شكرا (فري ماتْش) أمريكا-عقيل الموسوي ـ المانيا
Sat, 2 Jul 2011 الساعة : 9:59

كنا ولا نزال نطالب الغرب بالأمتنان أنْ أهدى هارون الرشيد ملكَ الرومان ساعةً لانعرف هل أنها جداريه ام منضديه , ساعة جيب أم يدويه , وهل كانت عاديه ام (ديجيتال) رقميه , أو لعلها لم تكن سوى ساعة رمليه , وجل ما أخشاه أن تكون تلك الساعة صينية الصنع جلبها معه السندباد البحري ليقدمها هدية الى الخليفه كي يتخلص من الضرائب وملاحقة هيئة النزاهه .
ولكن وعندما بدأ الغرب يضخ الى العالم اجمع التقدم والصناعه والتكنولوجيا الحديثه بشكل شبه يومي بدأت اراؤنا تأخذ منحىً اخر, فلا زلنا نلعن الغرب لأنه اخترع الراديو الذي يصدح بالأغاني المحرمه شرعاً والتي تبث الانحلال بين شبابنا وننسى اننا نستمع الى الاخبار من أذاعات الغرب لأنها أكثر مصداقيه , وحين اخترعوا الهاتف للاسراع في انجاز اعمالهم ومراجعاتهم اسرعنا لأقتناءه وبدأنا (نصجّم) أي نتحرش بأخوات بعضنا البعض ونحن نلعن الغرب ايضا لأنه أخترع هكذا جهاز من شأنه ان يفسد بناتنا هذه المره , وكذا الامر مع التلفاز الذي لعنّاه لانه يعرض المسلسلات المكسيكيه المدبلجه والتركيه وبطليها مهند ولميس والذي سوف يفسد العائله كاملة , بينما اوجد للغرب ثقافة التعلم والبحث والتقارير العلميه اضافة الى ما لايحرّمون , واما الستالايت فقد اصبح اللعن فيه مضاعفاً حين ذهبنا نستبق وتركنا فضائياتنا بيد ياسر الحبيب والعرعور من جهه وسمو الامير صاحب الخصى الذهبيه من جهة اخرى (وهل فيهم الّا الصلف النطف) , وهكذا .. وهكذا وفي كل مرة يقدم فيها الغرب خدمات من شأنها ان ترفعنا عالياً , الّا أننا نسيء استخدامها ونلعن الغرب ولا نعترف بأن العيب فينا وليس في المنتج الذي لسنا مضطرين لأقتناءه .
أن ماذكرته ليس الا غيضٌ من فيضٍ اجتاح تاريخنا وحاضرنا وسيمتد (جزماً) الى مستقبلنا ان بقينا كما نحن نعبث بحضارة الغرب ونلعن الساعه السوده (طبعاً مو هدية هارون الرشيد) التي وصلتنا فيها , واخيرا وليس اخراً فقد ذهبنا نلعن امريكا من سابع ظهر لأنها جلبت لنا الساده الكرام على ظهر دباباتها التي احتلت بها بلاد الحضارة ونسينا انها جلبت معها تكنولوجيا الديمقراطيه التي ينعمون هم بوارف ظلالها والتي أسأنا استخدامها نحن وليس غيرنا ولم نعترف بذلك لحد الان .
شخصيا لست مع التواجد العسكري الامريكي في العراق ولكني أقول شكراً وشكرا (فري ماتْش) لأمريكا التي جلبت لنا الديمقراطيه ... هل هذا يكفي ؟ .. لا .. اعترف أني أسأت استخدام تلكم الديمقراطيه وانتخبت اناساً لم يفكروا الّا في مصالحهم الحزبية الضيقه ان لم تكن الشخصية الأضيق ... هل هذا يكفي ؟ .. لا .. أتعهد ان لا أنتخب الا من ارى فيه النزاهه والشرف الكافيين للحفاظ على ثرواتنا , ولا يسيل لعابه امام العمولات ويبيع نفسه قبل أن يبيع وطنه , ولن تخدعني الادعاءات بدعم المرجعية له وان كان المرشح من داخل المرجعية نفسها