تركيا اوردكان أصبحت مخلبا للغرب بتهديداته بالحرب لدول الجوار/عبد الامير محسن ال مغير
Sun, 6 Jan 2013 الساعة : 23:58

صباح يوم 5/1/2013 صرح وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل بان السعودية لا تتدخل بما أسماه بالأزمة العراقية الا بناء على طلب من العراقيين وطبعا مثل هذا التصريح مضمونه لا يخفي على اللبيب وبنفس ذلك اليوم صرح اوردكان رئيس وزراء تركيا بقولة (بان تركيا أصبحت مهيأة للحرب وتعتبر قوتها الان كدولة أوربية متطورة وبقدر ما هي دولة أوربية فهي أسيوية وافريقية) على حد قوله وقد فسر المراقبون تصريحه هذا بوضوح تطلعه ليصبح خليفة عثماني جديد لدولة أسلامية طبقا لتفكيره المريض تضم المنطقة العربية بجزأيها الأفريقي والأسيوي ولم يحدد اوردكان وجهة تلك الحرب التي يهدد بها ويعتبر مثل هذا المسلك من اخطر ما صدر عن حاكم تركي لما بعد الحرب العالمية الاولى حيث تركيا الحديثة ولما بعد تلك الحرب انكفأت على نفسها بعد الحرب العالمية الاولى وابتعدت عن الحروب بسبب ما حصل لها من تهدم كامل لإمبراطوريتها العثمانية بنتيجة تورطها بالحرب من قبل قائد الاسطول التركي في البحر الاسود الالماني الجنسية والمعارة خدماته في حينه للدولة العثمانية حيث قام ذلك القائد بجر تلك الدولة الى حرب بجانب كل من المانية والنمسا وفسر بعض المراقبين تصريحات اوردكان تأتي لأشغال الشعب التركي مما يقوم به لضرب مضمون الدستور النافذ والمباشرة بملاحقة كبار الجنرالات الاتراك والتهيئة لما اسماه اولئك المحللين بملء الفراغ على اثر انكفاء امريكا لانشغالها بمشاكلها الداخلية حيث بوادر الانهيار الاقتصادي في كل منها والاتحاد الاوربي بعد ما اخذت المواثيق على اوردكان والانظمة الاخوانية الجديدة في المنطقة العربية بحماية أمن اسرائيل والمصالح الغربية وان تهديدات اوردكان هذه والتي يصفها البعض بانها بعيدة عن الشعور بالمسؤولية مما ستخلفه من أثار وخيمة على وحدة تركيا نفسها حيث هناك توجه غربي بتقسيم ذلك البلد الى قسمين وفق ما صرحت به (جلر) رئيس وزراء تركيا الاسبق ابان بداية التسعينات من القرن الماضي بقولها بعد عودتها من اجتماع للاتحاد الاوربي وعند نزولها من الطائرة قالت ( ان حلفائكم الغربيين يخططون لتقسم وطنكم) وقد حول اوردكان تركيا الى (مخلب) للقوى الغربية في منطقة الشرق الاوسط وهذا يفسر لنا التغييرات الجذرية في التوجه العسكري الروسي على مستوى تغيير القادة العسكريين والتطبيقات العسكرية البحرية في البحر الابيض المتوسط قبالة السواحل السورية حيث قدمت سفنا وبواخر عسكرية من اساطيل المحيط الهادي وبحر البلطيق والبحر الاسود أضاف لما موجود من سفن حربية روسية في البحر الابيض المتوسط وان تلك المناورات تعكس على ما تشهده هذه المنطقة بنظر بعض المحللين من تطورات (أدراماتيكية) ويقارن المؤرخون الان بأنها شبيهه للمواجه التي حصلت في بداية الستينيات من القرن الماضي في المحيط الاطلسي حيث هدد الرئيس جون كندي بانه سيواجه السفن السوفيتية التي تحمل الصواريخ متوجهة الى جزيرة كوبا ان لم يقم خروشيف بتغيير وجهتها حيث بعد نجاح ثورة (كاسترو) في كوبا ارسلت تلك الصواريخ لتعزيز الدفاعات الكوبية وقد علل جون كندي تلك التهديدات بان كوبا تقع في القسم الغربي من الكرة الأرضية وعلى مقربه من البر الأمريكي وفعلا انثنى خروشيف للتهديدات الامريكية وغير وجهة السفن الحاملة لتلك الصواريخ ويؤكد المؤرخون ان إقالة خروشيف من الحزب والدولة كان بسبب ذلك التخاذل وقيام الولايات المتحدة وحلفائها ألان بنشر بطريات صواريخ باتريوت على الحدود التركية السورية يعتبر بنظر المحللين هو الذي يدفع الدولة الروسية بإقامة المناورات العسكرية المذكورة وكثافة هذه القوة تعطي الدليل على ذلك حيث يقول أولئك المحللين بان لم تجري روسية ومنذ عقود مثل تلك المناورات خصوصا وان كبار الساسة الروس صرحوا ولمرات عدة بان ما يجري في سورية من تجميع كبير لأخطر الإرهابيين وإقامة بطريات الصواريخ في جنوب تركيا يعتبر تهديدا ليس لأمن سورية فحسب وإنما لروسية أيضا لقرب الاراضي السورية من الحدود الروسية ووجهة النظر هذه تعبر في حقيقة الامر عن جبهة الدول المحبة للسلام كالصين وايران وارمينيا والهند واعتبر الساسة في تلك الدول بان اوردكان هو من يتحمل المسؤولية الكاملة عن اي حرب ستندلع في الشرق الاوسط حيث انه وبفسحة المجال لإيجاد قواعد الصواريخ والقوات العسكرية الغربية ولأول مرة وبهذه الكثافة فأنه حول تركيا الى مخلب لحيوان مفترس مصدره الغرب وبذلك قد تخلت تركيا في ظل اوردكان كليا عن مواقفها المحايدة السابقة والتي استمرت عليها طيلة الحرب الباردة رغم كونها آنذاك عضوا في حلف الناتو عندما كانت في ظل الاحزاب الليبرالية فتركيا الحالية في طريقها للتخلي عن الديمقراطية كليا وتحويلها الى دولة اخوانية متحالفة مع القاعدة وزمرها المتخلفة حيث اخذت تركيا الان وبكل توجهاتها كمحام عن مصالح الغرب وامن اسرائيل وما تصريحات سعود الفيصل والتي جاءت بنفس يوم ما صرح به اوردكان الا تعبيرا واضحا عن المرحلة الجديدة التي تواجهها هذه المنطقة وفق المخطط الغربي بتصفية قضية فلسطين وتفتيت دول المنطقة واعادة هيمنة الدولة العثمانية وقد اكد المحللون بان من اول الدول في الاتحاد الاوربي التي تتبنى تقسيم تركيا هي المانيا بالدرجة الاولى وربما يبقى جنوب وشرق الاناضول ضمن اتحاد فيدرالي وهو ما نوهت عنة بعض الصحف من توجهات لمسعود البرزاني بالتحاقه لخطة اوردكان تلك ويعتبر اوردكان بمثل هذه الحالة المنفذ الوحيد للسياسة الغربية الإسرائيلية حيث سيجبر مثل هذا التوجه بالتصعيد بالحرب دول المنطقة النفطية لشراء الأسلحة الغربية لتلافي ما تعاني منه تلك الدول من ازمة اقتصادية وتدلل الوقائع على ان هذه المنطقة ستوصلها الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا ربما الى صدام مسلح بين دولها وكما ذكرنا بان المنفذ لذلك المخطط بالدرجة الاولى هو اوردكان في تركيا ويعتقد بعض هؤلاء المحللين بان الشعب التركي بدء يشخص توجهات اوردكان الخطيرة هذه واستهدافه لمضمون الدستور التركي ومواقفه التي ستجر تركيا الى الحرب مع الدول المجاورة على اساس طائفي وعنصري دون الاعتماد على توجهات فكرية ناضجة تأخذ أساسها من فلسفة التطور التاريخي للمجتمعات الانسانية ويقول اولئك المحللون سيصطدم اوردكان قريبا بالأحزاب الليبرالية وكبار ضباط الجيش التركي ويحصل له وفق ما حصل مع (عدنان مندلس) رئيس وزراء تركيا الأسبق والذي انتهى به الامر بإعدامه من قبل الجنرالات الاتراك لخروجه على مضمون الدستور التركي وتحالفه مع انظمة سياسية متخلفة كالسعودية وقطر وهو الان يثير قلق كبير لدي الاحزاب الليبرالية واول ما ستواجهه تركيا هو الموقف المترتب على نصب صواريخ الباتريوت التي تتوارد على الاراضي التركية مما سيعرض تركيا لاستهداف مباشر من قبل كافة جبهة الدول المضادة للسياسات الغربية وان تهديدات اوردكان بالحرب بنظر كافة المحللين تعتبر طلقة الرحمة على النظام القانوني الدولي الراهن حيث مضمون ميثاق الامم المتحدة حرم التهديد بالحرب الا ان مؤازرة امريكا والاتحاد الأوربي لأوردكان بدفعه لوحوش الأرض الإرهابيين باتجاه الاراضي السورية شجعه بأطلاق تلك التهديدات مع ان مثل ذلك التصرف يعتبر حماقة غير مبررة لما ينجم عنها من نتائج وخيمة فاوردكان المدفوع بأحلام الماضي الذي اكل الدهر عليها وشرب ولا يتذكر منها العرب سوى الخراب والإهمال حيث كانت المنطقة العربية بنظر السلطات العثمانية في الاستانة لم تكن سوى كونها مصدر للأموال لرفد خزينة الدولة والإمداد بالرجال ليموتوا في الحرب الروسية العثمانية المستعرة في جبهات القوقاس آنذاك وما على الشعب العربي سوى التهيئة للمخطط الامريكي الجديد الذي ينفذه العملاء الإقليميين في قطر والسعودية لتنصيب اوردكان خليفة عثماني جديد وما رفع من اعلام ولافتات وصور في مظاهرات الانبار الا بداية لتحرش سعودي قطري تركي بالعراق ونوهه كافة العراقيين بضرورة تلاحم جميع ابناء الشعب العراقي للوقوف بوجه هجمة متوقعة تبشر لها القنوات الوهابية كقناة صفا والرافدين وبغداد ومما يلفت الانتباه استجابة التيار الصدري لدعوة النجيفي بعقد اجتماع لمجلس النواب يوم 6/1/2013 دون شجب النجيفي لما بدر من النائب احمد العلواني من شتائم وبشكل بذيء للعراقيين وما اظهرت تلك القنوات من صور لصدام وعزة الدوري مع بيان له زعمت تلك القنوات بانه صور في محافظة بابل وبرر أولئك المراقبون بان التيار الصدري له سجناء ويروم التوصل لأصدر عفوا عام عنهم ووفق ما يطالب به الحزب الاسلامي الممثل برافع العيساوي وسلمان الجميلي واحمد العلواني بان يشمل ذلك العفو الارهابيين المتهمين بقتل العراقيين الا ان سجناء التيار الصدري كانوا في حالة دفاع عن انفسهم ومناطق سكناهم سيما في بغداد مما يتطلب اصدر عفوا خاص بهم وهو ما نوهه عنه رئيس الوزراء في احد خطبة سابقا عندما قال لا يمكن ان نساوي بين من كان يسند القوات المسلحة العراقية ومن كان يقوم بضرب تلك القوات ولا بد ان يدرك الساسة العراقيون بعدم وجود حلول وسط مع من تدفع بهم قطر والسعودية و اوردكان الى الاراضي العراقية وعلينا ان نتعض بما يجري في سوريا الان فالمسالة هنا اصبحت بالنسبة للعراقيين مصيريه ولابد لمن يريد ان يقتنع بهذه القول ان يتابع نشرات قناتي صفا والرافدين وما يبثانه من تحريض لجمهور تلك التظاهرات وقد صرح أوغلوا وزير الخارجية التركية صباح 6/1/2013 بقولة ان تركيا تسعى بإلغاء الحدود بين دول المنطقة والغاء هويتها ومثل هذا التصريح يحدد الاتجاه الجديد التي تتبناه حكومة اوردكان بإعادة هيمنة الدولة العثمانية ومع خطورة مثل هذا التصريح فهو لا يعبر في حقيقة الأمر وبنظر فقهاء التاريخ والقانون الدولي الا عن حماقة وخيال اخرق لمخالفته لحقائق تطور المجتمعات الانسانية فحكومات الإخوان التي أوجدتها القوى الغربية في المنطقة العربية والتي يروم أوغلوا توحيدها هي بمثابة ردة الى الخلف في حين التوجه التاريخي هو ما يوصل لتوحيد هذه الأمة التي افتقدت وحدتها ولمرات عدة بسبب ما وضع لها من دسائس ومؤامرات من قبل الغرب ولا يمكن لمسار تتبناه الشعوب ان ينكفئ ويعود من جديد تحت السيطرة العثمانية المتخلفة ليسهل نهب خيرات هذه المنطقة وربما ما يدفع اوردكان كما يقول بعض المحللين بانه يهيئ نفسه لمباشرة أخذ ما يخصص له من قبل القوى الغربية من نهب لتلك الخيرات الم يقل اوردكان مبررا زيارة أوغلوا لكركوك دون علم الحكومة المركزية بأننا أقارب فتلك القرابة بنظر اوردكان اعادة هيمنته كسلطان عثماني جديد على المنطقة العربية .