دولة وجيشان/ حميدة مكي السعيدي
Wed, 26 Dec 2012 الساعة : 1:43

حل الجيش العراقي السابق بقرار من الحاكم المدني الأمريكي بريمر 2003 وتشكل جيش جديد من بقايا الجيش السابق وعدد لا بأس به من شباب العراق الجديد, تم تجهيز هذا الجيش بأسلحة حديثة تواكب العصر رغم ان هناك مليارات الدولارات من اموال الشعب ذهبت لصفقات اسلحة وهميه واخرها صفقة الاسلحة الروسية .
كل دوله تمتلك جيش واحد يحمي حدودها ويدافع عن ابناءها ضد اي اعتداء خارجي ولائه للوطن والشعب بعيد عن التسيس والتحزب الا العراق الحديث فهو بلد يسير على عكس ما معمول به ,
بلد وجيشان فالأول الجيش العراقي المركزي والذي تلعب السياسة الاحزاب دورآ كبيرآ فيه ,القادة خليط من عدة توجهات دينية وقومية للكرد فيه حصة كما لميلشيات والاحزاب حصة أيضا, جيش اخر في اقليم كردستان يسمى البشمركة جيش غير قانوني بعيد عن سيطرة الدولة المركزية يتحرك بحرية على حدود المدن العراقية يستلم رواتب ومخصصات من الدولة العراقية .
رتب عالية تمنح حسب الانتماءات ليس للشهادة ولا الخبرة العسكرية دور فيها بل الولاء في ذألك لانتماء الحزبي والقومي ولا وجود للمركزية في الجيش .
انه العراق دولة كغيره من دول الجوار يعاني من مشكلة كبيرة استمرت وستستمر لسنوات طويلة قادمة ولن تحل هي مشكلة الاكراد الذين اعطوا اكثر مما كانوا يحلمون به دولة وبرلمان ورئيس ووزارات ميزانية من الحكومة المركزية تضاف لعائدات النفط الذي يصدر من الاقليم واموال التجارة والصناعة والسياحة والاستثمار ولا زالوا يطالبون بالمزيد ,حكم ذاتي اقليم مستقل سياسة مستقلة دولة وعلم وجيش لكن لن ولن يكتفوا بذألك فثلاث محافظات لا تكفي اليوم يطالبون بديالى وكركوك وغدآ الموصل وصلاح الدين الى ان يصلوا الى اقصى الجنوب لا حد لأطماعهم وتوسعهم ,ليس هذا فقط بل حركو جيشهم نحو حدود المحافظات التي تجاورهم ليقولو ها نحن هنا وهذا ما اكدة مسعود برزاني عندما ذهب لتفقد قطعاته العسكرية اتبع في ذألك طريقة المقبور صدام ودكتاتور في السابق لكن رئيس الوزراء رد عليهم بتحريك قوات دجلة من الجيش العراقي البطل لتردهم وتعرفهم مقامهم جيدآ وهذا تطبيق للمقولة المأثورة (قومآ اذا احترمتهم احتقروك واذا احتقرتهم احترموك ) اليوم يدافع الجيش العراقي عن حدوده ضد الكرد والارهابين على حد سواء وعليكم ايها الكرد ان تقبلوا بذألك شئتم ام ابيتم فجيشكم لا يتعدى المليشيات وليس جيش نظامي ولن تفرضوه علينا مها طال الزمن صحيح ان السياسيون اليوم في خلاف مستمر وغير موحدين لكن الشعب موحد ويبقى قوة تضرب كل اعداء البلد فالعراق ليس الهند وباكستان في نزاعهم حول كشمير وليس تركيا واليونان في نزاعهم حول قبرص العراق بلد واحد ارضة واحدة وشعبة واحد مهما اختلف السياسيون في آرائهم يبقى الوطن هو الأساس والهوية اما ما ترمون الية من تقسيم وتكوين دولة فلن يتحقق لكم ذألك لأننا لسنا فلسطين التي قسمت من قبل الصهاينة ,اما ان تحترموا البلد الذي يأويكم او ترحلوا عنا الى غير رجعة فالعراق بلد العراقيين جميعآ بلد الطوائف والاديان والاقليات وسيبقى موحدآ بشعبة وجيشة ضد كل الاخطار الخارجية التي تريد به السوء.
حميدة مكي السعيدي