بغدا د الحبيبة تغرق بمياه الأمطار/دلال محمود
Thu, 27 Dec 2012 الساعة : 10:46

مياه الأمطار هي نعمة من نعم الخالق جلّ وعلا, فعن طريق الامطار تُسقى الأراضي وتُورق الأشجار لتثمر ويسترزق الناس من خلالها
نحن نعلم ان الشتاء الجاف والذي يخلو من الامطار يكون نقمة وبلاءاً على الناس لأن الفقر والجوع يرافقانه.
والعراق الحبيب كما عوَّدنا حكَّامنا على مِّر العصور والاجيال بألا يكترثوا للكثير من الامور الملقاة على عاتقهم , فمنذ صغرنا ونحن نسمع ان الفيضانات تعم المدن العراقية بسبب زخَّات مطر قد تكون عادية.
الامطار في الدول الاوربية تعتبر مصدر رزق وثروة عظيمة فهي لكثرة هطولها تساعد على انتشار الغابات الكثيفة في مساحات شاسعة منها ,وليس عجيباً حينما نرى ان حكومات تلك الدول تسعى جاهدة لبناء السدود الضخمة وتأسيس مجاري واسعة وعريضة كي تستوعب الكميات الكبيرة من مياه الامطار.
والبلدان تلك تعمل على تأسيس مجاري خاصة بمياه الامطار فقط ,كي تستفاد منها في اوقات مختلفة اما مجاري المياه التي تستخدم في تزويد المساكن فيكون تصريفها في اتجاهات اخرى
في بلدنا العراق نتمنى ونحلم وندعو وننذر القرابين كي تكون السماء سخية لِتهبنا بعض من مياهها وحين تلبي السماء ندائنا واستغاثتنا تتفاجيء بأننا نستغيث منها ثانية, وبسبب المياه .
امر مؤسف ان تكون الامطار نقمة على أهلنا وهم الذين يتمنونها في كل حين.
في المانيا الاتحادية يستمر هطول الامطار لأيام وأسابيع , ولكن هل هناك إمرءٍ يشعر بهذا الامر؟
كلا, فالحذاء الذي ترتديه لايتغطى بالطين , وحين تسير في الشوارع وتمر سيارة مسرعة بجنبك لاتتضجر لان الطين ملأ ملابسك.
كل شيء يسير في الحياة وكأنه لاوجود للامطار,فالدوام الرسمي لايتعطل ابداً وقد يضحك منك الاخرون حين يسمعون انه في بلدنا العراق الحبيب الدولة تعطي عطلة في الدوائر الرسمية بسبب هطول الامطار
ياإلهي حقا ً ان الامر يبدو مضحك
بسبب زخات مطر تتعطل الحياة؟
لاالوم الذي يضحك من سماعه خبر مثل هذا ولكن الوم من تقع عليهم مسؤؤلية العمل والاخلاص في ماأُوكِلَ اليهم من مهمات أولها هي الحفاظ على الأمور البسيطة التي يحتاجها المواطن العراقي كي يشعر انه انسان بحق .
صور مؤلمة تلك التي تعرض على شبكات النت وهي تظهر الناس وهم غارقون يتعذر عليهم المشي بصورة طبيعية وكأن تسونامي قد ضرب الارض لاسامح الله
لو حصلت مثل تلك الحالة في الدول المتقدمة فان الشعوب ستطالب المسؤؤلين بل ستجبرهم على ان يقدموا استقالات جماعية كي يحفظوا ماء وجوههم
هل سيأتي يوم في عراقنا لايكون المطر عائقاً عن العمل بل يكون محفزاً ومشجعاً كي نعمل اكثر واكثر؟
أملنا بأن يكون هذا الأمر قريب بإذن الواحد الاحد