شراء ذمم , وليست هدايا!!!/دلال محمود

Thu, 27 Dec 2012 الساعة : 23:31

 

تختلف وتتنوع الهدايا التي يتبادلها الناس فيما بينهم في المناسبات المفرحة منها والمحزنة.
وغالباً ماتترك الهدية نكهة خاصة وعذبة في نفس من يتقبلها , فرسولنا الأعظم محمد صلى الله عليه وسلم تقبَّل الهدية ,خاصة حينما لاتشترط بأغراء أو رشوة لأمر ما , فحين تكون الهدية مشروطة بتنفيذ امر معين من مستلمها فأنها ستعتبر رشوة وفي هذا الصدد يوجد حديث نبوي شريف يقول(لعن الله الراشي والمرتشي) لكنه في عرقنا الجديد نجد ان بعض الاحزاب والكتل العراقية مع اقتراب عملية الانتخابات بدأت بعملية جمع الاصوات بطريقة باتت وكأنها عرف وتقليد خبره الناس وهي تقديم العون والمساعدة ومنح الهدايا والهبات للمعوزين من ابناء العراق, تلك المنح والهدايا لاينطبق عليها القول التالي(الهدية لاتهدى ولاتباع) بل يشترط من يتقبلها أن يقسم باليمين الغليظ بأنه سينتخب الحزب الفلاني او الكتلة الفلانية.
في الدول المتقدمة نرى المرشحين يقدمون برنامجهم المتضمن للأهداف التي سيحققونها للجماهير ومن خلال برامجهم يكون الترشيح والاختيار.
والشخص الذي سبق له وان خاض عملية الانتخابات ثم يقدم عليها مرة اخرى فهو ملزم بتقديم كل الخدمات التي قدمها ابان ولايته الاولى وحين يكون قد تقدم خطوات في تحقيق الاهداف ربما سيعاودون انتخابه
في عراقنا للاسف الشديد فبسبب بؤس حال شعبنا تراهم يقنعون بسلع هي اقل من متواضعة فمثلا يقتنع الفقير ببطانية علامة(ام النمر) او مدفأة نفطية تكون كفيلة وكافية كي ينتخب القائمة او الحزب او الكتلة الفلانية
ولكن....للأسف فأن البطانيات اضحت غارقة بمياه الامطار تلك الامطار التي لم يسلم منها لاغطاء ولامدفأة
لقد تناسى هؤلاء واجبهم امام من انتخبوهم سابقاً ولم يؤدوا دورهم المنوط بهم ولم يجهدوا انفسهم بتقديم ابسط الخدمات من مجاري ومياه صرف صحية او تبليط شارع ترابي.
بسبب تلك الامطار وماسببته من غرق وفيضانات في مدن بغداد فأن الخسائر كانت فادحة حيث قُدِّرَتْ ب(ملياري دينار ) لو كان المسؤؤل يعمل بما يُرضي الله ووفق الشريعة الاسلامية والأنسانية,فكم كان يستطيع ان يبني ويعمر ويؤسس من مجاري تصريف ومياه صحية ونقية, الى جانب بناء الجسور وتبليط الشوارع وغيرها من وسائل الاعمار والبناء؟
لكن النفس الأمارة بالسوء لاتقدم الفعل الصالح للآخرين,ولاتُرضي الله لهذا ذهبت تلك الاموال الهائلة هدراً وبلا اية منفعة تُذكر.
ياترى هل سينسى احبتنا العراقيين بسبب طيبة قلوبهم ماجرى لهم الان من خراب وفيضانات نتيجة لزخات مطر سخية؟
أم أن المصائب والمحن ستقوي ذاكرتهم و إرادتهم ويحسنون الاختيار؟
Share |