مخططات الفتنة في بلاد الإسلام/محمد خالد السبهان
Fri, 4 Jan 2013 الساعة : 14:54

من المؤكد أن هم أى وطنى عربى هو أن يعيشة أخاة فى سوريا وكل البلاد العربية فى حرية وكرامه وسيادة على جميع أراضيه لا ينازعه عليها أحد ولا يستنزف خيراتها أحد.
ومن المهم الوعى ألا يحكمه ويقوده خونة وعملاء لا يفعلون إلا لصالح أسيادهم من الاعداء الاقليميين أو الدوليين خاصة الولايات المتحدة واسرائيل.
فواشنطن التى تقود العالم لتهديد سوريا لا يعنيها أن يتم القضاء على الشعب السورى كله بل أن فى ذلك سعاده لها خاصة إذا ما دبت بسوريا الفتن والنعرات الطائفية والعرقية. ولذا يجب على الشعب السورى وكل الشعوب العربية أن يحرصوا على أن يكونوا هم أنفسهم المحددين لقياداتهم وحكوماتهم وألا تأتى تلك القيادات أن تكون عميله للخارج على مصالح الشعوب وسلامة اراضيها وسيادتها.
لقد مرت الاسبوع الماضى الذكرى الثالثة لمجزرة «الرصاص المحبوب» وهو الاسم الاسرائيلى لتلك الجريمة التى يمكن وصفها بأنها المجزرة الاكبر التى شهدتها فلسطين منذ نكبة 1948 من حيث كم الطائرات الحربية التى نفذت الجريمة وكم المجرمين من جنود الاحتلال الصهيونى أو حجم الخسائر البشرية التى سقطت ضحية تلك العمليات.
وبنهاية تلك الحرب التى إمتدت حوالى 3 أسابيع سقط نحو 1400 شهيد بينهم ما يقارب عن 437 طفلا و112 إمرأة و123 عجوزاً ودمر 15 الف منزل و68 مبنى حكوميا وأصبح 14% من جرحى الحرب معاقين دائمين بعد ما تعرض أغلبهم لبتر أحد أطرافه العليا او السفلى حتى وصل الامر بأن فقدت حالات كثيرة أطرافها الاربعة وأصبح 4% من المصابين يعانون من إعاقة ذهنية نتيجة ما تعرضوا له من شظايا وطلقات نارية إخترقت رؤوس ابناء غزه من قبل القناصه الاسرائيليين.
ورغم تلك المجزرة الكبيرة لم يحرك الرئيس الامريكى باراك أوباما آنذاك ساكنا للتنديد بجرائم أسياده فى اسرائيل فتساوى منذ ذاك الحين ومجرم الحرب جورج دبليويوش الذى أعطى الضوء الاحمر لمجرمى اسرائيل أولمرت وليفنى وباراك لتنفيذ المجزره. ولم لا. فهو صاحب مجزرتى العراق وافغانستان وايضا المسئول والمشارك فى تفجيرات 11 سبتبمر الذى أتهم فيها المسلمون.
وحتى عندما إنطلقت طائرات الاحتلال الصهيونى قبل أيام لتخلف العشرات من الفلسطينيين بين شهداء وجرحى لم يحرك أوباما ساكنا وتفرغ للتنديد بقتل إخواتنا فى سوريا وهو حث أريد به باطل. فدماء اشقائنا هناك من المؤسف أن تراق لكن المتاجره بها ومن أعداء سوريا والعرب والمسلمين هو الامر المرفوض.
فأمريكا هى المسئولة ومعها إسرائيل عن مقتل رئيس الوزراء اللبنانى رفيق الحريرى ثم هى من أشعل الفتنة الداخلية فى لبنان بعد قتله. وأمريكا هى المخططة والمنفذة ومعها إسرائيل لـ60% على الاقل من عمليات التفجيرات فى العراق لاحداث الفتنة الطائفية والعرقية وهو ما إستفادت منه ايران بعد ذلك وسارت على دربه هى إسرائيل من بث عشرات الجواسيس الى مصر وليبيا خلال ثوراتها لاحداث الفتنه بها.
وهى أيضاً من القى حكامها بزهرة الشباب الامريكى فى حروب طاحت بأفغانستان والعراق وقريباً إيران وسوريا من أجل تحقيق السياده الاسرائيلية على المنطقة وتحقيق حلم إسرائيل الكبرى وتقسيم الدول العربية الى دويلات إثنين وعرقية ضعيفة غير قادرة على مواجهة السطوة والقوة الاسرائيلية المدعومه من واشنطن بهدف إستنزاف خيرات دول الشرق الاوسط والعرب وجعلهم تابعين ضعفاء
- الياسمينة الزرقاء
لقد أعادت لى الاحداث الجارية حالياً فى سورياً الذاكرة بشأن عملية كشفت عنها واشنطن وتسمى بـ«الياسمينة الزرقاء» وهى عملية أمريكية إسرائيلية تعد الاكبر ضد سوريا منذ عقود وضعت بهدف إسقاط النظام السورى عام 1999 لكن مخابرات دمشق إخترقت منفذى العملية فقررت واشنطن سحب عناصرها بعد ما قرر حلف شمال الاطلسى ارسال رساله الى قائد العمليات المخابراتية الامريكية فى سوريا مفادها أوقف العملية واسحب كل العملاء فجاءه الرد: «العملية انتهت. مع تحيات المخابرات السورية». فقد نجحت سوريا فى الاستيلاء على جهاز إستخباراتى أمريكى يمكنه كشف بيانات الاف العملاء للولايات المتحدة حول العالم وجن جنون واشنطن عندما أرسل «الأسد» الى طهران تلك المعلومات فتمكنت الأخيرة من أيقاف 30 عميلاً للمخابرات الامريكية دفعة واحدة ثم كشف خليتى للتجسس فى سوريا ولبنان ويقال أن سوريا من كانت وراء كشف الجاسوس الاسرائيلى فى روسيا وتخطط العملية التى أرى أنها تكرر حالياً إلى إسقاط النظام فى سوريا وتقسيمها الى عدة دويلات واغراق سوريا فى حرب طائفية عبر الأخبار والمعلومات الخاطئة التى تبثها وسائل الاعلام العربية والعالمية مثل الجزيرة ورويترز والعربية وأوربنت والـ« بى بى سي» والـ«سي. إن. إن» وذلك فى إطار المخطط الاضخم بتقسيم دول الشرق الاوسط ومنها مصر التى تقود واشنطن مخططات الفتنه بها وآخرها ولن يكن آخرها
دعم ما يسمى بـ«جمهورية مصر القبطية» التى يدعوا الخونه المسئولين عنها الى تقسيم مصر واحتلال إسرائيل لسيناء وإشعال الفتنة الطائفية. وبالنسبة لسوريا فالمخطط فى «الياسمينه الزرقاء» والذى ينفذ حالياً يعتمد على عدة مراحل أولها إشعال الفتن الطائفية فى سوريا بين السنة والشيعة العلويين والمسيحيين وتقسيم سوريا لثلاث دول والملاحظ أن مناطق الاشتعال التى ذكرت آنذاك هى ذاتها المشتعلة حالياً فى حمص وحماة ودرعا والتى ستمتد قريباً الى لبنان والاردن.
ثانياً توسيع التقسيم ليشمل فى مرحلته التاليه الاردن ولبنان المراد لها أن يكونا وطناً بديلاً للفلسطينيين وتقسيم العراق أيضا وهو المخطط الذى بدأه بوش الآب ثم بوش الابن عملياً بعد إحتلال العراق 2003.
ثالثاً دعم المذهب الوهابى فى كل دول المنطقة والذى يتم دعمه من السعودية لتكون هى المسيطرة على هذا التيار فى كل الدول العربية وتراهن واشنطن أن نفوذها على الرياض قادر على تطويع هذا التيار لصالحها.
رابعاً ووفقاً للخطة التى كشفت واشنطن عنها فإنه سيتم إستجلاب السوريين الى قطر والامارات والسعودية ولبنان لتجنيدهم ووصل عددهم لـ15000 عميل
خامساً يتم إطلاق الشائعات المؤثره وبثها عبر الفضائيات العميلة ليتحرك الناس للشارع فيقودهم العملاء الـ15000 (حتى عام 1999) الى تظاهرات تجوب سوريا تطالب باسقاط النظام وتحدث الفتنه والحرب الاهلية السورية السورية والطائفية فى ذات الوقت.
سادساً مع بدء الصدامات يتم قتل العديد من المتظاهرين فى كافة مناطق سوريا لاشعال المواطنين ضد نظام الحكم وربما يكون هذا تفسيراً لتصريح الرئيس السورى الاخير بعدم مسئوليته أو قوات الجيش السورى عن السقوط الهيستيرى للشهداء من بين المتظاهرين فى كافة أرجاء سوريا الامر الذى يمكن أن يشير بأصابع الاتهام نحو واشنطن عبر مخططها الموضوع مسبقاً وقد عرفنا من قبل أن إحتلال افغانستان لم يكن بسبب احداث 11 سبتبمر بل كان مخططاً له من قبل وكذا العراق التى لم تكن تمتلك أى أسلحة دمار شامل وإحتلالها كان بهدف إضعاف المنطقة واستنزافها وتقسيمها وفق عده مخططات موضوعه من قبل المخابرات الامريكية والصهيونية العالمية.
المخطط الامريكى ضد سوريا يهدف لتحييدها بعدما أصبحات دولة المانعه الوحيده للجرائم الاسرائيلية والدولة الوحيده الرافضه للسلام المهين دون استراداد الارض المحتلة.
وسوريا هى فى ذات الوقت الحلقة الاخيرة فى سلسلة حصار ايران التى أكد المرشح الجمهورى المحتمل لانتخابات الرئاسة الامريكية «ميت رومني» ضرورة القضاء على برنامجها النووى المهدد لاسرائيل والتى أعلن أنه سيكون حريصاً على إعادة تأكيد وجودها كدولة يهودية وآن فى ذلك مصلحة وطنيه أمريكية!
ولذا فمن المؤكد أن مايجرى حالياً سباقاً إنتخابياً أمريكياً يكون ثمنه تقسيم سوريا والدول العربية وسقوط الالاف من العرب شهداء لصالح هذا المخطط الذى يصب فى صالح اسرائيل.