بين بيرل هاربر وبرج التجارة العالمية /الدكتور جابر سعد الشامي

Mon, 14 Jan 2013 الساعة : 1:17

تعتبر حادثة بيرل هاربر نقطة التحول الاولى في تاريخ الولايات المتحدة حيث أسست هذه الحادثة لتوجه جديد في سياستها الخارجية بعد أن ظلت لفترة طويلة تتسم بالعزلة، فقد بدأت تنخرط بقوة في الشؤون العالمية بدءاً بالحرب العالمية الثانية مرورا بتكوين الحلف الأطلسي وإلى التدخل في فيتنام، وكادت أن تدخل في حرب عالمية ثالثة مع الإتحاد السوفياتي حيث كان العالم يعيش ثنائية قطبية في ظل ما عرف بالحرب الباردة، و شهدت بقية دول العالم خلاله استقطابا كبيرا ، ومع نهاية الثمانينات وسقوط جدار برلين انتهى هذا الصراع بانتصار العقيدة الليبرالية الرأسمالية وزوال المعسكر الشيوعي، وهكذا شهد العالم استفراد الولايات المتحدة بالسيطرة الأحادية، وقد واكب ذلك تحولات وتغيرات كبرى أدت إلى ظهور عوامل ومتغيرات جديدة أثرت على المستويين النظري و المعرفي بتطوير دراسات نظرية تحاول تفسير هذه الظواهر الجديدة أو على مستوى تطور الاهتمامات والقضايا ذات الطابع العالمي. لقد عرف عالم ما بعد نهاية الحرب الباردة تحولات كبيرة، وقد مست هذه التحولات والتطورات مجموعة من القضايا، حيث شملت الجانب التنظيري ببروز نظريات ومقاربات جديدة حاولت تفسير الظواهر الدولية بعدما فشلت النظريات التقليدية للعلاقات الدولية في مواكبة الحركية المتسارعة التي أصبحت تميز المجتمع الدولي، حيث إن هذه الحركية أثرت باتجاه ظهور الكثير من العوامل على عكس ما كان سائدا، أشرت كلها لبروز تحديات كبرى أصبحت تطرح بحدة على جداول أعمال المؤتمرات والملتقيات المحلية والدولية، وأضحت المشاكل تأخذ طابع الكونية مما استدعى التحرك على صعيد يتجاوز كل العوامل التقليدية .
إن الغياب المفاجئ للعدو التقليدي للغرب بسقوط جدار برلين وانهيار الاتحاد السوفيتي وانفصال العديد من الجمهوريات الروسية عنه وطلب بعضها- لاحقاً- الانضمام الى حلف شمال الاطلسي جعل المنظومة الغربية تبحث عن عدو جديد لتبرير سياساتها وضمان استمرار مصالح الرأسمالية خاصة تلك المتعلقة بإنتاج وتسويق الأسلحة وتطويرها وذلك من خلال تجريبها في حروب قد لا تبدوا شرعية في الكثير من الحالات، وهذا ما يفسر زيادة النزعة الاوليغارشية على مستوى النسق العالمي حيث السيطرة والتحكم بيد الولايات المتحدة وهذا في ظل انسياق الغرب وحتى روسيا للسياسة الأمريكية وكذلك انتهاج الصين لسياسة تقوم على الحذر والبراغماتية، وهذا ما سهل على الولايات المتحدة والدول السبع الأكثر تصنيعا فرض رؤاها الخاصة على العالم حيث بات الجميع مطالب بالانصياع والامتثال وهنا ظهر جليا إتباع الازدواجية في التعامل خاصة مع قضايا العالم الثالث وأضحت الثقة هشة بين الشمال والجنوب.
وتكاد أحداث 11 من سبتمبر عام 2001 نقطة التحول الثانية والاكثر اهمية في التاريخ السياسي والاجتماعي للولايات المتحدة الامريكية ,
وبعد تلك الاحداث فاجأ الرّئيس جورج بوش الابن الكثير من النّاس بخطاباتٍ من شأنها أن تقسم العالم بكلّ بساطة إلى "خير وشرّ"، مقترحًا لاحقًا عقيدةً مُغرقةً في أيديولوجيّة) أخلاقيّة وعظيّة)، أطلق عليها تسمية أيديولوجيّة)"المحافظين الجدد("، لتمييزها داخل المجتمع الامريكي والعالم .
كما أطلقت الادارة الامريكية عنان الكثير من الفلاسفة والعلماء والادباء والباحثين - قبل وبعد – احداث سبتمبر فظهر على العالم الباحث الامريكي الجنسية الياباني الاصل( فوكوياما ) بنظرية ( نهاية التاريخ ), وأطلق صاموئيل هننغتون مصطلح ( صراع الحضارات ) والذي أفترض أن حروب المستقبل ستكون على الخطوط الفاصلة بين الحضارات.
وأحتلت افغانستان ومن قبلها الصومال وغزوا بنما وأقتادوا زعيمها نوريغا الى سجون أمريكا , وفي عام 1996 صوت الكونجرس الامريكي لصالح قانون اسقاط النظام العراقي وطبق الحصار الاقتصادي العالمي ضده الى عام 2003 الذي شهد سقوط النظام العراقي في نيسان من نفس العام .
وجاءت (كونداليزا رايس ) السمراء بـ ( الفوضى الخلاقة ) وحكى آخرون عن شرق اوسط جديد. ومروا مروراً سريعاً ( بفوضاهم اللاخلاقة ) من تونس الى بنغازي ووضعوا ليبيا كلها تحت مطرقة الحلف الاطلسي بعد أن سلمهم القذافي أكثر من خمسون طناً من المواد والاجهزة والادوات الخاصة بالبرنامج النووي الليبي ونقلت كلها الى الولايات المتحدة ضاناً أن هذه الفعلة تشفع له وترضي سيد المحافظين الجد – بوش – عنه .الى ساحة التحرير المصرية واشعال ثورة الشباب ضد النظام هناك , وأنظر من تسنم العرش الرئاسي هناك , ومن قبض المكافئة ؟؟, وسيأتي الدور على خوفو وأبو الهول لانها ( أصنام) لا تروق لـ (مرسي وجماعة الإخوان ) وليست حضارة بناها أبن النيل في مصر المحروسة بعرقه , ينحني لها العالم أجلالاً وامتناناً على مر العصور والأزمان .وما زالت سوريا بركاناً للحروب والطائفية وتصفية الحسابات .
أما احتلال العراق فهذه قضية لوحدها ... إلى اللقاء في جزء ثان من المقالة.

الدكتور : جابر سعد الشامي

• تنويه : نظراً لوجود شخص آخر من دولة الكويت الشقيقة يحمل نفس الاسم الذي كنت أذيل به مقالاتي ( الدكتور جابر السعد ) أقتضى تغير الاسم درءاً للأشكال واحتراما للدكتور الشقيق. 

Share |