هدية الى اطفال الطين/ماجد حميد الدبياني

Thu, 3 Jan 2013 الساعة : 22:43

 

في ذلك الليل المظلم وعلى أصوات قطرات المطر المنهمر على سطح بيتهم المبني من شتات ورفات أروقة الحديد والسكراب المتجمع في ذلك المكان من اجل ان يحميهم من شمس الصيف ........
 
فالأب المعاق من تفجيرات الامس اللئيم من ايام العراق العاهرة في احضان الارهاب المنقعر في سجن الاعدام الا مستحيل في مذكرات العقل ....
 
ولأن ذلك الأب المعاق لم يحسب حساب الشتاء الممطر بل كان كل همه أن ينقضي صيف اهب من أسنة نيران حريق شمس دافئة كدفىء حرارة سخانات الذين تسلطوا على رقاب الجياع بدون سابق شرع أو صك غفران ............
 
الا كلمات نطقت فتلذذت تلك الاذان الصاغية بها .....................................................
صورتهم امام أعيني وهمساتهم هنا تقبع في داخلي كصراخات تلك المراة التي حانت ولادتها فتشابكت تلك الايادي البريئة وحضنت الاطفال بعضها بعضا منتظرة ذلك المجهول الذي يأتي من بعيد في اخر طريق العمر ...............
 
لكن في بلدنا الغني بثرواته الفقير بأطفاله يستعجل المجيء ليأخذ الصغار قبل الكبار كي لا يرون مأاٌسي الجوع المؤلم وتعب العناء الخافت خلف قبضان الليل الجائع لآكل لحومهم فالزمن القاس رقرق قلبه عليهم فما لهؤلاء القوم لا ترأف قلوبهم عليهم ................
 
::: الى كل شخص مسؤؤل عن قتل تلك العائلة التي ماتت تحت رفات بيتهم المتهدم من المطر لأنه بني من طين وتنك
الكاتب \ ماجد حميد الدبياني
Share |