الثعلب والديك.../علي محمد الطائي
Tue, 1 Jan 2013 الساعة : 23:29

من منا لم يسمع بقصة أو قصص عن الثعلب المكار . يقولون أن الثعلب من مكره و دهائه قد فعل كذا وفعل كذا ! وأنه فى ذات يوم شاهد أحد الثعالب ديكا فى فمه قطعة من الجبن ، سال لعابه وفكر فى طريقة يستحوذ بها على قطعة الجبن . فكر وقدر ثم هداه تفكيره إلى حيلة شرع معها مباشرة فى تنفيذها . إقترب من الشجرة التى عليها الديك . سلم عليه ثم قال : قالوا أنك تملك صوتا جميلاً فهلا أسمعتنا شيئا من أغنية تختارها لنطرب من رخامة صوتك ! ( هنا القصة لها أكثر من رواية ) من تلك الروايات : ان الديك أطربه ثناء الثعلب على صوته وعندما شرع فى الغناء سقطت قطعة الجبن من فمه فإلتقطها الثعلب وأكلها .أما الرواية الحديثة فتقول: ان الديك قد إكتشف اللعبة فبدأ فى أكل قطعة الجبن ولما فرغ من أكلها إلتفت إلى الثعلب قائلا : ماذا قلت عن صوتى ؟! عندها صدم الثعلب وتعجب من الذكاء المفاجئ الذى حل على الديك فذهب إلى حال سبيله وهو يلعن الزمن الذى أصبح فيه الديك يستخدم عقله! تلك القصة تذكرنى بما يحدث أخيرا في الشارع العراقي من مظاهرات واعتصامات يمكننا أن نفسر مايحدث في العراق هو تفسير لقصة الثعلب والديك هو أن الشعب قد أكتشف اللعبة وبدأ يستخدم عقله والمطالبة بحقوقه المشروعة ٠ لقد جاءت الحكومة هذه المرة بحله جديده وليبرهنوا وطنيتهم وامتصاص غضب المواطن هو أن مايقوم به المواطن من أعتصام ومظاهرات هو حق من حقوقة المشروعة ويجب الاستماع والاصغاء لصوت الشعب وتلبية مطالبه ٠ أن تلك الدعوة ومحاولة مص غضب المواطن المنهك ٠ هو ترديد غناء الثعلب مع الديك ٠ فلم تفي الحكومة بأي وعود أو ألتزامات أخلاقية أو انتخابية تجاه هذا الشعب الغارق في أمطار الشتاء ٠ بدلا من أن تفكر الحكومة بحلول أنيه حيال الفساد .وتتسائل عن السبب أو الاسباب التي دعت الشعب أن يعتصم ويتظاهر ضدها .أن الوضع الخدمي والمعيشي المتردي الذي يمر به المواطن والسياسة التي تتبعها الحكومة ومسلسل الفساد الاداري وتدني مستوى معيشة المواطن أصبح عرضه للأصابة بالأمراض وجيمع أشكال التلوث في ظل غياب الحكومة عن واجبها الوطني حيال هذا الشعب وانشغالها بالمناصب والمكاسب السياسية واختلاق الأزمات السياسية التي تأثر في حياة المواطن بصورة مباشره وتصب في مصلحة الحكومة والفساد الأداري٠ أذن كيف لنا مواجهة تلك السياسات المتوحشة التي أفرزت هذا الواقع المرير والأليم ٠ أعتقد أن بداية تلك المظاهرات والاعتصامات بادرة خيرعلى الشعب العراقي ٠ وعلى المحافظات الجنوبية والوسطى أن تحذي حذوا المحافظات الغربية وتطالب بحقوقها المشروعة !وعلى الشيعة أن لا يستمعوا الى لغة بعض السياسين المستفيدين من نغمة الطائفية وأن السنة سوف يستولون على السلطة ويقوموا بقتل كل شيعي ٠ لو سلمنا أن هذا صحيح ٠ ما الذي يمنع الشيعة في المحافظات الوسطى والجنوبية المطالبة بحقوقها وهي تمتلك الكثير من الخيرات النفطية !
علي محمد الطائي