ياصديقي كلنا اغبياء !!/قاسم بلشان التميمي
Sun, 6 Jan 2013 الساعة : 10:58

في صباح يوم مشمس جميل من صباحات مدينتي الممتلئة بـ ( ؟) قررت ان اجلس في احدى المقاهي و(احتسي قدحا من الشاي ) بمعنى اشرب (ستكان جاي) وكانت المقهى مليئة بأناس ومن مختلف الاعمار والالوان حيث كنت اطالع الوجوه المصفرة والمغبرة ولا اعرف من اين جائتها الصفرة والغبرة وربما جاءت من كثرة شرب ( الحامض) او اكل لفات ( العمبة) خصوصا مع وجود محل لبيع عمبة ايام زمان مقابل المقهى ، وربما الصفرة جاءت نتيجة الخوف والفزع الذي ينتاب اصحاب هذه الوجوه مع كل تصريح سياسي حيث التركيز على (الوحدة الوطنية ووحدة الصف) وما الى ذلك من هذه ( الخرابيط) التي ابتلي بها اصحاب الوجوه المصفرة ، واثناء جلوسي في المقهى قررت ان استرق السمع من اثنين كانا يتبادلا اطراف الحديث عن الوضع السياسي في البلاد وعلمت من خلال حديثهم ان احدهم يعمل (صباغ احذية) يعني صباغ (قنادر) والثاني يعمل (حلاق ) وكذلك عرفت ان صباغ الاحذية خريج جامعي !! والحلاق ايضا خريج جامعي ، ولاريد ان ادخل في تفاصيل حياتهم بقدر مااريد ان انقل اهم ما ورد في محاورتهم حيث قال الاول (صباغ الاحذية) مخاطبا صاحبة ( الحلاق) وهو يقول له لقد اثرت على نفسي ان اعمل في صباغة الاحذية خير لي من اكون خادما وحارسا للاحذية فرد عليه صاحبه (الحلاق) نعم ان عملك هذا اشرف لك بكثير من العمل الذي اريد لك ان تكون فيه ، وهو عمل لايليق بشخصك ، واكمل الحلاق كلامه مخاطبا صاحبه انك كما عهدتك دائما وابدا (تفتهم ) وتأخذ الامور بعقلانية كبيرة واخذ الحلاق يثني على صاحبه (صباغ الاحذية)، وحقيقة الامر اصابتني حيرة كبيرة فأنا كنت استمع الى حديثهم وكان حديث اكثر من رائع وحديث (قيم جدا ) وكانوا يتبادلون الحديث بأدب ويستخدمون مفردات مثل ( لو سمحت ، عذرا للمقاطعة ، انا اسف ولكن) حقيقة كانو يستخدمون جمل رائعة وبعد كل هذا قررت ان اكسر ( حاجز السمع والبصر) فيما بيني وبينهم واتخذت قرار بأن اشاركهم الحديث من خلال جملة ( السلام عليكم وانا اسف جدا جدا للمقاطعة ولكن احببت ان اتعرف عليكم واكون صديقا لكم) وكان الجواب( وعليكم السلام عيوني اهلا وسهلا نحن نتشرف بحضرتك) فأجبتهم ان الشرف لي خصوصا وانا اتحدث مع هكذا شخصيات ، فكان الرد ( رحم الله والديك بس احنه موشخصيات) واكملوا حديثهم ( عمي احنه ، واحد اجلكم الله صباغ قنادر، والثاني حلاق) فقلت لهم ( الحمد لله) واكملت انه عمل شريق ولقمة حلال واحسن الف الف مرة من الذي سرق ويسرق رغيف الخبز من سارة و من احمد واشرف من الذي جعل سارة واحمد بلا مأوى في ليلة (فيضان بغداد) ، وحديثي هذا لاقى استحسان لديهم ، وبادر (صباغ الاحذية) بسؤال عن عملي ، فقلت له اطمئن فأنا لم ولن اسرق رغيف الخبز من سارة واحمد ولم اجعلعهم بلا مأوى ، فأبتسم قائلا يعني انت ( مثلنا) صباغ قنادر لو حلاق ، فأبتسمت وقلت له اعتقد قريب منكم كثيرا فقال اذا قريب منا فهذا يعني انك ربما عندك ( بسطية مال شحاطات او غير ذلك) فقلت له انا اعمل (صباغ عقول) او على الاصح تغيير (عقول) فتدخل ( الحلاق) قائلا بمعنى انك خريج جامعي مثل حالي وحال صديقي ابو حقي فقلت له نعم ،واستردكت لكن عندي سؤال لصاحبك ( صباغ الاحذية ابو حقي) فقال ابو حقي اسأل استاذ فقلت له لقد سمعتك تقول لصاحبك انك اثرت على نفسك ان تعمل في صباغة الاحذية خير من تكون خادما وحارسا للاحذية ، فضحك ابو حقي ضحكة عالية وقال لي ما زحا انك تعمل سارق سمع ثم اكمل العفو العفو استاذ انها (مزحة) واكمل حديثة نعم يا استاذ لقد قدمت اوراقي (للتعيين ) وبعد معاناة تم تعييني بأن اكون حارسا في باب (واحد من ا لقنادر) واردف ( وياليته كان قندرة اصلية) ، فقلت له لم افهم فقال لي بأختصار لقد تم تعييني حارسا في باب احد الافندية الذي لم يكمل حتى دراستة المتوسطة ولكنه اصبح بين ليلة وضحاها في مركز كبير ، ، فثارت كرامتي ورفضت التعيين ولكن وجدت نفسي ان اعمل مجددا في مجال الاحذية ولكن هذه المرة مع الاحذية الاصلية !!
واحببت ان اسأل ابو حقي اسألة كثيرة وكثيرة ولكن لم اتمكن لانني كنت متاثرا جدا لحاله وحال صديقه فقلت له انهم اغبياء كيف يتعاملون معك ومع امثالك هكذا فقال لي ابو حقي لا تحزن ياصديقي كلنا اغبياء!!.