اربعينية الحسين (ع) درس في الاصلاح/علي غالي السيد
Sun, 6 Jan 2013 الساعة : 23:00

استقبلت مدينة كربلاء المقدسة ملايين المسلمين من العراقيين والعرب لا حياء ذكرى اليمة على قلوبنا وهي الاربعينية لاستشهاد ابا عبد الله الحسين ع ، وجاءت تلك الحشود المليونية لتحيي مراسيم الذكرى السنوية لهذا العام ومن يرى هذه الحشود المليونية ينتابه شعور خاص لم يشعر به من قبل حتى انني لم استطيع وصفة ، ففيه الخوف والرهبة ليس من الاعداء و الارهاب والكافرين بل من دوي اصوات الملايين وهتافاتهم وكانه اليوم الموعود الذي فيه زلزلت الارض زلزالها واخرجت الارض اثقالها يوم ليس كل الايام يوم انتصر فيه الدم على السيف يوم الحق الذي ازهق فيه الباطل 00 ومن يرى هذا المشهد عن كثب ويسمع تلك الصرخات والهتافات والبكاء والعويل، يشعر ويدرك ان صدى هذه الاصوات ودويها يرتفع الى عنان السماء ، وان جبرائيل والملائكة تهبط رويدا رويدا لتحيي الزائرين الكرام وتعين الزاحفين الذين لبوا نداء ابن بنت رسول الله (ص) وهنا تكون لدى المشاهد لوحة تجسد فيها عظمة هذه الشخصية الفذة ، كما ينتاب الاخرين شعور افتراضي بان هذه الحشود المليونية الزاحفة نحو مرقد امامنا (ع) مشيا على الاقدام كبارا وصغارا رجالا ونساءً ، انها وبلا شك اضخم مارثون واطول مسير واعظم حشد في العالم وبتوحدها لا تقهر ابدا ، وان شعار (هيهات منا الذلة) يليق هذه الحشد المؤمن ، وبنفس الوقت ردا بليغا على كل اساءة تعرض لها الرسول (ص) واهل بيته الاطهار، وطعنة سكينة في قلب الغرب الذي يريد تحطيم الاسلام ، انطلاقا من قاعدة (فرق تسد) اوفرق تحطم القاضي بنشر الفساد بين المسلمين والتخطيط لزرع الفتنة بين الاديان والمذاهب في جسم بلاد الرافدين ، والافتراض الاخر: سؤال للذات كيف تم تنظيم حركة هذه الملايين بشكل انسيابي00 ؟ وكيف تم احتواء وايواء واطعام تلك الملايين 00 ؟ اليس الحب والوفاء والتضحية من اجل نصرة الرسول والي بيتة الميامين وبإرادة الله ومشيئته تكونت واجتمعت وزحفت بمسيرات عفوية اعتاد عليها العراقيين والمسلمين وان من نظمها انسانية الانسان ، لان لديهم ثورة الحسين ع ، ليس دمعة تسكبها ولا لطمه تضربها بل الحسين ع ثورة على الطغيان وصرخة في وجه الظلم والجبروت والاحتلال وان اختلاف مراسيم هذه السنة ليس العدد الذي فاق (17 ) مليون بين عراقي وعربي واجنبي ولا الشعارات بل الاختلاف بالالتزامات في الثوابت الدينية حتى اسميناها سنة الاصلاح ولحمة الوحدة الوطنية 000 تطبيقا لهدف الثورة الاسمى الذي ناد به سيد الشهداء ( لم اخرج اشرا ولابطرا انما خرجت في الاصلاح في امة جدي ) وسنبقى ملتزمون بتلك الثوابت وذلك النهج 00
وعدت ولازال صدى الاصوات في اذني وينتابني شعور قوي بأن مثل هكذا شعب لم ولن يقبل الاحتلال ولا يسيره البند السابع وكل بنود الامم المتحدة ، لان هذه الحشود هي من تمثل الرأي العام وهي من تسير الامم المتحدة وغيرها وليس العكس ، لأننا ولدتنا امهاتنا احرار ونرفض الاستعباد والخضوع وملتزمون ايضا بما قال سيدنا عمر رض ( لقد ولدتكم امهاتكم احرارا )مثلما ابا سيدنا الحسين (ع) ان يقول نعم للطاغوت 0 واليوم جئنا لنبرهن للعالم اننا على خطى سيدنا سائرون وبكل ثبات متحدين وبأعلى اصواتنا منادين لبيك يا حسين من اجل حفظ الخط الناصح والمستقيم للإسلام ، وسنبقى ننادي لبيك يا حسين حتى تمتزج الشعائر ومشاعر الحزن واللوعة لهول المأساة التي يستشعرها كل مؤمن في يوم عاشورا ويوم اربعينية سيد الشهداء لتكون صرخت المظلومين بوجه الطغاة وكل الدكتاتوريات في العالم 00000
علي غالي السيد