الحكومة العراقية تعتبر مقتل بن لادن ضربة معنوية كبيرة لتنظيمات القاعدة

Thu, 5 May 2011 الساعة : 21:11

وكالات

:

اعتبرت الحكومة العراقية، الاثنين، مقتل زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن ضربة معنوية كبيرة للتنظيم في العراق والمنطقة، فيما قللت من تأثير مقتله على الوضع الأمني في العراق، دعت المغرر بهم من عناصر التنظيم الى الاندماج في مجتمعاتهم وترك منهج القتل والتكفير.

وقال المتحدث باسم الحكومة العراقية علي الدباغ في حديث لـ"السومرية نيوز"، إن "زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن أسهم بوقوع العديد من الجرائم بحق الابرياء في العراق والمنطقة، وهو الان قد اخذ عقابه الدنيوي نتيجة سفكه الدماء بدعوى الجهاد".

وأعلن الرئيس الأميركي باراك أوباما اليوم الاثنين، أن زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن قتل في عملية أمنية نفذتها قوات بلاده الخاصة في باكستان، مؤكداً أن الجثة بحوزة السلطات الأميركية.

واعتبر الدباغ أن "مقتل بن لادن ضربة معنوية كبيرة لإفراد تنظيم القاعدة في العراق والمنطقة كون القاعدة في العراق تعرضت للكثير من الضربات"، مقللا في الوقت ذاته من "تأثير مقتل زعيم القاعدة على الوضع الأمني في العراق".

ودعا الدباغ  "المغرر بهم من تنظيمات القاعدة الى مراجعة انفسهم والاندماج بمجتمعاتهم، بعيدا عن منهج القتل والتكفير"، مؤكدا وجود فرصة كبيرة لهم للعودة إلى الطريق السوي الذي يستوعب كل من خرج عنه"، بحسب قوله.

وكان الرئيس الأميركي السابق جورج بوش، الذي وقعت خلال عهده هجمات 11 أيلول 2001، قد وصف في رسالة وجهها إلى خلفه أوباما مقتل بن لادن بأنه "إنجاز تاريخي"، لافتاً إلى أن "الحرب على الإرهاب ستتواصل، ولكن أميركا وجهت هذه الليلة رسالة لا لبس فيها مفادها أن العدالة ستتحقق مهما طال الزمن.

فيما اعتبر الرئيس الأسبق بيل كلينتون أن "هذه لحظة ذات أهمية خاصة ليس فقط بالنسبة لأسر ضحايا الحادي عشر من أيلول والهجمات الأخرى التي نفذها تنظيم القاعدة، ولكن لجميع شعوب العالم التي تريد بناء مستقبل مشترك يسوده السلام والحرية والتعاون".

ووضعت حكومة واشنطن سفاراتها في عدد كبير من البلدان في حالة إنذار قصوى، محذرة رعاياها من احتمال قيام تنظيم القاعدة بعمليات انتقامية، ومنها العراق حيث ينشط التنظيم بشكل كبير بعد العام 2003 وينفذ عمليات أمنية كبرى تستهدف المدنيين والقوات الأمنية العراقية والأميركية على حد سواء.

يذكر أن الولايات المتحدة تطارد بن لادن منذ هجمات أيلول من العام 2001، وكان يعتقد أنه كان يختبئ في منطقة الحدود الباكستانية الأفغانية الوعرة، فيما سيشكل مقتله إنجازاً كبيراً للرئيس الأميركي باراك أوباما وإدارته، فقد حقق في عهده هدف سلفه جورج بوش، كما ستثير القضية أسئلة كبرى حول مستقبل تنظيم القاعدة، بالإضافة إلى تأثيراتها على الأمن الأميركي والسياسة الخارجية بعد مرور عشر سنوات على إعلان "الحرب على الإرهاب"، إلى جانب تداعياتها على نشاطات التنظيم في عدد من البلاد، خصوصاً أفغانستان وباكستان والعراق.

واتهم أسامة بن لادن بالوقوف وراء العديد من العمليات المسلحة في العالم من الهجمات على سفارتين أميركيتين في شرق أفريقيا خلال العام 1998، وجزيرة بالي في إندونيسيا وعاصمتها جاكرتا، وهجمات انتحارية دموية في الدار البيضاء والرياض واسطنبول، والهجمات الأشهر على نيويورك وواشنطن في 11 أيلول 2001.

وبعد 11 أيلول، يعتقد أن قادة تنظيم القاعدة أعادوا تجميع أنفسهم في المناطق القبلية في باكستان، وظلت أماكن تواجدهم وفي مقدمتهم بن لادن، عصية على الاكتشاف وفشلت كافة محاولات قوات التحالف في أفغانستان ومحاولات القوات الباكستانية في الجانب الباكستاني من الحدود في النيل من زعيم تنظيم القاعدة.

وولد أسامة بن لادن في السعودية عام 1957 لأب يمني ثري وأم سورية، وقضى طفولة مريحة جداً.

وكانت لأسامة توجهات دينية، مثل أبيه الذي جمع ثروته من أعمال مقاولات البناء وكانت علاقته وثيقة بأسرة آل سعود الحاكمة في البلاد، وانتمى إلى تنظيم الإخوان المسلمين لدى التحاقه بالجامعة.

وحين احتل السوفييت أفغانستان عام 1979، ذهب أسامة بن لادن إلى باكستان حيث التقي بقادة المتمردين الأفغان الذي يقاومون الاحتلال السوفيتي، وبعد ذلك عاد إلى السعودية ليعمل على جمع المال والمؤن لدعم المقاومة الأفغانية، ولكونه سعودي ثري فقد برز هناك وأصبح له أتباع.

وأقام بن لادن بيت ضيافة في بيشاور كنقطة تجمع المقاتلين العرب، ومع زيادة أعدادهم أقام لهم معسكرات داخل في أفغانستان أطلق عليها اسم القاعدة.

وبعد الانسحاب السوفيتي توقع "الأفغان العرب"، كما أصبح اتباع بن لادن يعرفون، أن يلقوا ترحيباً حاراً في أوطانهم، إلا أن بن لادن سرعان ما شعر بالغبن لعدم تقدير انجازاته، واستشاط غضباً بعدما رفضت السعودية عرضه بتقديم جيش من المجاهدين للدفاع عن المملكة بعد الغزو العراقي للكويت خلال العام 1990، واستقدمت السعودية بدلاً من ذلك نصف مليون من القوات الأميركية الى الأراضي السعودية وهو ما اعتبره بن لادن خيانة تاريخية.

وأصبح أسامة بن لادن معارضاً للنظام السعودي وبدأ في توجيه جهوده ضد الولايات المتحدة وحلفائها في الشرق الأوسط.

وفي عام 1991 طرد من السعودية بسبب نشاطاته المعارضة للحكومة، وأمضى السنوات الخمس التالية في السودان حيث استغل أمواله في دعم عدد من مشاريع البنى التحتية للحكومة الإسلامية في الخرطوم.

وفشلت محاولات المصالحة بينه وبين الحكومة السعودية، فقامت الأخيرة بتجميد حساباته المصرفية وسحبت منه جنسيته السعودية، فيما مارست الولايات المتحدة ضغوطاً على السودان كي يطرده، مما أدى إلى عودته إلى أفغانستان ولكنه أصبح أكثر راديكالية.

وفي منتصف التسعينات دعا الى حرب عالمية على الأميركيين واليهود، وخلال العام 1998 أصدر فتواه الشهيرة التي قاربت إعلان الحرب على الولايات المتحدة، وبعدها بأشهر تعرضت السفارتين الأميركيتين في كينيا وتنزانيا لهجمات بالقنابل، ولم يعترف بن لادن بمسؤوليته عن الهجمات إطلاقاً إلا أن عدداً ممن اعتقلوا بتهم المشاركة في التفجيرات اعترفوا أنه من دعمهم.

وبعد هجمات 2001 في الولايات المتحدة، أصدر أسامة بن لادن عدداً من البيانات المسجلة لتتوقف بعدها بياناته المسجلة بالفيديو، ربما لاعتبارات أمنية أو لتدهور صحته، حتى أن البيانات الصوتية تراجعت بشدة خلال السنوات الأخيرة.


المصدر:السومرية نيوز

Share |