مباديء الاعلام الاسلامي-الحلقة الرابعة/محسن وهيب عبد
Mon, 14 Jan 2013 الساعة : 1:07

ظاهرة إرسال الرسل عليهم السلام
ومهام الإعلام
تعتبر ظاهرة إرسال الرسل والأنبياء من أهم الظواهر في تاريخ الإنسانية بحيث لا يسع لأحد حتى ولو كان ملحدا أن يتنكر لها. وفي الانتروبولوجيا حيث تدرس الظواهر الإنسانية تهمل هذه الظاهرة على تواكدها وأهميتها ووضوحها؛ لا لسبب بل:
1- لأنها جوهر التأريخ، وصميم معنى الوجود الإنساني، ولأنها تعبير عن معاني رسالة الإنسان ومهام وجوده على سطح هذا الكوكب، ولأنها في مضامينها وتفاصيلها تحكي قصة الصراع الأزلي بين الخير الذي يمثله الرسل والأنبياء عليهم السلام، والشر الذي يمثله المترفون ومستغلي البشر من المستكبرين.
فعلى طول تاريخ البشرية فان قصص الأنبياء والمرسلين عليهم السلام وسيرهم الذاتية؛ تحكي قصة الصراع الأزلي بين الأنبياء يرفعون شعار بغض الظلم ومحاربة الظالمين من جهة وبين المترفين والمستكبرين يرفعون شعار: أنا خير منه ؛ شعار إبليس من جهة أخرى.
2- لان الانتروبولوجيا التي هي كما يشاء البعض أن يعرّبها بالـ( انسنة)؛ أي دراسة الظواهر الإنسانية، وهو علم يوجه اليوم لصالح المترفين ولتوظف من قبل الكبار في العالم؛ في خدمة السياسات الغربية والصهيونية المعادية للبشر، ولهذا السبب فان جميع الظواهر التي تدرس اليوم في معاهد المستكبرين ليس تاريخية ولا حقيقية بل مفتعلة مثل ظاهرة الإرهاب، والدليل على ذلك أنهم أنفسهم يرفضون تعريف الإرهاب لتبقى هذه اللفظة مطاطة ، ولتستمر هذه الظاهرة عائمة، كي يوجهونها إلى حيث يشاءون وضد من يشاءون بما يخدم مصالحهم، وحيث تتعزز سطوتهم.
ان الشعار الذي كان يرفعه الأنبياء والثلة القليلة المستضعفة التي تتبعهم ويكرسون اعمالهم في تجسيده هو: بغض الظلم ومحاربة الظالمين ونشر الفضائل وإشاعة القيم الانسانية الراقية..
ولذا فان هوية كل إعلامي إسلامي وشعاره يجب ان يتطابق مع أهل الخير في صراع القوى فيكون؛ هو نفس شعار الأنبياء والرسل، وهو: بغض الظلم ومحاربة الظالمين.. لماذا؟
تعتبر ظاهرة إرسال الرسل والأنبياء من أهم الظواهر في تاريخ الإنسانية بحيث لا يسع لأحد حتى ولو كان ملحدا أن يتنكر لها.
وفي الانتروبولوجيا حيث انه علم حديث بالنسبة لبقية العلوم، حيث تدرس الظواهر الإنسانية تهمل ظاهرة إرسال الرسل والأنبياء عليهم السلام على تواكدها في تاريخ البشرية وبالرغم من أهميتها ووضوحها؛ لا لسبب بل لأنها جوهر التأريخ، وصميم معنى الوجود الإنساني، ولأنها تعبير عن معاني رسالة الإنسان ومهام وجوده على سطح هذا الكوكب، ولأنها في مضامينها وتفاصيلها تحكي قصة الصراع الأزلي بين الخير الذي يمثل الرسل والأنبياء عليهم السلام، والشر الذي يمثله المترفون ومستغلي البشر من المستكبرين. ولان الانتروبولوجيا اليوم توجه لتوظف في خدمة السياسات الغربية والصهيونية المعادية للبشر، ولهذا السبب فان جميع الظواهر التي تدرس اليوم في معاهد المستكبرين ليس تاريخية ولا حقيقية بل مفتعلة فعلى سبيل المثل؛ ظاهرة الإرهاب، والدليل على ذلك أنهم أنفسهم يرفضون تعريفها لتبقى عائمة لكي يوجهونها إلى حيث يشاءون مما يخدم مصالحهم، وحيث تتعزز مصالحهم.
فلابد للإعلام وللفن اذا اعتبرنا الفن؛ وسيلة تعبير عن حقيقة ما يحيط بالإنسان وما يبدع به لتوصيل فكره الى الآخرين فهو إعلام أيضا حسب نظر الإسلام له.
فالإعلام كل ما يستخدمه الانسان من وسائل تعبيرية قولا او فعلا او نشاطا يتجسد في واقع الناس وفي إعلانه عن حقيقته العقائدية في نصر المظلوم وإزهاق الباطل وكل ما ينطوي عليه فحواه للبشرية، بأنه ضد الظلم وفي سبيل محاربة الظالمين ونشر الفضائل وشيوع القيم، فهو على سبيل امتداد الرسل، بل وفي ذات الرسالة الكونية والمهام التي أرسلوا عليهم السلام من اجلها.. وحتما في ذات سبيل الإمام المهدي عجل الله فرجه الشريف لأنه ذات سبيل الرسالات في إقامة العدل ومحاربة الظالمين. فمهمته عليه السلام ان يملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا.
مهام الاعلام الاسلامي:
وهنا نصل الى ان من أهم مهام الإعلامي الآن هو التمهيد للمنقذ المنتظر عليه السلام، وعلى هذا النهج لابد للإعلامي الإسلامي من المعارف الأربعة التالية:
أولا؛ معرفة؛ من هم الظالمون؟ ليعرف عدوه في الجهاد، إذ الإعلام ضمن مهام الرسل عليهم السلام هو من أرقى أبواب الجهاد.
وثانيا؛ لابد من معرفة أي الاستراتجيات تناسب العقيدة الإسلامية باعتبارها عقيدة الكمال ومن ذاتها تنبثق الاستراتجيات؟ فليس للتنظير خارج الإسلام مساحة بل التمسك بالاجتهاد من خلال مصادر التشريع العاصمين؛ القران والمعصوم.
وثالثا؛ معرفة أي الأساليب والآليات هي المطلوبة شرعا في التمهيد؟
ورابعا؛ معرفة اي الأشخاص هم المؤهلين للقيام برفع شعار الأنبياء والإمام المهدي عليهم السلام في بغض الظلم ومحاربة الظالمين وتجسيده؟:
وهذه المعارف الأربعة الآنفة هي ما يجب بيانه في علم الإعلام الإسلامي.
أولا- من هم الظالمون الذين يجب بغضهم ومحاربتهم:
ان الظالمين الكبار في هذا العالم والذين هم سبب في كل مآسي الإنسانية ينضوون جمعيا تحت شعار إبليس وهو: انا خير منه. وكل من ينضوي تحت هذا الشعار فهو ظالم عدو للإنسان والإنسانية وقد وجدنا المنتظمون منهم في جبهات معادية علنا للإنسان وهم ثلاث أصناف:
1- الرجل الأبيض( الإنسان النوردي) كما يسميه المؤرخ البريطاني الشهير (توينبي) او كما يسميه آخرون الرجل الأصهب، ولهذا التوجه تيار ضارب في التاريخ الأوربي (شرحنا تفاصيله في البحث) وقد نالت البشرية من هذا الظالم الويلات بكل إشكالها وعشرات الملايين من الضحايا وما تجلى على مر التاريخ من تعسف استخفافا بكل معاني الإنسانية .
لذا فعلى الإعلاميين و الفنانين الاسلامين من اجل التمهيد للظهور باعتباره مهمتم الأولى وفي بناء ووضع استراتجياتهم ان يجسدوا في أعمال فنية تعريفية كل المظالم التي قامت في التأريخ بسبب قيادة الجنس الأبيض للبشرية كما جرى في أوربا نفسها وكما جرى في الأمريكتين أثناء الغزو الأوربي لهما، وما جرى في العالم ويجري اليوم من إرادة الغرب للتحكم في العالم. وقد اشرنا من خلال البحث الى تفاصيل ذلك.
2- شعب الله المختار: تجسد الحركة الصهيونية تمام معاني العنصرية من مبادئها التي تجسدت دموية بالغة وحرقا وتشريدا على ارض فلسطين، فاليهود يعتقدون انهم شعب الله المختار، وان كل الاخرين من دونهم الا عبيد لهم، ويعتقدون ان دولة إسرائيل هي دولة هذا الشعب وليس لأحد غيرهم على تلك الارض بل وكل الكرة الارضية حق العيش، وان كان له حق فهو من درجات أدنى بكثير من الشعب المختار.
وقد تجسد الظلم الذي برز ويبرز بفحوى هذه المبادئ وهذا الشعار بماسي الشعب الفلسطيني التي لها أول وليس لها آخر.
على الفن الإسلامي والفنانين الإسلاميين ان يجسدوا هذا الظلم بأفعالهم الفنية تعريفا بالظلم وتمهيد للظهور.. وفي البحث تفاصيل ذلك الظلم.
3- التكفيريون النواصب: فهم وكما يتصورون انهم وحدهم في هذا العالم القابضون على الحقيقة وهم وحدهم الذين يمثلون الإسلام وهم خير من الآخرين، ولذا فان كل الآخرين كلهم كافرون حتى ولو كانوا يشهدون الشهادتين.
هكذا برز هذا الفكر الصفيق ليجد له تحت تأثير الظلم الغربي وظلم شعب الله المختار ذريعة، وهو موجود ولا يزال يمارس القتل والتفجير ، بل وحتى التمثيل المحرم على الكلب العقور ولصالح العدوين الآخرين للإنسان والإسلام.
على الفنانين الإسلاميين والفن والإسلامي التعريف من خلال الفن بهذا العدو الاستراتجي للإنسان والإسلام ومهام الرسل تمهيدا للظهور.
وعلينا ان نبدأ اولا بالقامة مجلس عالمي للإعلام والفنون الإسلامي. نكتب مهامه ونظامه الداخلي وأهدافه واستراتجياته وآليات عمله، وليتولى بعدها هذا المجلس المفترض الإشراف على الفنون الممهدة ويوجه الإعلام للتمهيد وان يكون الإعلاميون والفنانون بمواصفات الممهدين الذين فصلنا مؤهلاتهم في تالي البحث، ومن الله تعالى السداد والتوفيق ومنه نستمد العون فهو الغاية.