر من حيث لاتدري
ولا تشتكي من علةٍ ان طرت ولا *** تكن قانطاً من رحَمة الله أو مـــزري
فإنّ له في كل يــــــوم ولـيـــــلةٍ ***من الشأن مايبدل عسـارك باليسر
فكم من صحيح مات من غير علةٍ***وكم من عليل عاش حيناً من الدهِر
وتمت وصَلى الله ماطار طائـــــــر *** بصبح وعاد في المسَاء الى الوكر
وما سارت الركبان في كل فدفدٍ *** على أحمد والآل من نسلة الطهر
اللهم صلي عليهم وارزقنا شفاعتهم واحشرنا معهم برحمتك يا أرحم الراحمين ولنتعاون ونتحد لنعيد مجد العلم ولنتعلم خير الناس من نفع الناس ولنعطف على الأيتام والأرامل والله خير حافظ وهو أرحم الراحمين .
مع تحيات المحب المربي سيد صباح بهبهاني