الواقع التعليمي بين الأمس واليوم/عباس الصالحي

Tue, 15 Jan 2013 الساعة : 16:02

 

اليوم إذا ما تم مقارنة من كان يملك شهادة  الصف الثالث الابتدائي من عام (1970الى عام 1985 ) تقريبا مع  خريج الدراسة المتوسطة  من عام ( 1999  إلى عام 2003) وكذلك خريج الدارسة الإعدادية للعام ( 2003 إلى عام 2012 ) من حيث الفارق العلمي والمعرفي والقدرة على الكتابة والقراءة فمن سوف يفوق على الأخر

بالنسبة لي فانا متأكد من إن صاحب شهادة الثالث الابتدائي في زمن السبعينات هو من سيتفوق على الآخرين وذلك لعدة أسباب مهمة أولها وأهمها هو الابتعاد عن المعنى والمضمون الحقيقي لكلمة المعلم والمدرس  لدى الكثير من معلمي ومدرسي أعوام 1999 إلى 2012 يقابله عدم رغبة بإكمال الدراسة لعدم وجود حافز معنوي أو مادي يحث التلميذ او الطالب على إكمال دراسته هذا من جانب إما من جانب أخر فان غياب دور الرقابة سواء كانت من الجهات المعنية بواقع والتعليم في أداء دورها وكذلك دور الأسرة في مراقبة أبنائهم شكلا أساس قوي لتدهور واقع التعليم في العراق

إن عدم الشعور بالمسؤولية والاستهتار بهذا الركن الأساس في بناء شخصية ومستقبل الإنسان بصورة خاصة والوطن بصوره عامة تسبب بانتشار ظواهر سلبية كثيرة كان لها دور مهم في بناء أمور غاية في الخطورة داخل شخصية اغلب الشباب المراهق وكذلك التلاميذ في المدارس الابتدائية فنحن يوميا تقريبا نسمع عن حالات غير أخلاقية أو حالات عنف تحدث في المدارس سواء المتوسطة منها أو الابتدائية وهذا شيء طبيعي بعد ترك الأسرة والمعلم لدوره المهم والحيوي في تكوين شخصية التلميذ من خلال التربية والإرشاد والتعليم والاكتفاء المعلم بإعطاء الدرس هذا إن تم إعطاءه للتلميذ بصوره صحيحة وعدم رمية على كاهل التلميذ ليتعلمه وحده في البيت وعدم مراقبة او محاسبة التلميذ مهما فعل من سلبيات في المدرسة انطلاقا من الشعار الذي دمر العراق (( إنا أشعليه )) والشعار الأخر (( يمعود ياهو مالتي ))  

وبالتالي خلق شخصية مستقلة للتلميذ مبنية على أفكار وتكوينات اغلبها غير صحيح ولا أخلاقي

وبعد كل تلك إلا مبالاة والابتعاد عن مفهوم التعليم الحقيقي ظهرت علينا اليوم أفكار وإبداعات جديدة لبعض من معلمي الإلفين  وهي كما يلي

1-  إدخال مواد لم يتم إعطاءها للتلميذ او الطالب ولم يتم شرحها بحجة التأخير وعدم القدرة على شرحها لان الوقت لا يكفي وعلى الطالب واو التلميذ إن يفهمها لوحده كونه كبير

 (( استفاد يا عراق !!!!!)).

2-  تحديد الامتحان من الفصل ألكذا إلى الفصل ألكذا بدون إي مناقشة من التلميذ او الطالب وفي حال المناقشة يعتبر الطالب أو التلميذ راسب  .

3-   يعتمد إعطاء الدرس وشرحه حسب الحالة النفسية للمعلم ومزاجه العام فإذا كان مزاجه جيدا وهو لم يخسر مبارة في كرة القدم أو فريقه ا وان زوجها اليوم لم يتشاجر معها أو إن الحبيب اليوم لم يترك او يخون حبيبته في المسلسل التركي فان التلميذ او الطالب هو المستفاد و إذ حدث العكس فان التلميذ سيكون قد دخل إنذار من الدرجة القصوى .

4-  على التلميذ و الطالب ان يتابع كل المسلسلات التركية المدبلجه ومباريات كرة القدم لتقيم الحالة النفسية للمعلم والمدرس وان لا يتم سؤال المعلم عن إي موضوع لم يفهمه والاعتماد على نفسه في ذلك .

هذا وغيرة الكثير جاء بسبب تهاون الوزارة والمشرفين العامين ومدراء  مديريات التربية في أداء عملهم وعدم متابعة ومحاسبة المقصرين وكذلك جعل من إدارة المدارس بيد من هب ودب بدون قياس للخبرة والكفاءة وإنهاء القانون الذي يقول مكافأة المتميزين من المعلمين والمدرسين ومحاسبة المقصرين فجعل من المدرس او المعلم المجد وغيره من الذي لا يلتزم بالدوام وعمله في كفة واحده فتسبب في ارتخاء في أداء الواجب لدى الكثير ممن قد اتعبوا أنفسهم في سبيل أداء عملهم وأخيرا أقول إذا لم يتم تفعيل دور الثواب والعقاب وتنشيط  الدور الرقابي للمشرفين فسوف نشاهد مدارس تخرج بدل العلماء والمفكرين  آفة سوف تلتهم الشباب والمجتمع والوطن وهي آفة النفس الإمارة والتي أتيح لها المجال بدون رادع علمي أو أخلاقي لكبحها .

لك الله يا عراق ..... لك الله 

Share |