أنا زعلان يا أهل الأنبار/محمد عبد الكريم الشيخ

Sat, 29 Dec 2012 الساعة : 10:03

 

عندما أقول : أنا لست طائفيا , وأدافع عن مشاعر الآخرين في أي حوار , يرد عليّ متظاهر عراقي في الأنبار ويقول : أنت أيها الشيعي
أبتسم وأهمس لصديقي ( علي بن أبي طالب ) حبك يمنحني سعة الصدر .
عندما أسكر بطعمي الجنوبي وأقبل بغداد في موعد مع حبيبتي , وأنادم صديقا عراقيا تكريتيا , وأقرأ شعرا وجدانيا لصديق عراقي أنباري عاشق , يرد عليّ متظاهر عراقي أنباري ,ويقول : أيها الشروكَي .أبتسم للهور والأبوذيات وأغاني داخل حسن ونواعي أمي , وأهمس لنهر الغراف سأقبل من يلقبني بعنوان يشبه سمارك.
عندما أنتقد الأحزاب , والحكومة , وبعض المتطرفين في الدين , وأطالبهم بوردة يتيممون بعطرها صباحا لتثمل أغصان قلوبهم حبا , يرد عليَ متظاهر عراقي أنباري , ويقول : أنت الذي أدلهم على رقبتي .أبتسم لكتاباتي البسيطة وحواراتي الكثيرة في البيت والمقهى والشارع والنت , وأقول سيقرأ تلك الهلوسات لاحقا.
عندما أصرخ وسط أهلي أن ( السعودية ومتطرفيها وسوريا ومتطرفيها والأردن ومتطرفيها وتركيا وخططها وما تبقى من متطرفي الدول العربية وبعض الدول الإسلامية , وما تدعم أمريكا) أنها كلها نزلوا في الأنبار وتكريت وديالى والموصل وبغداد رغم أنوف أهلها , وأنهم يعانون منهم كثيرا , وأن المفخخات تأتينا مثلما تؤلمهم , ويرفضون تدخلها كما أننا نرفض تدخل إيران ونمزق ما عُلق من مرموز لها في شوارعنا , وأنا مقاطعٌ لمنتجاتها التجارية , ونحاور الأمريكان لنستفيد منهم ونستبعد شرهم , يرد عليّ متظاهر عراقي أنباري , ويقول : أنت عميل لأمريكا وإيران , أبتسم لصراخي , وأقول : إهدأ سيعلم ذلك لاحقا .
عندما أذهب لأرض وسعها السماوات والأرض لو رصفت , وأضع وردة على شاهدة واحدة تحوي أكثر من ملايين الأرواح العراقية بعنوان المعارك والمقابر الجماعية , أقول : أن أهلنا في المنطقة الغربية يحملونني السلام , وأن منهم معكم , كيف حالهم ؟ يرد عليّ متظاهر عراقي أنباري , ويرفع خرقة بنجوم ثلاث وصورا لمجرم دفن أهلي وأضاع مستقبلي , أبكي هذه المرة ,
وأقول : هل أنت عراقيٌ أنباريٌ بالفعل ؟
هل أن الأنبار عراقية ؟
هل أستطيع أن أدخل مضيفك ضيفا ؟
هل ستساعدني لو غزوني من الجنوب أو الشرق ؟
أمسح دمع أمي , وأكتب قصيدة لحبيبتي , وأقول : أنا جنوبيٌ , يجمعني بك العراق , وعليك أن تثبت هويتك العراقية .
Share |