جواسيس بالمجان/أوس اللامي

Fri, 11 Jan 2013 الساعة : 15:08

بكل فخر واعتزاز! وتباهٍ وعنفوان!! يتصدر نائب عن التيار الصدري شاشة "البغدادية" في أمسية يوم الثلاثاء الماضي وفي برنامج الساعة التاسعة من البغدادية؛ مقدماً على طبق من ذهب أسرار سلاح الجيش العراقي إلى "أنور الحمداني" المتصيد في الماء العكر وحامل قارورة الزيت ليصب منها على النار المشتعلة هذه الأيام في الوسط السياسي العراقي وهو الآخر يزهو بكشف الأسرار وفضح "الفضائح"! عندما يبحث عن الأسماء والوثائق ويمهد السبيل للمتحدث ويدله على أسلوب كشف أعمال ونشاط وأسرار الحكومة على الملأ والتي لا يجوز نشرها بهذه الطريقة المبتذلة؛ حيث أن هناك مجلس نواب محترم تجري فيه عمليات المحاسبة والمكاشفة والمسائلة في مكانها الصحيح ومن ثم ينشر ما هو مسموح به قانونا وعرفا؛ يراعى في ذلك مصلحة الوطن وأسرار الجيش وتسليحه وحركاته وباقي الأمور الأخرى التي لا يجوز التوسل لهذه القناة الفضائية أو تلك أمام هذا المحاور أو ذاك الذين لا تعرف ارتباطاتهم أو ربما عمالتهم لجهات معادية للعراق وشعبه.

لم يكن هدف هؤلاء المحاورين المجهولي الأصل والإنتماء! هو أن يطلع الشعب على الحقائق وما يجري في الدولة من أمور؛ بل ليطلع عليها أعداء الشعب في داخل البلد وخارجه ولمصلحة دول إقليمية ماانفكت تسعى لتخريب العملية السياسية الديمقراطية في البلد؛ وترغب محمومة التعرف على سياسة الحكومة وخططها وتخطيطها في مجال تطورها وتسليحها؛ وما أبخس قدر النائب الغير محترم عندما يعطي بالتفاصيل الدقيقة كم هو عدد بنادق القنص التي تنوي الحكومة العراقية شراءها ونوعها ومصدرها!! وتفاصيل أخرى تعتبر من أسرار الدولة التي يحرص عليها كل مواطن شريف!! فماذا يريد أعداء العراق ومنها "إسرائيل" على وجه الخصوص أكثر من ذلك؟ وخاصة إذا كان السلاح يشترى من دول غير أميركا! ليكونوا على علم بعدد وقوة وتسليح الجيش العراقي وبهذه التفاصيل "المملة"!

واليوم؛ والآن! يكمل نائب آخر يدعى أنه "مستقل" وهو "صباح الساعدي" هذه المهمة التجسسية المجانية حول موضوع شراء الأسلحة ونحن نتابع الآن ما يدلي به "صباح الساعدي" من كشف جديد من أسرار الدولة ليرضي "أنور الحمداني" وجهات أخرى في الوقت الذي لا داعي لذلك لأن لدينا مجلس نواب ويستطيعون فيه التكاشف والنقاش وطرح ما عندهم من غير أن يظهروا على تلك الشاشات الخبيثة من أجل كسب أصوات الناخبين على حساب مصلحة البلد العليا. فهنيئاً لهؤلاء الجواسيس الذين يقدمون كل ما لديهم مجانا إلى مخابرات دول معادية للعراق وغير معادية؛ وأقرب تقدير لعمل هؤلاء هو أنهم يرغبون في تغطية فسادهم وتجاوزاتهم؛ وكثيراً ما يرد عليهم "منافقاً" محاورهم بأنهم يقدمون معلومات خطيرة!!؟ وهذا يكفي بأنهم يخونون الوطن؛ علماً بأن هناك قنوات كثيرة يمكنهم معالجة كل ما يدعون دون نشرها بهذا الشكل الخطير جداً وسوف يحاسب هؤلاء على هذا التصرف في المستقبل القريب.

Share |