الامطار تغرق المليارات!/ليث السراي
Mon, 31 Dec 2012 الساعة : 22:03

لم يكن مستغرباً السؤال الذي ضج به العراقيين هذه الايام بعد غرق البلاد بمياه الامطار، والسؤال هو اين ذهبت مئات المليارات التي خصصت للموازنة العامة طوال السنوات السابقة؟.
فلا هي انتجت بنى تحتية ، ولا هي قضت على جوع الالاف من ابناء الشعب وفقرهم ، فبحسب اخر الاحصائيات التي افادت بان 34% من ابناء هذا الشعب يعيشون تحت خط الفقر, ويبقى السؤال محير ، ولكن تغدو اجابته واضحة عند ملاحظتنا لحال بعض المسؤولين السابقين والحاليين من الذين بنوا البيوت الفخمة والقصور الجميلة ، واستقلوا السيارات الفارهة بكل ما تملكه الكلمة من معنى .
فلا يعقل ان يبني احدهم بيت بمئات الملايين من راتبه فقط ,والاغرب من ذلك انهم يتبجحون بهذه الاموال وامتلاكهم لها وكأنهم قد حصلوا عليها بكد ايديهم وكدحهم المتواصل.
وفي الحقيقة انهم حصلوا عليها بعد اعطاء اجازة طويلة الامد لضمائرهم واخذوا يسرقون اموال هذا الشعب الفقير والساكت على ظلمه ولم يطالب بابسط حقوقه دون اي مبرر يذكر او عذر يقبل.
ونظرة بسيطة لحال الخدمات التي يتمتع بها المواطن (ان كان يتمتع بشي) يتبين ان اغلب موازنات البلاد طوال هذه السنوات العشر الماضية قد استقرت في بطون الحيتان واسماك القرش! حتى وصل الامر الى الاسماك الصغيرة والتي تتمثل ببعض صغار الموظفين في دوائر الدولة فقد تنامى الى علمي ان احد الموظفين يمتلك اكثر من 10 قطع متميزة في مدينة الناصرية .
والسؤال الاكثر اهمية والذي ينبغي طرحه الان ، ما الحل؟ وهل يبقى الوضع على ما هو عليه ؟ولماذا لا يخرج الشعب عن صمته ؟ويطالب بابسط حقوقه ,فما فائدة ان يؤدي الناس طقوسهم الدينية ويمارسوا رياضة المشي الى زيارة الامام الحسين الذي استشهد في سبيل رفع الظلم وطلب الاصلاح في هذه الامة .
الا في حالة اعتبار السماح لهم بتأدية هذه الشعائر وبكل حرية كافياً ويغنيهم عن المطالبة بكل حق غيره ,وفي هذه الحالة تصدق المقولة الشهيرة بان ((الدين افيون الشعوب))