الاجتماع الوزاري الاستثنائي للجامعة العربية وقراراته الخائبة/عبد الامير محسن ال مغير

Tue, 15 Jan 2013 الساعة : 19:20

صرح وزير الخارجية المصري لدى لقاءه وزير الخارجية الإيراني في القاهرة يوم 10/1/2013 بأن حل القضية السورية يكون سوريا او سوريا عربيا ويقصد بجملة سوريا عربيا التمهيد لأعاده تلك الازمة الى مراحلها الاولى وقد جاء على اثر ذلك الاجتماع الاستثنائي لوزراء الخارجية العرب يوم 13/1/2013 وكان مقررا لمناقشة اوضاع اللاجئين السوريين الا انه وتحت مطالبة ال سعود وشيخ قطر اصدر قرار يطالب بموجبه مجلس الامن الدولي لأصدار قرار ملزم واستنادا للبند السابع يتضمن الوقف الفوري للعنف في سوريا وارسال قوات الى الاراضي السورية للأشراف على تنفيذ ذلك القرار والغاية من ذلك اعادة الازمة السورية الى المربع الاول وفق تصورهم ورغبتهم بعد ان يأس العملاء من نتائج ما بذلوه من اموال وجمع للمرتزقة الارهابيين وتأكدوا بأن هؤلاء ليس باستطاعتهم ان ينفذوا رغبة القوى الغربية والعملاء في المنطقة العربية لما واجهوه من صمود من قبل الجيش العربي السوري مدعوما من ذلك الشعب الباسل وهم يعلمون بعدم امكان اصدار أي قرار من مجلس الامن لا ينسجم مع نصوص القانون الدولي فيما يخص الازمة في سوريا بنتيجة الموقف النبيل والمحب للسلام الذي تقفه كل من روسيا والصين فقرارات جامعة العربان اعتادت ان تصدر خائبة لفقدانها المعنى والاثر القانوني بعد ان تكشفت الوجوه الكالحة بأنها تمثل رغبة الغرب فلا يمكن ان يكتب لها النجاح ويلاحظ المراقبون بأن اللانبيل العربي رئيس تلك الجامعة مضى عليه اكثر من شهر مخرسا مع اول عودة لاستئناف التظاهرات في مصر بنتيجة توجه محمد مرسي بألغاء اجتماعات مجلس الشعب وتجميد القضاء في مصر واقالة المدعي العام وتحصين قراراته من الطعن امام القضاء وتجميد المحكمة الدستورية بنتيجة احاطتها بحملة ( الهراوات ) من ميليشيات الاخوان ووضعه مسودة دستور جديد من قبل لجنة شكلها بنفسه لهذا الغرض واجراء استفتاء على ذلك الدستور دون اشراف من القضاء ولكن نبيل العربي التقط انفاسه من جديد على ما يبدو أخيرا ليدعو الى اجتماع استثنائي لوزراء الخارجية العرب بناءآ على طلب قطر ليعيد نفس الخطوات التي بدأها بالاشتراك مع اوردكان وال سعود وبتوجيه من امريكا ليهيىء بدفع الارهابيين الى الاراضي السورية ومدهم بالمال والسلاح من قبل ( نعجة قطر ) ولما لم يصلوا الى نتيجة اعادوا الكرة بالمطالبة بأصدار قرارات ملزمة كما يسمونها من مجلس الامن طالبين فيها تدخل عسكري لتمشية (الطبخة) التي اعدت في الدوحة لتخريج ما سمي بالائتلاف السوري وبصياغة كاميرون وهولاند مع ان وزير الخارجية الروسي السيد لافروف ذكر أخيرا لدى عودته من اجتماع في اوربا حول الازمة السورية بأن امريكا واوربا يصليان الان من اجل روسيا والصين لاستعمالهما (الفيتو) بعدم اصدار قرار يلزمهما بالاشتراك بتدخل عسكري في سوريا ولكن علينا ان نتذكر بأن تلك الجامعة طلبت قبل بدء اجتماعها الاخير تهيئة قوة عربية للتدخل في سوريا ليهيئوا بإقامة حكومة اخوانية وبرعاية الخليفة العثماني الجديد اوردكان وقد نسي الخائبون الامر الذي اجتمعوا من اجله لنجدة اللاجئين السوريين اللذين يعيشون هم واطفالهم تحت وطأة برد قارص في كل من الاردن ولبنان واللذين كانوا هم سبب ما يواجهه اولئك اللاجئين من مأساة اما في تركيا فهؤلاء اللاجئين بالتأكيد ضمن امدادات (شيخ النعاج) لان مخيماتهم اعدت للسكن وكمراكز تدريب متقدمة بنفس الوقت اقامها اوردكان على الحدود السورية التركية وبدلا من ان تصدر تلك الجامعة قرارا توقف بموجبه الاعمال الاجرامية الصهيونية بالتهجير القسري لسكان قرية (باب الشمس ) في شرق القدس لتحويلها الى اراضي تضم الى اسرائيل واقامة المستوطنات السكنية عليها ولكن لم يعد على ما يبدو لكل ما يكتب او يقال من امكانية رفع احساس هؤلاء الناس الذي يسمي بعضهم نفسه بأنه سياسي عربي فمع انكشاف التآمر الذي يحيط بهذه الامة فهؤلاء اصبحوا يجندون الامكانات لخلق المتاعب للشعب السوري ويصمون اذانهم لما يحصل يوميا في القاهرة من تساقط المواطنين المصريين في باب قصر الاتحادية امتدادا لما سمي بالربيع العربي وكان اخرها يوم 13/1/2013 وفي نفس ذلك اليوم حصلت مقابلة مع احد المعارضين السوريين ويبدو انه ليس من مجموعة ما اطلق عليه الغرب وعملائه في المنطقة باسم الائتلاف السوري وهو الدكتور (غسان مغربية ) في دمشق ومع قناة التلفزيون السوري صرح بكل ما يريد قوله وموجها نقده السياسي وبحرية تامة للحكومة السورية وبذلك بدأ الفرز الحقيقي عن من حددهم الرئيس السوري بخطابه الاخير بقولة بأن ذلك الشعب لا يقبل ان يحكم من قبل ارهابيين ممن تلطخت ايديهم بدماء الشعب السوري او من تم انتقائهم من خلال اجتماع الدوحة لتحقيق ابعاد المؤامرة الغربية في سوريا فأذن الدولة السورية تتفاوض مع من لم يحمل السلاح ويساهم بتهديم ما بناه ذلك الشعب وقتل ابناءه ولم يكن أيضا عميلا للقوى الغربية وعودة للاجتماع الاستثنائي لوزراء الخارجية العرب في القاهرة بأن ذلك الاجتماع وكما ذكرنا جاء بناءآ على طلب شيخ قطر في حين شددت روسيا وعلى لسان وزير خارجيتها بأن الازمة السورية تحل سلميا ومن قبل السوريين انفسهم فقط وان الاسطول الروسي يقوم الان بمناورات عسكرية غير مسبوقة قبالة السواحل السورية وكانت تصريحات السيد الابراهيمي الاخيرة جاءت متناقضة فهو مرة يصرح متوجها بمصادرة ارادة الشعب السوري بأبداء رأيه ثم يتراجع عن ذلك ويبدو ان كل هذا ناجم عن الضغط السعودي القطري الامريكي وتتكشف الامور يومآ بعد يوم فقد صرح أخيرا (برلسكوني) بأن الهجوم على ليبيا كان بتخطيط وتوقيع رئيس الجمهورية الفرنسية السابق وهذا يأتي متطابقا مع ما صرح به وزير الخارجية الفرنسي مع بدء الهجوم على ليبيا بقوله بأننا نتطلع الى استثمار ما نبذله من جهد في ليبيا لصالحنا باستغلال امكانياتها النفطية ومثل هذا القول هو ما قاله كاميرون رئيس وزراء بريطانيا عند زيارته للدوحة ( اننا سنستثمر نشر الديمقراطية في المنطقة العربية بواسطة النفط الليبي ) وهذا هو بيت القصيدة فالغرب يدمر البنى التحتية ويفكك الجيوش العربية التي يخشاها بأموال قطر والسعودية خدمة لبقاء اسرائيل وتوسعها وحفظا لمصالح تلك القوى وكل يوم يمر يكشف فيه ابعاد ذلك التآمر الغربي الإخواني حيث اكتشفت سلطات دولة الامارات العربية أخيرا شبكة اخوانية من المصريين المدعومين من قبل نظام محمد مرسي لأجراء انقلاب في ذلك البلد وهذا ما يخطط له العملاء في المنطقة واسيادهم في الغرب بإيجاد حكومات اخوانية متحالفة مع جبهة النصرة وهو ما يسعون له أيضا في سوريا ولكن صمود الجيش والشعب السوري الجم افواههم بحيث لم يستطيعوا أخيرا ان يعبروا عما في نفوسهم وستنتصر سوريا تاركة لغربان البين من عربان الخليج الخزي والعار وهو ما سيكتبه التاريخ وتقرأه الاجيال العربية القادمة.

Share |