يوم العراق امل لاشراقة جديدة/هيثم محسن الجاسم
Sun, 30 Dec 2012 الساعة : 23:26

كل غمامة سوداء تمر فوق سماء العراق لتخلف صحوا دافئا كصمت المؤذن على المنابر التي تصدح بالله اكبر، لتذكر العراقيين بولادة يوم جديد مع كل اشراق شمس . وكل الجراح تندمل وتشفى ليشرق منها امل شفيف كاحلام العصافير بحقل بيدر مملوء بالسنابل الصفر المتواضعة خجلا . وكل الصفحات السود تغلق لتفتح صفحة بيضاء لتكحل باصباغ طفل عراقي يحلم بوطن كبير سمائه مفتوحة الى الابد .
اليوم ليس كاي يوم مر على العراقيين طوال عقد من الزمان واطول من ذلك بسنين كان الليل يفترس تنهداتنا بوطن يلمنا بحنان ويضمنا بين جوانحه لينقذنا من التشرد وصياح الغرباء بنا عند ابواب المدن الباردة . اليوم ولد وطن خال من الاسلاك الشائكة وصوت خطوات المحتل تحت وسادتي تنذر بالخطر اووعيد السجون المؤجل . اليوم يتنفس القلب رائحة عبق الارض التي فاح شذاها المعفر بدماء الشهداء .
اليوم نجلي القلوب لنقشط الدرن الذي تكلس من بقايا احتراق قديم خلفه الطاغوت ومن جاء مدعيا خلاصنا طمعا لياكل من تحت اقدام امهاتنا ماوعدنا الله به من جنات رزقا لنا خالدا ماحيينا لتبقى جبالنا وجباهنا وسهولنا شماء عالية .
اليوم يوم العراق كما احب بعضنا ان يطلق عليه لان الوطن اكبر واغلى ان يمنح كل الصفات العظيمة شرفا لنا وللناس لان الحق وان كان للايام عليه غلبة لكن يومه ليس ككل الايام ويبقى هو القلب وفي القلب ولن يكون العالم حيا بدونه .
انا ارتجف لما يخفق قلبي بحب العراق فامد اناملي بتوسل الى مفاتيح الطابعة لانسج بطاقة من كلمات اهديها لوطني الذي لاجله اذلني الجلاد والمحتل مقايضة لطلبي البقاء في كعبة الوطن اتامل جراحه العميقة التي خلفها الاشرار لتحطيمه ولكن ابى وطن الابات ان يذل او يركع وظلت سمته الشموخ والخلود ابدا . وبقيت التحف بوجعه لاضمد جراحي والتهام الزمن ايامي وشبابي لبقى الامل يشرق بحدقات العيون بعدما ساد الظلام في ازقة العراق ليعرش الموت والانين في البيوت الثكلى . ولم يطل المكوث بوطننا جريحا فانتفض ونهض ورفع قامته حتى لامست الافق البعيد ورسمت الشمس خيوطها الاولى على جبينه فامتلا الحقل بالسنابل والنهر ترقرق الماء في ريقه ومدت الطيور مناقيرها لتلتقط الحب وانفرجت درفة الباب القديمة لتمتد عنق مسحاة الفلاح وهي تشم رائحة الارض الرطبة . وطرطش الماءالراكد في حفر لزجة تحت اقدام عجلة تطلب الوصول الى حقل او مصنع او شارع يحلم كان بالبلاط . حينها علمت ان العراق ليس مدن نائمة كبقايا الرماد او شواطىء لترسو فيها سفن الموت والقتلة . وايقنت ان للعراق يوما عظيما ينفض غبار السنين العجاف ويخرج في صباح مشرق مثل حورية من النهر بجدائل ذهبية بقامته العظيمة ليمسح الدموع عن ماقىء اطفاله الفقراء والايتام . ويزرع الامل في قلوب مسكونة بالاحباط والياس بيوم تشرق فيه الشمس لتغسل بقايا عطاس الجندي المحتل وتكنس فضلاته التي بصقها على ارضنا لتعيد الطهر لها وبهائها .
واكتب الان لما لاح يوم العراق لي مرة اخرى لنحتفل بالقه وننسى جراحنا ونلعن الشياطين ونجدد البيعة له والعهد بالوفاء والولاء مطلقا ماحيينا ولانقبل بعراق بديلا له .