خطاب الرئيس السوري وما تتعرض له سوريا كوطن وشعب من عدوان/عبد الامير محسن ال مغير
Wed, 9 Jan 2013 الساعة : 22:49

لم تتعرض الامة العربية لهجمة شرسة تهدد وجودها مثلما تتعرض له الان وقد اثبتت سوريا بصمودها بأنها تعبر عن وجود هذه الامة واقعا وتأريخا فمنذ قرابة سنتين وهي تجابه حرب ضروس وغريبة كل الغرابة من نوعها حيث لم يتعرض لمثلها شعب من شعوب الارض في تاريخنا المعاصر وبهذا الشكل ومن ثلاثي ربما يعتبر اسوأ ما افرزته تقلبات القرن الماضي من مجاميع من شذاذ الافاق اللذين يقترفون الجرائم الدولية لقاء المال وحكام يسمون بالعرب للأسف الشديد وهم اجلاف متخلفون لا يجيدون الا الخنوع والطاعة وثالث هذا الثلاثي المقيت كيانات استعمارية استنفذت مبرر وجودها الاستعماري واصبحت مهددة بالانهيار لتراكم الازمات الاقتصادية وتحاول العودة لأساليبها الاستعمارية القديمة ليمكنها ذلك من ان تستمر بأسلوب نهب خيرات الشعوب وقد وجد هذا الثلاثي ضالته في نظام حاكمه يعاني من عقدة مرضية اسمها غريزة الحلم بالاستحواذ ليعود الى ماضي قد عفا عليه الزمن هو الاخر فتحالف مع هذا الثلاثي مبديا تطوعه لحفظ امن الكيان الصهيوني ومصالح الغرب حيث بدأت تتحفز لديه غرائز العظمة الجوفاء مغرورا بوعود حلفاءه الاستعماريين وبعض حكام عربان الخليج اللذين يخشون على عروشهم المهددة بالزوال فتوجهوا لتغذية عقلية اوردكان بالأوهام ليصبح سلطانا عثمانيا جديد مما ادى به ان يكون معربدا ومهدد بالحرب لا لسبب سوى لتحقيق ما يحلم به بإيجاد سلطنة في المنطقة العربية يتولى زعامتها وبعد مرور قرابة سنتين بما واجهه الشعب السوري من حرب ظالمة دمرت الكثير من بنيته الاجتماعية وفتكت بأرواح الالوف من ابناءه الا ان ذلك الشعب الباسل ادرك بأنه ليس مهددا كدولة وانما كوجود أيضا حيث بدفع المال وتهيئة المرتزقة تستمر ماكنة الموت في هذا البلد المسالم الذي حباه الله بنعمه ولم يكن يومآ ما قد قام بإيذاء أي جار له وهنا صارح الرئيس السوري بشار الاسد شعبه يوم 6/1/2013 بما مطلوب منه ان يقوله ويعمل بموجبه بعد ان ابدى ما يتوجب عليه ان يبديه وفقآ لما تسلكه الدولة العصرية من وضع دستور ديمقراطي وتعددي وانتخابات واجراء استفتاء على ذلك الدستور وحكومة اشترك فيها الجميع وبعد اساليب التسويف والخداع من قبل العملاء واسيادهم تبين له ولذلك الشعب الباسل وللرأي العام العربي والعالمي وللدول المحبة للسلام بأن ما يطرح حول مسميات الديمقراطية ما هي الا خدعة يتمسك بها الغرب للوصول الى اهدافه وهي معروفة منذ البدء عندما اوكل رعاية الديمقراطية
المزعومة والسعي لإيصالها للشعوب من قبل (شيخ النعاج ) الذي يفتقر لماض معروف ويعيش حاضر اعجف لم يعرف دستورا رغم ان ذلك الدستور وبأي صيغة فأنه ينظم العلاقة بين الحاكم والمحكوم ولا نستغرب عند قيامه بتمويل العصابات لتحول اوطان وشعوب مستقرة الى حالة من الفوضى والاقتتال تنفيذا لمخطط اسياده الغربيين وطبقا لنظرية الفوضى الخلاقة التي يسعى الغرب لإيصالها الى نتيجتها في هذه المنطقة بتفتيت دولها وتمدد اسرائيل لتضم ارض فلسطين والاردن والقضاء على أي تطلع لهذه الامة نحو المستقبل وان المرحلة الحالية هي اخطر ما يمر به العرب في تاريخهم الحديث وكان خطاب الرئيس السوري منطقيا وجاء متطابقا مع نصوص القانون الدولي بالذود عن سيادة شعبه ومستقبل اجيال وطنه موضحا المراحل التي سيسلكها هذا الشعب وصولا لأشراك الجميع من غير الارهابيين والعملاء في الحكم فالشعب السوري بنظره لا يمكن ان يحكم عبر(طبخه تأمريه ) اعدت في قطر ومولت من قبلها والسعودية وكانت حصيلة لتخطيط كل من ( هولاند وكاميرون ) فأحفاد ( سايكس بيكو) هم اللذين عرفتهم هذه الامة وعبر قرن كامل مضى حيث اجهضوا كافة تطلعاتها نحو النهوض والتوحد ولا بد ان تستمر تعريتهم امام الشعوب كلصوص دوليين سبق ان نهبوا خيرات هذه المنطقة والان يتحالفون مع (الانكشاري) اوردكان ليضمنوا الاستمرار لأساليب نهبهم وبالتالي وامام معطيات المرحلة الحالية لا بد للرئيس السوري ان يضع النقاط على الحروف وحصل ذلك عبر خطابه الاخير وهو يرى الخطر محدقا بوطنه من الكبار والصغار حيث صرح مسعود البرزاني أخيرا وبالتنسيق مع اوردكان بفتح حدود اقليم كوردستان مع سوريا وسيذهب وفدا للاطلاع على الواقع هناك كما يقول البرزاني وهذا ما عبر عنه رئيس حزب الله (حسن نصر الله ) بخطاب له قبل فترة عندما قال ان سوريا معرضة للتقسيم ولم يستطع البرزاني الا ان يعبر عن ما في نفسه بالمساهمة بمؤامرة آل سعود واوردكان مؤيدا ما سمي بالعصيان المدني في محافظات معينة بالعراق وعلى الحكومة العراقية ان تقف بحزم بوجه التطلعات الانفصالية وغلق كافة الحدود العراقية حيث اهم ما يخشى منه وفي مرحلة يمر بها العراق الان هو بقاء تلك الحدود التي تفصل العراق مع الاردن وسوريا والسعودية مجال للتسلل وليس غرابة هناك من تأييد البرزاني لمثيري القلاقل فهو صاحب مشروع تحجيم الجيش العراقي وصاحب الزيارات المكوكية باتجاه انقرة والدوحة ولم يكلف نفسه يوميا ما بزيارة بغداد وعلى الساسة العراقيين ان يدركوا بأن لم يعد امكانية التستر بالتوجه الذي ينحو نحوه رافع العيساوي وزمرته حيث ثبت ومن خلال الشعارات التي طرحت أخيرا لا
تهمهم وحدة العراق فهم كما حصل لصدام عندما (سرحه آل سعود على مطخة ) كما يقول المثل الشعبي العراقي وقاموا بضم اقسام كبيرة من الاراضي العراقية فكان يقنع نفسه لعجزه بقوله بأن الاراضي العراقية ليس مهم ان تكون عند العرب اما المتحالفين مع القاعدة واللذين يزعمون بأنهم يتبنون الافكار الاسلامية فربما يتطلعون الى وحدة اسلامية يحكمها اوردكان كخليفة جديد طبقا لما تثقف عليه قناة (صفا الوهابية ) فأن اهم ما يستحوذ على ذهنهم على ما يبدو ليس الحفاظ على وحدة العراق وبالتالي فأن تسليح الجيش العراقي وبأسرع ما يمكن وبكافة السبل ودون الالتفات الى أي معوق وتسوية التظاهر لإرضاء الجماهير دون خرق للدستور لأن ذلك الخرق ليس يضر بالحق العام فقط وانما بحقوق الاخرين .