لم ارى سببا مقنعا واحدا لما شاهدته من تظاهرات الانبهار ونينوى الأخيرة ومع استغرابي هذا إلا إنني لاانكر ان التظاهر هو حق كفله الدستور العراقي الحالي ولكن؟ السؤال الذي يطرح نفسه هو عن اي شيء ولأي سبب نتظاهر؟ لابد لمن يتظاهر ان تكون له مطالب محددة وواضحة وقانونية وشرعية كي تتمكن الجهة التي تطالبها هذه التظاهرات او تناشدها بالاستجابة .

تظاهرات تقدر بمئات الالاف كما وصفتها قناة الجزيرة الموزوية !!! وقبل ان اتطرق الى ما شاهدته من مطالب كتبت على لافتات عريضة او عبر عنها اصحاب الخطب الرنانة اود ان اوضح بانني كمواطن بسيط يعيش في هذا البلد كنت كحال الكثيرين ممن عانى من ويلات ومصائي وحروب النظام البائد ... كنت احلم رغم ان الاحلام في ذلك الزمن كانت ممنوعة وعقوبتها الاعدام!! الا انني احلم ان في العراق وفي ساعة او يوم ما قامت تظاهرات تندد بسياسة الحكومة (وبالطبع حكومات الزمن الماضي جائب عبر انقلابات مراهقي السياسة ) وان التلفزيون قد نقلها الى المشاهدين بالصوت والصورة وان المطالبات الجماهيرية قد استجابت لها الحكومة فورا (اهم شيء فورا) وحالما استيقظ اكون قد اصبت بالاحباط الشديد لكون ماحصل كان حلما بعيد المنال!!

للاسف فقد رافقت هذه التظاهرات شعارات طائفية مقيتة وتهديدات مبطنة وهتافات عفى عليها الزمن واصبح من يرددها كمن يوحي للاخرين انه يعيش في كهوف نائية خارج زمننا هذا!

تظاهرات صاخبة قطعت الطريق الدولي بغداد-عمان وبغداد –دمشق واعتصامات ووو والسبب هو اعتقال تسعة اشخاص من حماية وزير المالية بتهمة الارهاب والتحقيق معهم لازال جاريا ... تظاهرات كبرى لاجل تسعة اشخاص اعتقلتهم السلطة التنفيذية بموجب أمر قضائي... الله اكبر طرق تقطع ومصالح بلد تتعطل وهتافات تنذر بمالايحمد عقباه وكلها لسواد عيون وزير المالية الذي امتعض لان القانون قد طبق على حمايته الشخصية كونه وكما هو واضح يتصور نفسه انه فوق القانون !! وقام باطلاق تصريحات عبثية فارغة ووصف القوات الامنية التي اعتقلت حمايته بال مليشيات وهذا هو ديدن قادة العراقية تطلق هذا الوصف على اية قوات داهم اوكار الارهاب وتعتقل المجرمين !!!! بينما لم نسمع مثل هذا الوصف اتجاه القوات الامنية حين قامت بعملية صولة الفرسان قبل عدة سنوات!!! أذن من هو الطائفي؟!!!!!

اما ان تطلقوا سراح افراد حماية العيساوي او نعلن عن اقامة اقليم الانبار واقليم نينوى!!!!!

ياالهي ماهذا الهراء وهذه السذاجة؟

لاادري ولااعلم ان كان هناك وزير في حكومات العالم اراد شيئا او اعترض على امر حكومي في حكومة هو احد اعضائها ومسؤول عن وزارة سيادية يذهب الى تحشيد عشيرته ويزعزع النظام والامن في بلده مثلما فعل وزير المالية الحالي رافع العيساوي!

القانون هو القانون لايستثنى منه زيد او عبيد وذهب زمن القائد الضرورة الذي يعدم ويعفي حسب المزاج والرغبة لان القانون الان سلطته منفصلة تماما عن الحكومة ولايخضع لاية حسابات هاشمية او عيساوية او آل سعودية أو موزوبة أو خليفية أو عفلقية ...

وختاما أود ان أشير الى مفارقة مهمة تحصل في العراق ألان فهناك مئات الالاف تتوجه سيرا على الاقدام قاطعة مئات الكليومترات الى ضريح سيد الشهداء المظلوم الحسين بن علي (ع) وهي تزرع شتلات ألامل في طريق النور الحسيني المتوهج .... وهناك مئات ألالاف تتدفق على الطريق الدولي الرابط بين العراق والدول المجاورة لغرض قطعه ولغرض البلبلة وزعزعة الاستقرار رافعة علم العفالقة وسلفية الجيش اللاحر السوري !!! وشتان بين هؤلاء وأولائك!!!!!