(الريزخون) واستغلال المنبر الحسيني/علي محمد الطائي

Sun, 6 Jan 2013 الساعة : 11:17

 

في أحد أرياف الجنوب كان هناك أحد شيوخ الدين أو ما يسمى (بالريزخون) وهذا الشيخ هو من أهالي المنطقة الريفية فهو مستفيد من المناسبات الدينية مثل عاشوراء يقوم بالنعي وقراءت بعض القصص عن فاجعة كربلاء الأليمة وفي نفس الوقت يقوم أكرام هذا الشيخ ماديا لأن سكان الريف العراقي هم أناس طييبون وموالين ومحبين لأهل البيت رغم التخلف والأميه التي تسود القرى والأرياف ٠وفي ذات يوم بعثت الحوزة في النجف الأشرف رجل فقيه وملم بأمور وأصول وأحكام التشريع٠فقام أهل القرية باستقباله بحفاوه بالغه وبدأ في ألقاء المحاضرات القيمة وبدأ يعلمهم أمور دينهم ودنياهم . طبعا هذا الأمر لم يرق للشيخ (الريزخوني) لأن رزقه قد انقطع ولم يعد أهل القرية يعيروا له الأهتمام كما هو الحال في الماضي وانقطع عنه (حليب الغنم والدهن الحر) ٠فكر الشيخ بأيجاد وسيله لستعادة مكانته بين الناس ولابد من حيله أو سبيل الى مبتغاه ٠ وذات يوم كانت محاضره للشيخ الذي بعثت به الحوزة عن "سورة البقرة" وبدأ الشيخ يشرح ويسترسل بالكلام لساعات مبين ما معنى "سورة البقرة" ٠ فكر الشيخ (الريزخوني) وقال أنها الفرصة المناسبة كي أقضي على (الشيخ الحوزوي) ٠ فقال للشخص الجالس بجانبه أسأل الشيخ أن يشرح لنا سورة الحسين عليه السلام ٠فسأل الشيخ عن سورة الحسين
- قال الشيخ الحسين ليس لديه سوره بالقرآن
هنا قامت قيامة الجالسين في المجلس قالوا
- هل انت جاد ياشيخ أن الحسين عليه السلام لا توجد له سورة بالقرآن
- قال نعم
- ٠ قالوا ( الهايشه أم السرجين عنده آيه بالقرآن والحسين ماعنده ) والله اليوم ما تظل بالقريه ألك ساعه اذا وجدناك بعدها نقتلك
وهنا أصبح الشيخ في وضع لا يحسد عليه وكان الوقت متأخر ليلا وكانت القرية نائيه فاحتار الشيخ في أمره لولا لطف الله سخر له أحد الأشخاص لكان (الشيخ الحوزوي) في خبر كان. أننا اليوم نشاهد كثيرون أمثال هذا (الشيخ الريزخوني) وكيفية اشغال الناس وترويضهم على التخلف الفكري والعقائدي فنحن الشيعه لدينا ١٢ أمام و١٢ مناسبة و ١٢ وفاة و١٢ ولادة و١٢ دورة سنه من غير الواجبات والمستحبات . وهناك المناسبات السنيه والتناقضات بين البعض منها وتداخل الأمور العقائدية والطائفية ، فقد بلغ عدد العطل والمناسبات أكثر من ١٨٠ بين عطلة رسمية أو عقائديه لا نعلم متى ينتج هذا الوطن أمام كل هذا الكم من العطل والمناسبات اللامتناهيه٠ نرجع الى صلب الموضوع هل سيقضي الشيعه حياتهم باللطم وضرب الزنجيل والمشي على الأقدام وترك أمور دنياهم ومستقبل أطفالهم وبناء مدنهم وقراهم الى المجهول ! ألم يكن الأمام علي عليه السلام يعمل ليلا ونهارا يحفر الآبار وهي شاهدة الى يومنا هذا في مكة والمدينة وفي العراق ٠ لماذا لم يقضي الأمام علي عليه السلام حياته بالعباده والدعاء ويترك العمل ألم تقولوا أن لنا أسوة حسنه بالرسول وبأهل البيت عليهم السلام. لماذا لا تتأسوا بالرسول وبأهل البيت ٠ ألم يقل النبي محمد صلى الله عليه وسلم أذا قامت الساعة وفي يد أحدكم فسيله فان استطاع أن لا يقوم حتى يغرسها فليفعل!
لكن قد غسلت الأدمغة من قبل المستفيدين من هذا المنبر الحسيني وأذا تكلموا عن العمل وبناء الأوطان ماذا يبقى لهم كيف يعيشون ويعتاشون ومن يطعمهم ( الفستق والزبيب) فقضية الحسين أنبل وأكبر وأعظم مما يتصورون٠لماذا لا تقوم الحوزه الكريمة بأرسال رجال الدين الحوزويين من الكادر الجيد لتوعية هذا الشعب وحثه على المطالبه بحقوقه المسلوبه ماشاء الله لدينا من رجال الدين والحوزوييون الآلاف المؤلفه ٠هل واجب رجال الدين فقط تأليف كتب الفقه والمنطق والأصول وركن هذه الكتب في الحوزات والمكتبات يأكلها التراب وهل الشعب العراقي المتهالك لديه وقت للقراءة وهل أغلبية الشعب العراقي متعلم. أن السواد الأعظم أمي لايقرا ولا يكتب لو كان الشعب العراقي متعلم لما وصل به الحال الى ماهو عليه الآن نعم أذا فقد المجتمع الراعي يصبح مثل الخراف الضاله التي تطمع بها الذئاب نحن الان كمجتمع عراقي ليس لدينا راعي فقد تخلى الجميع عنا فليس لدينا دولة وكثر المفسدين والسراق أليس من المفروض أن يبدأ دور المرجعيه ورجال الدين بتوعية المجتمع ) لا يتصور الجاهلون اني اتطاول على رجال الدين او الحوزه فأنا شيعي حتى النخاع أنني فقط أسأل وأتسائل أليس هذا من حقي ولا يوجد أحد معصوم على وجه الأرض ألا محمد وآله الطيبين الطاهرين الكل يخطئ ويصيب ) لقد كان للعقيلة دور كبير في رعاية الإمام السجاد بقيت تواسي زين العابدين عليه السلام عما جرى من أحداث دامية ووقائع مفجعة،فإنه لما رأى جثمان أبيه الطاهر طريحا على تلعات كربلاء،ورأى أهل بيته جثثا هامدة على الأرض حزن عليه السلام حزنا عميقا،ولما أن بصرت به العقيلة وهو في ذلك الحال يجود بنفسه قالت: (مالي أراك تجود بنفسك يا بقية جدي وإخوتي،فو الله إن هذا لعهد من الله إلى جدك وأبيك،ولقد أخذ الله ميثاق أناس لا تعرفهم فراعنة هذه الأرض،وهم معروفون في أهل السماوات،غنهم يجمعون هذه الأعضاء المقطعة والجسوم المضرجة فيوارونها،وينصبون بهذا الطف علما لقبر أبيك سيد الشهداء لا يدرس أثره،ولا يمحى رسمه على كرور الليالي والأيام،وليجتهدن أئمة الكفر وأشياع الضلال في محوه وطمسه فلا يزداد أثره إلا علوا...) أ ذن نستلهم من كلام السيدة زينب عليها السلام أن الحسين باقي الى ماشاء الله وما نقوم به من مآتم وأقامة الشعائر الحسينيه لايعني بقاء الحسين عليه السلام و ذكرى الحسين فاالحسين باقي بأمر الله تعالى يجب أن نعترف أن مانقوم به من أجل أنفسنا فالحسين ليس بحاجه لنا بل نحن من نحتاج الحسين عليه السلام والتشفع به الى الله . وهل القضية التي أستشهد من أجلها الحسين طلب للمال أو السلطة ألم يجسد الحسين عليه السلام في كربلاء معنى الحرية ولا يعطي أعطاء الذليل لابن مرجانه أن الحسين قد جسد أقواله الى أفعال في كربلاء أين نحن من الحسين وهل جسدنا أقوالنا الى أفعال وهل نحن حسينييون كما ندعي أم نحن نتخد من مراسيم عاشوراء عاده وليست موعظه وعبره ودروس وهل هذه المسافات التي نقطعها مشيا على الأقدام وكل خطوه تعد بألف حسنه كما ندعي هل يقبلها الحسين منا . لقد استغل المنبر الحسيني وقضية الحسين من البعض للربح والمتاجره والتباهي وتخلف المجتمع عن ركب الحضارة من قبل الرواديد وبعض شيوخ المنبر . لم نسمع من قبل أن الرادود له سكرتير ومستشار ومندوب في المحافظات. ويتقاضى (الدفاتر) ويركب المصفحات. أما بعض الشيوخ يتقاضون المبالغ الخياليه والدفع نقدا قبل صعود المنبر . نعم هكذا علمهم الحسين عليه السلام وهكذا نبني المجتمع والوطن لا مجاري لا كهرباء لا تعليم لا ماء صالح للشرب والسراق من كل حدب وصوب ونحن الشيعة خلقنا الله للبكاء واللطم فقط . أن هذا الشعب مقتول ٠ كما قتل الامام الحسين وبقى وحيد في رمضاء كربلاء ٠ الآن الشعب العراقي وحيد والمستفيدون كثيرون أمثال (الشيخ الريزخوني) ورجال الدولة....
علي محمدالطائي 
Share |