يفوز الرياضيون ...رغم صراعات السياسيين/كاظم العبيـــدي

Wed, 9 Jan 2013 الساعة : 23:30

في خضم الصراعات السياسية التي تشوب بلدنا الان بين اتهامات ومظاهرات واعتصامات وفساد وموت وتصريحات نارية الهدف منها التقسيط .
نجد ابطال الرياضة يحققون الانجازات للعراق الجديد حيث برز اللاعبون العراقيون في كثير من المحافل الرياضية على المستوى الدولي والعربي والمحلي وحصدوا المراكز الاولى والأوسمة الذهبية وارتقوا برياضة العراق الى اعلى المستويات ... ولكن لم نجد أي مسؤول يهتم بشريحة الرياضيين ومؤسساتهم الرياضية حيث يفتقر العراق الان الى منشات رياضية توازي الانجازات الكبيرة وكذلك عدم الاهتمام بالرياضيين الابطال وعدم تكريمهم وتحفيزهم على تحقيق انجازات افضل .
وان ماحققه اسود الرافدين في بطولة خليجي 21 من نتائج طيبة بفوزهما على السعودية 2/0 وعلى الكويت 1/0 في مناسبتين عزيزتين على الشعب العراقي – الفوز الاول يوم 6 كانون الثاني عيد الجيش العراقي الباسل والفوز الثاني يوم 9 كانون الثاني عيد تأسيس الشرطة العراقية ماهو الا دليل واضح على ان الرياضيين العراقيين يمتلكون المهارة والذكاء والتطور رغم التدريب خارج البلد وفرض الحظر الرياضي نشاهد الغيره العراقية حاضرة في كل المحافل الرياضية وعندما يلعب اللاعب يضع امام عينيه بلده وشعبه العراقي ويتذكر دائما الجراحات والمؤامرات التي تحاك ضد هذا الشعب المظلوم ولذلك نجد لاعبنا العراقي يلعب بقوة وعنفوان من اجل الفوز رغم ان اليلدان التي تقابل منتخباتنا تمتلك كافة المؤهلات الرياضية والمنشات وكوادر التدريب الاجنبية وعقود اللاعبين العالية . ... وقد نجح المنتخب العراقي في ضمان التأهل إلى قبل نهائي بطولة كأس الخليج 21 بتغلبه على نظيره الكويتي بهدف وحيد في اللقاء الذي جمع بينهما مساء اليوم الاربعاء 9/1/2012 وهو عيد تأسيس الشرطة العراقية ضمن منافسات الجولة الثانية للمجموعة الثانية للبطولة
احرز هدف اللقاء الوحيد المهاجم العراقي حمادي احمد (د.29) بعد لعبة رائعة من السفاح يونس مجمود.
بهذه النتيجة رفع المنتخب العراقي رصيده إلى 6 نقاط واعتلى بهم صدارة المجموعة الثانية وضمن إلى حد كبير التأهل إلى نصف النهائي فيما توقف رصيد المنتخب الكويتي عند 3 نقاط.
فرض المنتخب العراقي أسلوبه على المباراة في غلق المساحات تماما امام المهاجمين الكويتيين والاعتماد على الهجمات السريعة والتمريرات الطولية على الأطراف ومن إحداها سجل هدفه الوحيد وحقق ما يبغيه في حين فشل المنتخب الكويتي في إختراق حائط الصد الدفاعي العراقي وحتى بعدما طور أدائه في الشوط الثاني ظل عاجزا عن هز الشباك العراقية في ظل استبسال الدفاع العراقي منظم وتألق لحارس المرمى نور صبري
وأصبح المنتخب الكويتي ( صاحب الرقم القياسي في عدد مرات الفوز بالبطولة 10 مرات) في موقف صعب بعد ضياع ثلاث نقاط هامة وبات عليه الإنتظار لخوض مواجهته الأخيرة امام السعودية يوم الجمعه لحسم تأهله في مواجهة صعبة. غلب الحذر على أداء المنتخبين العراقي والكويتي مع بداية الشوط الاول كما لو كان كل فريق ينتظر هدايا وأخطاء المنافس في ظل ان الفريقين يمتلكان 3 نقاط في خزانتيهما من فوز سابق للعراق على السعودية وللكويت على اليمن.
وساهم وجود بعض التوتر كامن في النفوس والذي تمثل في بعض اللعبات الخشنة في انحصار اللعب وسط الملعب دون وجود تهديد حقيقي على مرمى المنتخبين.
ووضح اعتماد اسود الرافدين على دفاع محكم ومحاولة الإعتماد على الهجمات السريعة والكرات الطولية على الأطراف لمحاولة استغلال المساحات في دفاع الكويت عن طريق يونس محمود وحمادي أحمد،في حين كان التحول الكويتي من الدفاع إلى الهجوم بطيء وغير مجدي أمام التنظيم الدفاعي العراقي وعدم فاعلية الثنائي عبد الهادي خميس ويوسف ناصر مهاجما الكويت اللذين كانا يضطرا للنزول كثيرا وقيادة الهجمات من منتصف الملعب.
وبإستنثاء تسديدة قوية من يوسف ناصر في الدقيقة العاشرة للكويت لم يكن هناك هجوم او فرص حقيقية على مرمى المنتخبين حتى منتصف هذا الشوط.
بعد ان أنقضى نصف الشوط دب النشاط في صفوف ( اسود الرافدين) ويحصل يونس محمود على بطاقة صفراء من الحكم البحريني نواف شكرا الله للتحايل للحصول ركلة جزاء ( د. 27) بعدها مباشر ة ينجح المنتخب العراقي مستغلا التمريرات الطولية من احراز هدفه الأول بفضل مجهود السفاح يونس محمود الذي تسلم كرة طولية بمهارة عالية داخل منطقة الجزاء وتقدم وسدد من زاوية ضيقه وفشل المدافع مساعد ندا في تشتيتها على خط المرمى ينقض حمادي أحمد ويلعبها في المرمى قبل الحارس الكويتي نواف الخالدي ( د. 29)
يتسبب هذا الهدف في بعض الإرتباك داخل صفوف المنتخب الكويتي في الوقت الذي زادت فيه ثقة لاعبي العراق فيتناقلون الكرة بسهولة مع حيطة وحذر مستمرين في النواحي الدفاعي.
يدخل المنتخب الكويتي الشوط الثاني برغبة واضحة في تصحيح الموقف وإدراك التعادل وهو ما انعكس بنشاط ملحوظ على الأطراف التي كانت شبه معدومة في الشوط الاول
علاوة على ضغط مستمر متقدم على مدافعي العراق في محاولة لمنع بناء الهجمات
ويهدر عبد الهادي خميس أقرب فرصة للتهديف عندما استلم كرة طولية داخل المنطقة انفرد على اثرها بحارس المرمى العراقي نور صبري لعبها لوب وتدخل نور بإطراف أصابعه يخرجها إلى ركنية ( د. 50)، لتضيع اخطر فرصة للأزرق الكويتي.
ويسعى جوارن مدرب المنتخب الكويتي لتشديد هجوم فريقه ولكنه يصطدم بقوة الدفاع العراقي وعدم وجود اي مساحات في الثلث الأخير واستبسال مدافعيه في أبعاد أي كرة خطرة حتى في التسديد القوي من خارج المنطقة تكفل نور صبري حارس المرمى بإبعاد أي كرة تقترب من مرماه وخاصة كرة فهد الإبراهيمي ( د. 57).
وعدل المنتخب العراقي طريقة لعبه إعتمادا على الهجمات المرتدة السريعة جدا في طل الإندفاع الكويتي في محاولة لإدراك التعادل وتشكل الهجمات العراقية خطورة من منتصف الملعب نظرا لسرعة التحول الهجومي من لاعبي العراقي في ظل بطء ونقص مدافعي الكويت.
ويفضل يونس التسديد من إحدى هذه الهجمات على الرغم من التفوق العددي لزملائه على مدافعي الكويت لتذهب كرته بعيدة عن المرمى.
وينجح أسود الرافدين في فرض أسلوبه والتحكم في مجريات اللقاء صحيح ان هناك هجوم كويتي متواصل إلا ان حائط الصد الدفاعي المتين حال دون تهديد حقيقي لمرمى نور صبري بالعكس كانت الخطورة الحقيقية في الهجمات المرتدة السريعة على مرمى نواف الخالدي.
وتتضح فعلا أن فرصة هز الشباك العراقية أمر صعب للغاية حيث يسدد عبد الهادي خميس في العارضة لتضيع فرصة تهديف جديدة ( د. 87) لتنتهي المباراة بفوز أسود الرافدين .
مبروك لشعبنا العراقي هذا الفوز الرائع والذي خفف من ألام ومعاناة الجماهير بعد ان سأم الشعب العراقي من تصريحات السياسيين وصراعهم على الكراسي .

Share |