بسم الله الرحمن الرحيم

وَلا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ

20120112

حرق ضريح السيدة سكينة عليها السلام

لقد حذرنا فيما إذا لم يزع فتيل الازمة في سوريا سوف يشتد ضراوة مع الايام وسوف تكون له نتائج سلبية على جميع المستويات . وأن الخاسر في هذه الحرب ابناء الشعب السوري هم الضحايا وهم المستهدفين أكثر من النظام الشمولي للرئيس بشار الاسد . وأن هذه العصابات المدعومة من تركيا وقطر والسعودية ماهي الا حربة لتمزيق وحدة سورية . وعصابات القاعدة الارهابية اتخذت عدة وجوه وبدأت تغير جلدها وانسلخت منها مجموعات والان تسمى بجيش النصرة وهي أخطر من القاعدة نفسها . فهولاء لايؤمنون بما تؤمن به القاعدة من افكار !!

الذبح والقتل الجماعي واحدة من أهدافهم المأساوية وتفخيخ وتفجير مراقد اهل البيت عليهم السلام من الاسس الثابتة في نظامهم الداخلي البغيض .

قبل فترة وجيزة كشف مصدر سوري مطلع عن وجود رسالة تهديد بعث بها الوهابيون الإرهابيون وتحدثوا فيها عن نوايا خبيثة ترمي الي إستهداف مرقد السيدة رقية (عليها السلام ) بنت الإمام الحسين (عليه السلام ) . و کانت رسالة السلفيين التي هددوا فيها بقتل المزيد من شيعة أهل البيت(ع) وتهديم مرقد السيدة رقية (س) قد وصلت أمانة المرقد عبر الفاکس . ويأتي توقيت هذا التهديد بالتزامن مع موجة العنف الذي جُبل عليها أتباع مدرسة محمد بن عبدالوهاب في قتلهم شيعة أهل البيت(ع) حيث کان آخر ضحاياهم إمامين شيعيين في منطقة الزينبية بدمشق . وتشبه الحالة الأمنية لمرقد السيدة رقية (س) ما کان عليه مرقد الإمامين العسکريين في سامراء قبل تفجيره حيث لا تجد تشديدا أمنيا يتناسب الواقع والمخاطر التي تنتاب المقام . ولذلك فهناك خشية شديدة من أن يستفيد الإرهابيون من هشاشة الترتيبات الأمنية حول المرقد فيرتکبوا مجزرة جديدة بحق التراث الإسلامي والمقدسات کما ارتکبت قبل مدة جريمة آثمة راح ضحيتها ( سماحة حجة الإسلام والمسلمين الشيخ عبّاس اللّحام ) إمام جمعة مرقد السيّدة رقية (س) الذي کمنت له

مجموعة وهابية في الأزقة المجاورة للمرقد وما أن خرج من المرقد حتي انهال عليه رصاصهم الجائر ليسقط شهيدا بعد أدائه صلاتي المغرب والعشاء مباشرة . کما عمدوا قبل شهر إلي جريمة مشابهة استهدفوا من خلالها ( سماحة الحجة السيّد ناصر العلوي ) في منطقة الزينبية بدمشق مطلقين عياراتهم النارية عليه ليسقط الي الأرض مخضبا بدمائه الزکية ولينال درجة الشهادة علي أيدي أعتي أعداء الله في الأرض .

ومن الصادقات عنواناً ومصداقاً كاملاً هي المظلومة‌ السيدة سكينة بنت الحسين(ع) . لم اعرف بالضبط سنة ولادتها لكن القرائن والاحداث تشير الى ان ولادتها كانت عام 42 هـ بمعنى ان عمرها يوم الطف يكون سبعة او ثمانية عشر سنة . السيدة‌ سكينة بنت الحسين في زمانها كانت سيدة نساء عصرها كانت اوفرهن ذكاءً وعقلاً وادباً وعفة وعاشت نساء المدينة لفترة طويلة تستفيد من علمها وتقواها لان كانت تدير مجالس وندوات عامرة بعلوم الفقة والتفسير وغير ذلك مما يختص بعلوم اهل البيت(ع) . السيدة سكينة بنت الحسين هي ابنته من زوجته الرباب بنت امرء القيس هي واخوها عبد الله الرضيع الذي استشهد بنبال بني امية يوم العاشر من محرم عام 61 هـ مع الحسين(ع) وبقية اهل البيت . قالت السير ان السيدة سكينة في البداية اسمها كان غير هذا كانت تسمى امينة ولكن امها لقبتها بسكينة لسكونها وهدوءها ولعل اشتهارها بسيدة نساء عصرها مشتق من وصف ابيها الحسين لها وذلك يوم جاء الحسين(ع) صبيحة العاشر من المحرم لتوديعها في خيمتها وخاطبها يا خيرة النساء حيث قال:

لا تحرقي قلبي بدمعك حسرة

مادام مني الروح في جثماني

فاذا قتلت فأنت اولى

بالذي تأتينه ياخيرة النسوان

واليوم قام متطرفون من عصابات الحقد والكراهية والذين لاينتمون الى اي دين أو مذهب . وخاصة من الذين تربوا في مدارس الرذيلة في المملكة العربية السعودية من خوارج العصر الوهابيين بتخطي الخط الأحمر اليوم في سوريا . وفقا لشهود محليون فقد أحرق ضريح السيدة سكينة ابنة الامام علي (ع) في داريا بسوريا !!

وقد حذرت منظمة حقوق الشيعة مرارا الجماعات المناهضة للشيعة من تخطي الخط الأحمر و عدم  لمس الأضرحة والأماكن المقدسة . ولكنهم بهذا العمل اثبتوا بأنهم لا يحترمون الاماكن المقدسة .

قد اجتذب ضريح السيدة سكينة في داريا العديد من الزوار وتدميره يمثل عدم احترام رسول الله وآله . تقع داريا في الجنوب الغربي من دمشق حيث واجهت مجازر شنيعة بين المسلمين اثناء الاضطرابات الأخيرة بسوريا .

وأن منظمة حقوق الشيعة تدين هذا العمل المتطرف المخالف للدين والمعادي للشيعة وتسأل كل من لديهم احترام للأديان ان يتقدموا و يدافعوا عن الاماكن المقدسة للشيعة من خلال نشر هدا و مطالبة  الجماعات المناهضة للشيعة بوقف تدمير أماكن العبادة .

ماعسنا نقول غير لاحول ولاقوة الابالله العلي العظيم .

سيد احمد العباسي