مدن الصفيح/دلال محمود
Wed, 26 Dec 2012 الساعة : 22:13

قد يستغرب بعض القراء الذين لم يحظوا بزيارة العراق العظيم بمدن يطلق عليها مدن الصفيح.
وقد يتصورها آخر ماوصلت اليه الهندسة المعمارية حيث الأبداع المعماري الذي صمم على صفيح خاص يستخدم في عملية البناء.
سادتي الكرام
في بلد العجائب والغرائب لاتندهشوا من اي أمر.
حين تجدون أناس يفترشون الأرض بلا مأوى لاتتعجبوا.
حين تجدون أناس جالسين تحت الجسور في وقت اشتداد حرارة الشمس او تحت هطول الامطار الغزيرة وهم اشبه بالعراة بملابسهم المتهرئة فلاتتعجبوا.
حين تشاهدوا بيوت من صفيح , تصوروا بيوت من صفيح , هل تتخايلون العيش في بيوت صفيح
ففي الشتاء تصبح درجات الحرارة فيها اقرب الى درجة الانجماد, وفي فصل الصيف تكون درجة الحرارة اشبه بالغليان
فأي سعادة تغمر تلك النفوس؟ ولماذا لاتغمرها السعادة في بلد يجهد فيه مسؤؤليه كي يصنعوا الفرح لاهله.
مايؤلم القلب ان الى جانب تلك الظاهرة تجد الفلل والقصور الخيالية , فقر مبكي , وغنى فاحش, فهل هذا ماوعدتم به اهلنا الفقراء؟
من السهل على اي زائر للعراق الجريح أن يرى عوائل تسكن تحت الجسور في مدينة بغداد, ستسألون كيف هي نوعية السكن ؟
نوعية السكن حديثة جداً وغريبة, حيث العائلة تفترش مساحة ترابية , أحيطّتْ تلك المساحة ببعض الاغراض التي يُقال عنها أقل شأناً من المتواضعة, وتشمل تلك الاغراض , رفوف او كنتور, او هيكل ثلاجة يستخدم كدولاب يحفظون فيه بعض من حاجياتهم, التي لايمكن ان تسمى جاحيات بقدر ماهي اشياء قديمة ورثَّة اكل الدهر عليها وشرب,وتلك المساحة لايحيطها جدران من حولها ولايعتليها اي سقف , فهل هذا انصاف وعدل يامن اقسمتم يمين الولاء والحق للعراق؟
بقليل من حياء نستطيع ان نبني مساكن للعوائل التي اصبحت بلا معيل ومن غير سند مادي تستند عليه بسبب استشهاد رب الاسرة في حادث انفجار او اغتيال او او...
شيء بسيط من الانسانية نستطيع ان نرفع الحزن من عيون امهاتنا ونصنع الابتسامة على شفاه اطفالنا الابرياء .