(( دماء الشهداء أعدمت صدام ))/قاسم الساعدي
Sat, 29 Dec 2012 الساعة : 23:50

حينما نقف أمام قلعة الذكريات , يحلق طائر اللاشعور فوق تلك القلعة بغية معرفة ما حلَّ بها بعد انتهاء صراع الارادة مع قوات الاستكبار الظالمة , فوجد عجائب وغرائب فيها ... فمزارعها اليابسة قد اخضرت من جديد وهي تحمل الثمار القانية بعد ان انهكتها السنون المنصرمة واطلالها شامخة يزينها طلائها الاحمر انه دم الشهداء ... فذرفت دموع الفرح والحزن واللقاء والفراق معاً ؛ فحزنا على فراقِ آبائنا وأخوتنا الذين اعتلوا اعواد المشانق وهم يرددون نشيد الحرية وفرحنا للقاءِ الصبح الجديد في عراقنا الغالي الذي ضحوا لأجله الشهداء وأجادوا بأنفسهم وهو ما زال يحتفظ بأجسادهم ومقتنياتهم الطاهرة في المقابر الجماعية الخالدة ليتلاقح عطرهم الزكي وطيب تراب الوطن ليفوح شذاه ويعلوا الى السماء مدوياً كأنه يقول اِلاهي هذا ما فعلوه بنا عصابات البعث الدموي.
لكن الدوحة العليا التي غرسها شهدينا محمد باقر الصدر وباركها سيدنا المحسن الحكيم ( قدس الله سرهما ) نمت بعبقرية وفكر المصلحين والمرشدين وأرتوت بدماء الشهداء وحملت كلِّ شيء كأنها سفينة نوح فيها من كل زوجين اثنين ... فمن ثمارها سيوف اقتصت من الجلادين وقائد وقع بقلمه الاحمر اعدام الدكتاتور صدام حسين فكان هذا الاعدام هدية العيد للامهات الثكالى والارامل والايتام فذرفت حلبجة دموعها مروراَ بالانفال ومدينة الصدر وكربلاء الى ان قامت مآتم الحزن في اهوار الجنوب أستذكاراً لتلك الكواكب المتلألئة في سماء الحرية وتلك الورود التي صارعت الموت وهي تستنشق الكيمياوي وذبلت حتى الموت وهي تبتسم .
فلا يمكن ان نعطي وروداً أخرى... للجلادين فبالامسِ قدمنا كثيراً من القرابين لهذا الوطن العزيز وقارعنا البعث وتصدينا له بكل قوة وعزيمة وأصرار وحتى أجساد الكثير من شهدائنا الى الان لا نعلم اين هيَّ هل ذابت في احواض التيزاب أم قذفت في بحيرات الأسماك الموجودة في مزارع وقصور صدام وعدي ؟
واليوم نقول بكل جرأة وفخر واعتزاز نعم لحكومتنا الوطنية المنتخبة نعم للشهداء الذين استشهدوا نعم للشهداء الاحياء الذين صبروا وتحملوا وذاقوا ابشع التعذيب في غياهب السجون المظلمة فليس هناك من ينافسنا على التضحيات التي قدمناها لهذا الوطن ولا زلنا نجود بكل فخر له .
فكلنا يجب علينا ان نقف صفٌ واحد وجسدٌ واحد أمام كل التحديات وننبذ كل الذين يريدون ان نكون فرق وطواف متعددة فمهما تفرقت افكارنا ومذاهبنا فأننا اولاً عراقيون وثانياً نحن جميعاً نشترك بالإنسانية ويقول الشاعر تأبى العصي اذا اجتمعن تكسرن واذا افترقن تكسرن آحادا