كيفَ,تُصانُ الأوطان/دلال محمود

Fri, 11 Jan 2013 الساعة : 15:23

لي مقالات سابقة تحكي عن كيفية حب الأوطان هذا الحب الذي ينغرس في داخل احشاء الجنين قبل ولادته.
يصنف البشر الى مجموعتين .
مجموعة تولد وهي لاتحب الاستقرار وتعرف بالغجر او الرُحّل , وتلك المجموعة تختلف في كل صفاتها وطباعها عن المجموعة الثانية والتي ولدت وهي ترنو الى الاستقرار والثبات .
الغجر لاوفاء لديهم لبقعة محددة من الأرض فهم متنقلون مدى حياتهم, ولهذا اصبحوا غير ملتزمين بأعراف او تقاليد كالتي يلتزم بها القوم المستقرين,ولهذا حينما نريد ان نذم شخصاً ما نقول انه كالغجري لاحياء يردعه ولاعهود يصونها.
اذاً نحن لدينا نعمة من نعم الله علينا وهي الاستقرار والانتماء لوطن معين.
ءَفليس من الواجب علينا ان نصونها ؟
ستسألون كيف تكون الصيانة؟؟
تكون الصيانة ياسادتي الكرام من خلال غرس روح الحب في قلوب ابنائنا وهم صغار ليصبح الحب طبعاً وليس تطبعاً ولكي يغلب الطبع على التطبع , فيكون الحب صادقاً وليس متصنعاً .
حين يحب الانسان ذويه سيحب أقرباءه ويحب جاره , وعندما يحب جميع هؤلاء فأنه بالتأكيد سيحب الأرض التي ولد وترعرع فيها الا وهي تربة الوطن.
في تلك البلاد الغريبة, كنت أندهش ممن لايشعرون بالحنين الى بلدهم العراق, سأخدعكم أن قلت لكم أنني لن أحسدهم في قرارة نفسي, نغم فالنسيان وعدم التلوع بالوطن أحياناً يكون نعمة عظيمة من نعم الله علينا.
بمرور الوقت ذاب اندهاشي من تلك الظاهرة المؤلمة , وغاب حسدي لهم فبتُّ, أتألم لحالهم, لأنني أكتشفت أن حنانهم ذاب وهم مرغمين على ذلك حيث أن جميع اقربائهم ومعارفهم رحلوا عن العراق, عندها شعروا أن ليس هناك مايربطهم بالعراق.
هو تبرير غير منطقي, ولكن وجدته حقيقة مُرَّة وواقعة,
لأن حب التربة وأعني بها الوطن تتصل أتصالاً قوياً بالأناس , الذين تربطك معهم رابطة القرابة والصداقة.
وحين يحب الانسان تربته سيحاول ان يسقي تلك التربة حتى لو تطلب سقيها ماء عينيه فهو سوف لن يبخل عليها.
ومن يحب وطنه حتماً سيذود عليه بكل مايملك من قوة وكبرياء وكرامة.
لذا من المفروض والواجب على الأم العراقية الاصيلة ان ترضع طفلها حب الوطن قبل ان ترضعه حليب الحياة

في تلك الحالة هيهات لأحد أن يخون وسيكون وفياً
والوفي سيصون الأمانة الملقاة على عاتقه مهما كانت ثقيلة
بالحب والتفاني والأخلاص تُعَمَّرُ الأوطان وتُصان البلدان.
 

Share |