توديع عام 2012/دلال محمود
Wed, 2 Jan 2013 الساعة : 18:35

ها أننا نودع عام 2012 هذا العام الذي سرق منَّا الكثير من أحبتنا وأقربائنا,وأصدقائنا, سرقهم بحجة القدر, بحجة المرض ,وبحجة , فقدان الأمن والأمان .
كل الحُجَجِ , لم تعُدْ تهمني, مادامت النتيجة واحدة ,وهي فقدانهم,والى الأبد, نعم الى الابد ,فهل تعتقدون أن القدر يمزح حين يسرق ألاحبة والأصدقاء والأقرباء؟
هل تتصورون ان من يكابده المرض سينهض وهو بحال افضل؟كلا ياسادتي فالمريض بمرض واحد سيكتشف انه كان واهماً وان امراضاً متعددة ستلازمه طيلة مشواره.
وفقدان الأمن والأمان,ماذا سيخطر في بالكم وانتم تسمعون تلك العبارة,بالله عليكم ألم تتخايلوا المفخخات والعبوات الناسفة والألغام, والأختطافات والأغتيالات, تماماً كما يترآىء لي حين أسمعها؟
تمينت أن أحلم أحلاما صغيرة كأحلام الأطفال,ءَتصدقوني أن قلت لكم أنني خشيت ,حتى من حلم الأطفال فهي في بلادي شبه مُحال.
مُحال , ان يتنزَّه أطفالك مثل باقي الأطفال.
مُحال,أن يلعبوا ويمرحوا من غير حدود وبغير شروط.
مُحال أن تُلبي كل مايرغبونه فعالعسر لايفارق الحال.
نعم فحال عوائل أحبتي في العراق الحبيب لاتُسرُّ صديق, لأن أغلبهم ودَّعَ العام المشؤؤم بمآسي وأحزان, بعضهم فقد أطفاله بسبب الأمطار, تصوروا كم نملك من حظوظ نحسة, فتلك الأمطار التي يتغنى بها الأنسان في كل العصور تكاد تتحول الى كوارث في بلدي التعبان, بعضهم تهدم مسكنه حيث أن بناءه قديم فتسببت الأمطار بتهديمه وانهياره,وبعضهم اضحى في الشارع وعلى الرصيف من غير مأوى ومن غير مكان.
بعد الأن لن أطلب من الله ان يُمطِرَ السماء, ويبكيها, بعد الذي شاهدته على القنوات سأتوسل من الله الا تبكي السماء وتبكينا معها, ليظل كوكب أرضنا يغازل الشمس فتبعث خيوط اشعتها الوهّاجة, ولتتصحر كل الأراضي ولا يغرق طفل بمياه الأمطار
.


