عقارب الساعة لن تعود/حيدر حسين الراضي

Fri, 11 Jan 2013 الساعة : 16:00

جميع علماء النفس يؤكدون ان اسعد الناس هو الانسان الذي يعطي اكثر ويحب الاخرين وكلما زاد عطاؤه ومحبته للاخرين ازدادت سعادته وشعر براحة البال والضمير وصفاء النفس
ان جميع الشرائع السماوية تؤكد اننا نحن البشر اخوة ومن اب واحد هو (آدم) وام واحدة هي (حواء) وخلقنا الله من نفس واحدة ومن مادة واحدة وهي التراب واليه نرجع ويقول الله تعالى( وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا ان اكرمكم عند الله اتقاكم)(الناس سواسية كاسنان المشط) والامام علي بن ابي طالب (ع) يقول (الناس صنفان اما اخ لك في الدين او نظير لك في الحق)
اما الحقد والكراهية والتمييز بين البشر فهي من صفات النفوس المريضة والعقول الصغيرة.... وهناك وخلال سنوات وعقود طويلة مضت من تاريخ العراق الحديث فئة صغيرة حكمت العراق وعاثت فيه فسادا وسيطرت على ثرواته الطائلة والنتيجة ماهي؟ اذلال لشعب جبار مورست ضده شتى انواع التفرقة والتمييز الطائفي والعنصري والجغرافي والعشائري.
هذه الفئة تنتمي في الغالب الى عوائل ومن سكان بعض المناطق التي خدمت بكل اخلاص كلا من السلطات التركية خلال الحكم العثماني للعراق وكذلك السلطات البريطانية خلال الحكم الانكليزي للعراق وقد تربت هذه الفئة وترعرعت في احضان هذه السلطات ولذلك كوفئت بتسليمها المناصب العليا والمراكز الحساسة بعد رحيل تلك السلطات ولانبالغ اذا ماقلنا ان البعض من هذه الفئة لم يكن عراقيا ولاينتمي لهذا البلد وانما كانو يقيمون في العراق وقد اختاروا البقاء فيه بعد سقوط الدولة العثمانية سيئة الصيت والسمعة
وقد اعتبروا مواطنين من الدرجة الاولى بموجب اتفاقية بين السلطات التركية والبريطانية
هذه الفئة للاسف هي من اذلت ابناء الجنوب وهي من قتلت المرجع الكبير باقر الصدر واخته بنت الهدى وهي من القت حمم القنابل الكيمياوية على الاكراد في شمال الوطن وهي من هتكت الاعراض في مدن الجنوب العراقي ابان انتفاضة شعبان عام91 وهي من كتبت على الدبابات لاشيعة بعد اليوم! وهي من سفرت مئات الالاف من العراقيين الى ايران بحجة التبعية وهي من اشعلت الحروب والفتن والاضطرابات في المنطقة وهذه الفئة هي نفسها الان تتهجم وتطعن بابناء العراق الاصلاء رغم انتفاعها الكبير من الديمقراطية التي جعلتهم يسبون الحكومة ورئيسها بملء افواههم اليوم وهم يهددون ويتوعدون رغم استلامهم لحقائب وزارية كثيرة ومناصب كبيرة ولكنهم لايرتضون ولايهدأ لهم بال الا باعادة الامور الى سنوات حكمهم الكارثي متناسين ان عقارب الساعة لايمكن لها البتة ان تعود وان زمن الانقلابات عبر مراهقي البعث وجنرالات الجريمة قد ولى الى غير رجعة وان هذا البلد قد اشرقت في سمائه شمس الحرية التي لن تغيب الى يوم يبعثون -حم الله العراق واهله العراقيين الاصلاء واللعنة على اعدائه

Share |