مراجعة كتاب أحمد شلبي والمجلس الوطني/علاء حسين الشاهين

Sat, 29 Dec 2012 الساعة : 22:09

تقرير: من الكونغرس الأميركي
الطبعة: الأولى
الناشر: بيسان للنشر والتوزيع
2012
عدد الصفحات:280
شكل مجلس الشيوخ الأميركي في 12 شباط 2004 لجنة للتدقيق في الصلاحيات التي يستند إليها التحقيق الجاري حول عمل الاستخبارات في موضوع العراق في فترة ما قبل الحرب. وقد اصدرت هذه اللجنة تقريرها الأول في 9 تموز 2004 ركزت فيه على استخدام جماعة الاستخبارات لمعلومات المجلس الوطني العراقي قبيل الحرب، أي المعلومة المقدمة إلى الاستخبارات الأميركية قبل 19 آذار 2003 فيصف التقرير واقع استخدام وتمويل مجموعة معلومات المجلس الوطني لأكثر من عام كامل قبل بدء عملية احتلال العراق.
تجاهل التقرير طرح معلومات تعامل الاستخبارات الأميركية في حقبة مطلع وأواسط التسعينات مع المؤتمر الوطني العراقي ورئيسة أحمد الجلبي، إلا انه يصف هذه العلاقة بأنها جاءت بهدف توفير سياق الاتصالات الهامة مع الداخل العراقي، مع عدم الاشارة إلى الاجابة حول ما استجد من عدم انسجام بين وكالة الاستخبارات الأميركية والمؤتمر الوطني العراقي.
وبالعودة لابرز المحطات التأريخية التي رافقت عمل الاستخبارات الاميركية في ملف العراق؛ لابد من التوقف عند نقاط مهمة واساسية ابرزها:
*أجاز الرئيس الاميركي جورج دبليو بوش في ربيع 1991 الجهود الموجهة للتأثير في اولئك المنتمين إلى الحكومة العراقية والجيش لحثهم على القيام بأعمال من شأنها ان تؤدي إلى تغيير القيادة العراقية، ونتيجة لهذا التفويض وفي مسعى للوصول إلى الجماعات المعارضة؛ قاربت الاستخبارات الأميركية في حزيران 1991 احمد الجلبي بهدف التوافق على ضرورة تأسيس نقطة استقطاب رئيسية للمعارضة العراقية، وتم ذلك فعلاً بعقد اجتماع لأكثر من 200 شخصية من قادة المعارضة، اُسس فيه "المجلس الوطني العراقي" لتستمر بعد ذلك اللقاءات والمؤتمرات التي جمعت الاستخبارات الاميركية بقيادات المعارضة العراقية بتنسيق كامل من احمد الجلبي.
*أخبر احمد الجلبي الاستخبارات الأميركية أن زعيماً كردياً صمم على دعوة قوات صدام إلى الدخول إلى شمال العراق لمساعدته في التخلص من فصيل كردي منافس له وذلك بعد استمرار القتال بين الاكراد ونظام صدام عام 2006، فعاد الجلبي ليبلغ طاقم الاستخبارات الأميركي المسؤول عن ملف العراق بأإنه لم يعد قادراً على منع الفصيلين الكرديين من التقاتل بسبب امتناع الولايات المتحدة عن مساعدة المجلس الوطني في تكوين قوة فصل بين الطرفين.
*في العام 1998 اجاز الكونغرس الاميركي " قانون تحرير العراق" الذي شرع مساعدة الولايات المتحدة الأميركية لدعم التحول الديمقراطي في العراق واجاز للرئيس ان يعيّن منظمة معارضة عراقية واحدة أو اكثر في أن تتسلم المساعدات الفيدرالية.
*خلص التقرير إلى أن المعلومات التي حصلوا عليها من مصادر مقربة من المجلس الوطني العراقي كمنتجات استخبارية لم تكن دقيقة بل ان معظمها كان غير صحيح، خصوصاً المعلومات التي كانوا يحصلون عليها بواسطة منشقين حول امتلاك العراق لاسلحة دمار شامل، فقد رأوا ان الهدف منها هو التأثير على القرار الرسمي الأميركي لاطاحة نظام صدام.
*تنتهي خلاصات التقرير الانف الذكر إلى ان المعلومات المقدمة من منشقين منتمين أو قريبين من المجلس الوطني العراقي كان لها وقع كبير على التقيمات الاستخبارية الأميركية المنتجة قبل الحرب.
نقد المرجع
جرت العادة في الكتب التي تحقق وثيقة ما قديمة كانت أو حديثة ان يوضع اسم محقق الوثيقة بموقع مؤلف الكتاب الاعتيادي، إلا ان كتاب" احمد شلبي والمجلس الوطني في تقرير المخابرات الأميركية" خلا من اسم محقق الوثيقة واكتفى بذكر اسم المترجم، وعادة هذا لا يكون كافياً في مثل هكذا دراسات.
كما لم يتم مقارنة الوثيقة بوثائق اخرى معاصرة لها ليتم تحديد صحة المعلومات الواردة فيها وفتح افاق لمعلومات اخرى قد تفيد القارئ وتغني معلوماته، ولهذا السبب رأينا اغفال ربما ليس متعمد لدور التعاون الكردي مع الاستخبارات الأميركية خلال السنوات الممتدة بين 1991 و2003 رغم وضوح هذا الدور.
لذا جاء الكتاب على شكل ترجمة وعرض لوثيقة من وثائق الاستخبارات الاميركية دون التطرق لشروحات تفصيلية لها، فتناولت عرض لعدد من وجهات النظر لبعض المسؤولين الاميركيين دون ذكر شروحات وافية.

Share |