المرأة العراقية/دلال محمود

Sun, 6 Jan 2013 الساعة : 11:25

 

قد يتساءل اغلب القراء, لماذا دائماً أجعل مقالاتي التي تتناول قضايا المرأة تحت عنوان المرأة العراقية, وليس المرأة بصورة عامة , السبب في هذا لأنني أثناء مغادرتي للعراق الحبيب في عام 2002 حيث كانت أولى محطاتي هي سوريا الحبيبة, إنبهرت بقوة المراة السورية , فلقد تلمّستُ قوتها وثقتها بنفسها, عندما تسير في الشارع سواء أكانت محجبة أم سافرة, ربة بيت أم موظفة, أعجبني أيضاً,ثبات خطواتها الذي , كثيراً ماكنت أفتقده في شوارع بغداد , كحال نساء بلادي.
ياترى ماالسبب في ذلك ؟ هل هو الضعف المكبوت في نفس المرأة, أم ان للرجل دوراً في طمس شخصيتها؟
منذ أن خُلِقت المرأة, وهي لاتمثل الا الطرف الذي يعطي من دون مقابل, ويتفانى من دون حساب.
تُولد الفتاة, وفي سن مبكرة تراها تتحمَّل أعباء مسؤوليات جسيمة حتى لتبدوَ وكأنها أم صغيرة تشغل مكان أمها حين تغيب عن البيت , في الطرف الآخر من تلك المعادلة الظالمة نرى الولد, مُدللاً , فكل مايحتاجه من خدمة يكون في متناوله,وكأنه سي السيد ولكن بصورة مُصغرة, لهذا اغلب شبابنا حين يغدو شاباً يكون غير مؤهلٍ لتحمل المسؤؤلية.
بينما نجد,الفتاة في البيت تمثل الزهور في الجنائن وبدونها يكون البيت من غير عطر او نكهة, فلا لمسات جمال في ترتيب أثاثه, ولاإناقة في تصميم ديكوره. .
من هذا نرى ان تعب الفتاة وعناءها في بيت ذويها تحمله معها حين تتنقل الى بيت الزوجية, فسرعان ماتراها تهمل نفسها من ,حيث هندامها ومظهرها الخارجي , يحزنني حين أجد الفتيات يتشكّين وكأنهنَّ, قد تجاوزن سن الخمسين, فتكون نتيجة ذلك أنها تهمل الاعتناء بنفسها هذا من ناحية المظهر الخارجي اما المضمون الجوهري , فانه يكون مركوناً في زاوية بعيدة من تفكيرها .فلو أجرينا على سبيل المثال أحصائية في عدد من يطالعنّ في اليوم لمدة ساعة, ساعة واحدة فقط, اظن أن النتيجة ستكون مُخيبة للآمال نعم, فثقافة المرأة العراقية تكاد تكون شبه معدومة,
وحتى من يحسبن على الطبقة المتعلمة كالموظفات مثلاً فهن لايطالعنَ بالمستوى الذي يجب ان يكوننَّ,عليه, فالحياة في سباق من اجل التطور, والتواصل, ولكن مع هذا فان ربة البيت تهمل هندامها بالأضافة الى إهمالها لغذاء فكرها الا وهو القراءة كي تتواصل مع متغيرات الحياة . نأتي للمرأة الموظفة فنراها تعتني بهندامها و مظهرها فهي تجلس ساعات وساعات, امام المرآة,ولكنها تبخل من وقتها على عقلها وفكرها كي تتعلم وتطالع,
من هنا لاأظن أني ظلمت المراة بوصفي هذا بل ان المراة هي التي تظلم نفسها حين تجعل من نفسها طرفاً يعطي ويضحي بلا مقابل الى جانب إهمالها لنفسها سواء من ناحية جوهرها , أو من ناحية مظهرها
Share |