لماذا يرفض أغلب القادة الأكراد (فكرة )قيام حكومة الأغلبية السياسية؟/الدكتور خلف كامل الشطري
Mon, 14 Jan 2013 الساعة : 0:58

المتتبع للأحداث السياسية في العراق منذ سقوط الطاغية الصنم ولحد الآن يكاد لايصدق بما قام به الأكراد خلال هذه المدة.ففي الأشهر الأولى من نهاية البعث الفاشي في العراق إتبعوا إسلوبا إنتهازيا شيطانيا للوصول لأهدافهم الخبيثةالمعروفة وذلك بإتباعهم مبدأ (الخطوة خطوة!)أو مايسمى بالأنكليزية step by step حيث إدعوا أن ماسمي سابقا بالتحالف الكردي-الشيعي الأستراتيجي؟؟؟ لازال قائما وإنهم يعملون ،كمكونات عراقية ذاقت العذاب والحرمان والدمار والقتل من المكون الرئيسي الثالث ومنذ تأسيس الدولة العراقية الحديثة بعد الحرب العالمية الأولى ،سوية لنيل المكاسب المشروعة لكلا الطرفين.إستغل الأكراد هذه ا"لفرصة الذهبية،"مستغلين بذلك طيبة الشيعة وحصلوا لأقليمهم "حصة الأسد من الفريسة "فيما يخص ميزانية إقليمهم من خزينة الدولة.في الوقت الذي كانت المحافظات العراقية الأخرى(واقصد هنا بصورة خاصة الشيعية منها!) تئن من الفقر والتخلف وإنعدام الكهرباء والرعاية الصحية ووو...الخ،إستطاع الأكراد أن يحولوا مدن إقليمهم إلى مدن تشبه المدن الأوربية من حيث كل شيء.لقد أصبح إقليم كردستان كالفردوس مقارنة بمناطق العراق الأخرى.الساسة الشيعة،وحسب إعتقادي!،كانوا حتى لوقت قصير يعتقدون أن الأكراد سيقفون بجانبهم أمام الحملة الوهابية -السلفية -البعثية الأرهابية والتي يسندها أغلب سنة العراق لأبادة الشيعة وعودة عقارب الساعة إلى الوراء.في الوقت الذي كانت ولا تزال السيارات المفخخة تحصد المئات من الأبرياء وأغلبيتهم شيعة،كانت الحالة الأمنية ولا تزال مستقرة في إقليم كردستان.لقد تبين أخيرا ،وبعد أن أعلن السيد مسعود البرزاني وحزبه وبيش مركته مامعناه أن قواته بالمرصاد للقوات الأتحادية إذا إقتربت من مناطق عربية يريد الأكراد ضمها ولو بالقوة لأقليمهم ،أن بعض المفخخات الإرهابية كانت تنطلق من المناطق الكردية، حتى أن الكثير من المحللين يعتقدون أن هناك إتفاقا بين أكراد السيد البرزاني والأرهابيين بشن حملاتهم بالسيارات المفخخة ضد المناطق العربية وعلى شرط أن يبقى الأقليم الكردي بعيدا عن نار الأرهاب؟.إستطاع الأكراد،وبصورة طردية وناجحة،من صب الزيت على النار في الخصام المستمر بين السنة والشيعة العرب منذ سقوط المجرم صدام وحزبه الفاشي وكلما كاد الهدوء يسود الموقف،أشعل الأكراد،وبحجة إنهم وسطاء؟؟؟،النار من جديد.إنهم يستغلون هذا لحصد المزيد من المكاسب ولسان حالهم يقول:دع هؤلاء الأعداء يقتل بعضهم بعضا! ودعنا نضحك عليهم !هدفنا هو بناء دولة كردستان الكبرى وبخيرات أعداءنا العرب العراقيين ولو على جميع جماجمهم !.عندما صرح السيد المجاهد نوري المالكي قبل فترة بانه يؤيد قيام حكومة الأغلبية السياسية ثارت ثائرة الأكراد وإدعى الكثير من نوابهم في البرلمان بأن قيام حكومة أغلبية سياسية غير ممكنة في "الوقت الحاضر"؟(وإنهم يرفضونها؟) وهذا يعني أنهم يقولون لبقية العراقيين مايلي:مادمنا(بالأسم فقط؟) جزء من العراق فيجب أن نشارك في الحكومة لأستمرار "فرهودنا" من الخزينة الأتحادية والحصول على أكبر الغنائم الأخرى كأراضي عربية مثلا لضمها للأقليم وبعد ذلك،أي بعد إنفصالنا المحسوم منذ عشرات السنين ، فإنكم سوف تستطيعون عمل ماتريدون !.كل عراقي شريف يعرف سبب رفضهم وهو إنه بقيام حكومة الأغلبية السياسية سينتهي (على الأرجح ، بل هو المتوقع!)إبتزاز الأكراد وإستهتارهم،أضف إلى ذلك أنهم لم يكونوا بالضرورة جزءا منها وذلك لأن الشيعة والسنة العرب الشرفاء(وبدون قائمة الشر العراقية ومرتزقتها!)قادرون على تكوينها وبدون الأكراد،مدمري العراق،.الأيام القادمة ستثبت مرة ثانية بان الأكراد سوف يرفضون حل البرلمان وقيام إنتخابات جديدة وسيرفضون أيضا حكومة الأغلبية السياسية التي ستبين حجمهم الحقيقي وتفضح إنتهازيتهم وكرههم للعراقيين غير الأكراد كما ستبين التنسيق القائم منذ فترة بين الأكراد(وخاصة السيد مسعود البرزاني وحزبه!)وبين الطائفيين والقتلة والعملاء من سنة العراق بما في ذلك إرهابيي وشوفينيي المناطق السنية الغربية.إستقبال السيد مسعود البرزاني وإقليمه للأرهابي الهارب وجزار الشيعة المجرم طارق الهاشمي ومن ثم تهريبه خارج العراق بعد أن أستقبل هناك إستقبال الأبطال ،كمكافأة له؟؟؟(ولم لا وقد قتل مايقارب ثلاثة آلاف عراقي بريء وأغلبهم من الشيعة؟) دلبل قاطع على ذلك.