حين ندمن متابعة التلفاز فأننا حتما نجد فيه الغث والسمين وكذلك نجد الخطاب الحسن والمفيد الذي يدعو إلى الحياة والعيش بسلام بالمقابل أننا نجد أيضا خطابا أخرا مناقض تماما للخطاب الأول, ومن المؤكد ان المتابعة تختلف من شخص لأخر فهناك فئة تدمن متابعة الأفلام الأجنبية وفئة أخرى تدمن متابعة الأفلام والمسلسلات ,,المدبلجة ,, وثالثة تهتم بالبرامج الرياضية وهكذا تتنوع المشاهدة حسب الذوق والأهواء وكذلك حسب الثقافة التي يمتلكها الفرد المتابع لكنني وجدت العراقي اليوم وبكل المستويات يهتم بالشأن السياسي مثله مثل اهتمام المثقف بمتابعة الأنشطة الثقافية تماما ولاسيما تنشط عنده( حمى الإدمان والمتابعة) بعد ان تشتد الأزمة وتطفو إلى السطح وبهذا الإدمان صار العراقي امهر شخصية تستطيع ان تحلل أي حدث هنا او هناك وان يستقرأ الأتي برؤية دقيقة مفعمة بالدلائل والبراهين والوقائع...ومن هذه الزاوية أخذت منا أزمة حماية العيساوي مأخذا كبيرا من الاهتمام بمتابعة التلفاز والالتصاق به لمعرفة مايجري أو على الأقل إلى أين تسير بوصلة الحقيقة..؟ فأنا ربما اختلف عنكم فقد وجدت الحقيقة في عمامة الشيخ خالد الملا رئيس جماعة علماء العراق ,حيث تابعت له لقاءا تلفزيونيا أجرته قناة الفيحاء معه فلمست منه لغة الاعتدال ولغة العقل والمنطق وهو يوجه خطابه المفعم بالحرص على لحمة العراق وسلامة اهل العراق,, الخطاب الذي صدر من سماحة الشيخ خالد الملا كان موجها الى المتظاهرين في محافظة الانبار والمحافظات الأخرى كما انه وجه خطابا أكثر بلاغة في الحماس والحرص إلى بعض الساسة والبرلمانيين الذين نسوا وتناسوا دورهم الوطني وأغوتهم الشعارات الطائفية المقيتة.. ومن خلال حديث الشيخ الملا أدركت ان العمائم ليس بالضرورة ان تكون كلها صالحة فهي ان لم يزينها العقل ولغة الخطاب الهادئ والمسالم فلايمكن الوثوق بمثل هكذا عمامة وان لم تكن العمامة تحمل هم الوطن والناس معا فلاخير بها ومثلما قال الشيخ الملا في ختام حديثه :إني أخاطب أصحاب العمامة الوطنية ان يدركوا خطورة هذه الفتنة فلا يدرك الفتنة الا صاحب الضمير وصاحب المسؤولية الذي يخاف الله ويخاف لعنة الناس وهو حتما صاحب العمامة الوطنية فليس كل من لبس العمامة صار أماما ونودع به الثقة بلا بصر ولا بصيرة فعلينا الانتباه إلى مثل هذه العمائم إلتى تحل قتل الإنسان الذي حرمه الله وجعل سفك قطرة دم منه كمن أنتهك حرمة الكعبة. (( هو يقتلني ويقول الله اكبر وأنا المقتول أقول الله اكبر فأينا إلى الله يكبر وأينا إلى الله اقرب ..؟؟))..فشكرا لسماحة الشيخ خالد الملا الذي كان صريحا ووطنيا في عمامته وجريئا في كشفه لزيف بعض العمائم التي لاتريد لهذا الوطن الخير ولا الاستقرار. عمائم أدمنت القتل وأدمنت رؤية الدم ضمن فصائل الأمراء فصائل الضلالة والانحراف,