الخروج الى الداخل والنداء الجريء في المفرده الخطابية/حميد شاكر الشطري

Wed, 26 Dec 2012 الساعة : 23:19

 

شيء لايقبل الجدل من ان الخروج من مكان ماء هو نفاذ ذلك الشيء الى الخارج والانسلاخ الى المكان الجديد قبل المغادرة وقد يترك بل يترك الكثير من ذكريات طفولته واماكنها التي ترعرغ وشب فيها فقد قدمت نقابة فناني محافظة ذي قار نخبة من فناني المحافظة قامت بتقديم مسرحية (الخروج الى الداخل)تاليفواخراج المبدع حيدر مكي كان عمل متواضع تاليف واخراج لايخلوا من الجرءةوالتقد الغير مباشر لحالات حدثت في زمن اراد المخرج ان يضع زمانه متارجا كي لايتعرض نصه الخطابي الى معارضة او قبول من داخل او خارج قاعة العرض المسرحي
لقد جاء النص بخطاب جريء فعلا يخاطب به التلقي
ليل المدينة ابتلعته خنافس سوداء جاءت من هناك دون ان يعترضها احد - - لا اجد يعرف من اين جاءت والى اين ستمضي
شيئا فشيئا تدخل الى عقولكم تصنع لكم من السماء خبر - - ومن الدماء خبز - - ستشرب احلامكم وتقذفكم الى ارض الهلاك - - اغلقوا ثقوب جدرانكم - - واوصدوا بوابة اذانكم ستدخل من هنا او هناك - -
لابد لي ان اهمس في اذان المرلف بتلك العباره (اخيل بخلك هيه الجريذيه والفار خلت بينه وببيوتنه شي وخاصة بيوت الفقراء ) جاء النص بلغة شعرية جميلة بعيدة كل البعد عن المغالات والمصطلحات
كان القصد من ذلك واضحا لدى المتلقي لكن ذلك النص لم يشمل خضوعا الى المتابعة اللغوية فجاءت كلماته مدغمه واحيانا بلفظ شعبي مع العلم اننا لانمانع احيانا من ادخال عبارات او كلمات شعبيه الغايه منها اضافة جماليه للعرض وهذا مانجده في اعمل كوميديه يتطلب موقفها ذلك اما في حالة النسيان فهذا لايمكن اطلاقا حيث ان ذلك جعلنا لانفهم منطوفت كما حدث ارباكا لدى الممثل الرائد مسلم حسن (الشاعر ) رغم انه قدم في بداية العمل نقدبما رائعا وخاصة في تجسيد الرقصات لاتنقصه درجة عن زملاءه الفنانين حمدان حسن البدري (الاعمى) وصفاء عبد (المتفلسف)و (الاخر) و (محرك الشخصيات) حيث جعل من شخصة الاخير رمزا للقدرمن كونه يحمل ناقوسا يوقص بصوته اولاءك النيام المنصاعين لرغبات القدر ( ذابيه عالصاطور وين ماتصير وياهه)
ان النص بما انه نص مائل الى الشعر فكان معظم مناظره جاءت تعبيرا اعتمد على حركة الجسد الذي عالج الضعف الواضح لدى بعض من شخوصها وبعض من لوحاتها ذكرتنا بعمل مسرحي لاهل الكهف عندما استخدم الكلب ومشهد نوم اهل الكهف وكان ذلك غاية في نفس المولف
ان الارباك الذي افسد متعة المشاهده هو اعتماد المخرج على حركة الممثل واهمل متابعة لغة الخطاب
ان المولف ا لمخرج ترك نهاية العمل للمتلقي بعد ان اخضعدره والرضوخ الى الداخل دون الخروج من شرنقة الدومهوكرسيها المتداعي لان المثل الشعبي يقول (الفاس طاح بالرس)
جهود طيبة تلك الجهود التي بذلها كادر العمل ومن معهم الاستاذ
جعفر الحداد/صمم ومنفذ الانارة
كذلك الشكر الجزيل للعاملين في مقر الحزب الشيوعي العراقي /ذي قار وجهودهم المبذوله بفصح المجال لممارسة التمرينات اليوميه للعمل
اما الانتاج ومايتطلبه العمل فكلنا نعلم اما ان يكون من منظمه انسانيه او من المصروف اليومي للممثل او من شخص بعيد عن الفن ولكم سادتي الخيار حيث ان الفنان الذيقاري المبدع يعاني من عذم وجود ممول رسمي لاعماله الفنيه الاما ندر
عموما ان الحركة الفنية في الناصرية تسير قدما نحو الابداع وبارك الله جهود مبدعي كادر مسرحية (الخروج الى الداخل )
Share |