قصص قصيرة جدا/علي موسى حسين
Sun, 13 Jan 2013 الساعة : 16:27

لوحة محترقة
كنت أنظر إلى الزمن فأرى شمسه ورقاص ساعته يتحركان في لا زمان ولا مكان. وأنا وإياها نطير نسابق الريح, ونجتاز مدارات الطيور, وندلف إلى الفضاء لنلعب الختيلة بين الكواكب, أقطف لها إكليلا من النجوم, لكنني أستثني لأفرّط العقد أبعثره بين يديها فهذا يشوب جمالها, ونرجع نسترخي فوق القمر, نرقص رقصة السنابل, ونتعانق عناق الأوراد, ونقف متأملين وقفة النخيل.. صورة يصعب ترجمتها إلى لغة العيون والأسماع إلاّ بتسليط أضواء الغرائز للإيماء لتلك اللوحة.. لكن الفتنة في بلادي هذا اليوم أحرقت تلك اللوحة..
لغة الشعراء
..غمرني دفء شهيّ, انسل لأصابعي, إلى جميع إنحاء جسمي. شيء غريب, ما كنت أعرفه, أو تذوقت طعمه أو مر بي, وما كنت أتوقع قوة شحناته كيف تسري إليّ ليمتلكني هدوء وإعياء لذيذ فاستسلمت مغشيا .. يوم ذاك فهمت لغة الشعراء..
أمل
استدارت إلى عمرها لتوزعه على عمره, فزاد منه الكثير,سيؤلمها إن لم تجد له موطئا. صارعت عشرها وأنزلتهن إلى حجرها:
ـ نجمع عمرينا.. متأكدة أنا.. سيقبل بالقسمة والتوزيع..
محال
أنا أعرف نفسي من غيره لا شيء, لكنه يصبح شيئا إن وهبته له, وأعرف أن الطريق معه صعب وربما قصير, لكن سيبقى للذكرى قبس أستمد من نوره الحياة. فإن جاد القدر, وبقي معي فذلك كل مناي, أو أخذت منه طفلا, ذلك أكثر ما أتمنى, سأختصره كله في أحشائي, ثمّ أضمه إلى صدري وأسقيه ماء عيني.. لكن كيف لي أن أقنع المجتمع بهذا؟
فراق
طُرق العودة إلى الذكريات تبددت واستهلكت, سحقها الزمن, وامتص ماءها يباب الفراق, بعد أن ذوت غدران أخباره, وامتدت المسافات لتجف براعمها فوق أغصان الأمل.. لا تدري..إن عاد.. هل يتقبل أوراقا يابسة فقدت طعم الحياة والنمو؟
علي موسى حسين