الشكر هو المجازاة على الاحسان ، والثناء الجميل على من يقدم الخير والاحسان .والمسلم يشكر كل من قدم اليه خيراً أو صنع اليه معروفاً ، ويتحقق شكر الله بالاعتراف بالنعم والتحدث بها واستخدامها في طاعة الله ، قال الله ( وأما بنعمة ربك فحدث ) .يحكى أن رجلاً أبلاه الله بالعمى وقطع اليدين والرجلين ، فدخل عليه أحد الناس فوجده يشكر الله على نعمه ويقول :الحمد لله الذي عافاني مما أبتلى به غيري وفضلني على كثير ممن خلق تفضيلاً ، فتعجب الرجل من قول هذا الاعمى مقطوع اليدين والرجلين وسأله : على أي شىء تحمد الله وتشكره ، فقال له : ياهذا ..أشكر الله أن وهبني لساناً ذاكراً وقلباً خاشعاً وبدناً على البلاء صابراً .ونحن نشكر الله لما وهبنا من لسان يسبحه ويحمده ويشكره وقلوب خاشعة بالايمان به وأبدان صابرة على المشي لتقطع مئات الكيلو مترات متوجه نحو ضريح أبي عبدالله الحسين . وكان الشكر خلقاً لازماً للانبياء الله صلوات الله عليهم ، والمسلم يقدر المعروف ويعرف الناس حقوقهم فيشكرهم على ما يقدموه من خير ، وأحق الناس بأن يقدم لهم الشكر (خدام الحسين ) لما لهم علينا من فضل في تقديم الخدمات من مأكل ومنام ومشرب وحماية وعناية ، وحثنا رسول الله أن نقدم كلمة الشكر لمن صنع الينا معروفاً فنقول له جزاك الله خيراً .وهكذا قد نجحوا (خدام الحسين) في الامتحان فشكر ربهم والتصديق بما رزقهم الله فيزيد الله عليهم النعمة ويبارك لهم بها بفضل بركات ابي عبدالله الحسين عليه السلام ، فاللهم زد عليهم النعم في الدينا والفوز برضوانه وجناته ويأمن عذابه في الاخرة قال الله (( لئن شكرتم لآزيدكم )) . قد تعجز الاقلام والكامرات أن تصف وتنقل ما قدمه ( خدام الحسين ) الى زوار أبي عبدالله الحسين فالمشاهد لاتوصف أبداً الكل يتسابق في خدمة زائر الحسين يقدم ما يملكه فأحد الخدام شاهدته بقربه قنينة ماء ويقدم قدح ماء ويقول ( اشرب يازائر الماء واذكر عطش الحسين ) فتقربت منه وسئلته متطفلاً ( شني ما عندك بس ماي ) فقال لي : ياعم ما أملك الا ألف دينار أشتريت هذه قنينة الماء لاوزعها على زوار ابي عبدالله الحسين عسى أن يكون الحسين راضياً عني ويكون لي شفيعاً عند الله . وخادم أخر لا يجد خدمة الا بمسكه قطعة قماش يمسح أحذية زوار الحسين ، وخادم أخر ..وأخر .. والمواقف كثيرة صدوقوني لا استطيع أن أصفها لان الدمع ينهمر من عيني وأقول (( يا عظمت الحسين عند الله )) .