الحرشة بين الأمس واليوم/غفار عفراوي
Mon, 14 Jan 2013 الساعة : 0:25

من الظواهر الإجتماعية السيئة التي لم تفارق البلد منذ عقود، لا في حرب ولا في حصار ولا في عصرنا الحالي عصر التكنولوجيا والانترنت والبلوتوث وغيرها، هي ظاهرة التحرش بالبنات عموماً والطالبات بشكل خاص أو ما تسمى بـ(الحرشة).
وما أريد التعرض له هنا هو التحرش بالطالبات لما له من آثار كبيرة على المجتمع والواقع التعليمي. اذ يعمد بعض الشباب المراهق إلى انتظار قدوم الطالبات للمدارس وبالعكس كي يمارس هوايته المفضلة في رمي الكلمات الرقيقة والرومانسية للحصول على موافقة ومن ثم تبدأ العلاقة غير الشرعية وما بعدها من محاذير ( نظرة فابتسامة فلقاء فموعد)!
ولم تتغير طريقة الشباب منذ زمن الهاتف الأرضي إلى زمن البلوتوث، فالجميع يحاول الإمساك بأول خيط لإقامة العلاقة وهو رقم الهاتف
في السنوات الأخيرة أخذت الأجهزة الأمنية على عاتقها مراقبة هذه الظاهرة، فيرمي بورقة صغيرة (رقم هاتفه) لتتناوله الفتاة والباقي معروف. وبدأت بوضع مفارز أمنية أمام مدارس البنات لإنقاذ الفتيات من الذئاب البشرية، وفعلا بدأت الظاهرة بالإنحسار شيئا فشيئا أو على الأقل قرب المدارس فقط!
إلا أن ما شاهدته وعرفته من خلال حوار مع بعض الطالبات أثارني وأدهشني كثيراً، فقد علمت أن حاميها أصبح حراميها، أي أن المفارز التي وضعت لحماية الطالبات صارت هي من تلعب دور الذئاب البشرية وتقتنص الفرص وتعمل ما يعمله الشباب وزيادة لأنها غير مراقبة ووقوفها قانوني وشرعي.
والأمر الآخر المثير حقاً، وهو ما يستدعي وقفة جادة من أولياء الأمور وإدارات المدارس وكل أصحاب الشأن في إصلاح المجتمع، هو أن المسألة بدأت لا تنحصر بتعرض الشباب للبنات وإنما صارت الفتاة تتعرض للشاب وتلقي له بالأوراق (أرقام التلفون) وهي من تختار صديقها من بين رجال الأمن الواقفين كمفرزة حماية!!
وما عشت أراك الدهر عجبا!