إمارة ‘‘ الخميسية ‘‘ جنوب الناصرية بين عبق الماضي وإهمال الحاضر –تقرير مصور -

Sun, 3 Jul 2011 الساعة : 10:59

شبكة أخبار الناصرية/معتمد الصالحي:
كثيرة هي الإمارات التي قامت على هذه الأرض ، سادت ثم بادت ، هكذا هو الزمن لا يتوقف عن احد، و لا تثني دورته الحواداث ، فــ" الخميسية " جنوب محافظة ذي قار ، كانت ذات يوم محط القوافل ونافذة الجنوب على البادية و الحجاز ، مرت بها القوافل وتوقف فيها الكثير من الناس  ، أرخت لزمن مضى ، وحاضر ما زال يتقلب على حس ذكرى آفلة .
"شبكة إخبار الناصرية " تلتقط بعض شذرات من تاريخ هذه الإمارة التاريخية التي تعيش أفلولها المتواصل  .
يعود تأسيس "الخميسية " الى القرن التاسع عشر إبان الاحتلال العثماني للعراق ، فعندما شعر العثمانيون بالخطر الانجليزي بادروا لتأسيس إمارات عربية في الجنوب العراقي فأسست هذه الإمارة التاريخية التي كان اسمها "العسرة" جنوب مدينة سوق الشيوخ – 30 كم جنوب الناصرية -  كما يخبرنا الباحث إحسان العسكري ، الذي يقول " كانت تسمى سابقا بــ"العسرة"  والتي كان يسكنها ال سعدون أو ما يسمى بالمنتفق ، واستقبلوا عبد الاله  الخميس القادم من الحجاز  والذي أخذت "الخميسية " اسمها من اسمه .
  الخميسية كانت مسيجة بسياج خارجي ولها باب نظامي لدخول وخروج القوافل التجارية والعسكرية،  ويضيف العسكري " يوجد منزل عائلة عبد الله الخميس وهو عميد أسرة إل خميس ، ويقال إن هذه الأمارة هي أصل سوق الشيوخ وأنها بنيت سنه 1822 كما مدون على باب مسجدها التاريخي ،  إي إن عمرها يمتد الى أكثر من 250 سنة  .
ويشرح العسكري بعضاً من ملاحظاته التي سجلها على نوع البناء في هذه الإمارة الزائلة  قائلاً :  البناء في هذا المنزل  متطور ويدل على إن صاحبه من الأثرياء ولديه القدرة المالية على إن يبني بالطابوق ومواد البناء الحديثة ، لان جميع بيوت المنطقة من الطين والقش .
المعمار الهندسي للبناء مشيد على أساس القوس السومري ، وجميع الأبواب مقوسه ويبدوا إنها بنيت على أساس عمراني دقيق ، لان شوارعها مستقيمة ،  فبيت عبد الله الخميس يحتوي على أربع قاعات  قاعه للضيوف وقاعه للعائلة وغرف نوم وهي ذات طراز انكليزي ، للبيت باب واحد وعدة مداخل وجميعها تلتقي بالباب الرئيسي ، وهناك نظام تبريد يعتمد على الهواء الطبيعي ، البناية ذات سقفين يدخل الهواء من السقف العلوي وينزل للباحات والغرف عبر النوافذ ، علما ان المنزل ومنزل إل سعدون الان  ليس سوى  إطلال  هو البناء الشاخص الوحيد .
وعن أسباب تلاشي هذه الإمارة التاريخية يقول العسكري :هذه الأمارة تلاشت بسبب الفيضانات المستمرة خصوصا في السبعينات ، إضافة الى إن النظام السابق ضرب البناية بالصواريخ ولا زالت مخلفات  الصواريخ موجودة ، وفي عام 1991 تعرضت للقصف الأمريكي ونزل فيها الجيش وتعرضت لبعض التخريب في عام 2003 حيث كان البناء والسياج موجودين .
وينتقد العسكري  إهمال دائرة الآثار في المحافظة  الذي  تسبب بفقدان هذه المعالم الاثارية العريقة  .
جولة  " شبكة أخبار الناصرية " لم تنته الى هذا الحد ، فهذا حفيد مؤسس " الخميسية " يتحدث لنا  عما يعرفهُ ويعيشهُ في إطلال إمارة  جده العريقة ، يقول طارق احمد عبد الله الخميس : في القرن التاسع عشر جاء أجدادنا الى هذا المكان أسسوا هذه المدينة  في هذا المكان لأنها قريبه من مصدر المياه ( الاهوار ) ولان سوق الشيوخ كان قد انتشر فيها مرض الطاعون فاستقروا هنا ، وبنوا مسجدا سنه 1880 م ،  وفي أوائل الحكم الوطني تم بناء مدرسة عام  1924 ، اما المستوصف الصحي فقد شيد عام 1944 وأصبح للدولة مؤسسات هنا مثل بيت المال وغيرها .
ويضيف الخميس ، كانت  " الخميسية  " تشتهر بالدواوين أو ما يطلق عليه ( الكهوه ) وتقريبا كانت في المنطقة 130 ديوان ، وأيضا هي  منطقة  تبادل تجاري بين العراق ودول الخليج حيث تأتي الصادرات من مختلف المناطق من حجام والنواشي والسوق ، وكانت خارطة التصدير للخليج هي البصرة والخميسية والنجف ، وكانت القوافل تأتي على مدار ألسنة وتنقل البضائع للخليج وخصوصا للسعودية والكويت  .
الخميس  يقول :  إن الهجرة بدأت مع انحسار مياه الاهوار  ومصادر المياه وشهدت المنطقة هجرة واسعة  ، الا انها توقفت بعد عوده المياه الاهوار .
"الخميسية"  خرج منها شخصيات كبيره جدا كان لها دور كبير في البلاد وكان فيها أطباء ومهندسين .
ويشكو الأهالي هناك  من قلة الاهتمام الحكومي بهذه المنطقة التي كانت تضم أكثر من الف بيت منذ بداية تأسيسها ولا تسكنها الان سوى 80 عائلة فقط ، فدائرة الآثار لم تبادر الى الان الى محاولة توثيق هذه المنطقة ، ورعايتها باعتبارها موقعاً تاريخياً ، كذلك  يطالب الاهتلي  " بتوفير الماء العذب للمنطقة حيث إن النهر العذب لا يبعد عنا سوى 3 م بينما يضطر الأهالي لشراء الماء من السيارات الحوضية " .
وعن عمل سكان هذه المنطقة  فأن اغلب السكان يعملون بصيد السمك والطيور وتربيه المواشي ،  إما بالنسبة للزراعة فسابقا كانت موجودة وكانت هناك بساتين لا يمكن المرور عبرها لانتشار أشجار النخيل والتين والعنب  لكنها انتهت الان بسبب معوقات كثيرة .
طارق الخميس يؤكد انه يملك 500 دونما زراعيا ، لكنه لا يستطيع زراعتها بسبب عدم توفر مادة الكاز لان سعر البرميل هو 120 إلف دينار وهو يكفي ليوم واحد فقط .
(ح ق ح )

Share |