أنه الشيخ وراد العجلي يامحافظ ذي قار/عمار الوائلي
Wed, 26 Dec 2012 الساعة : 1:35

("بمزيد من الاسى نعى الاستاد طالب الحسن محافظ ذي قار الفقيد الراحل الحاج وارد العجلي الذي انتقل الى جوار رب رؤوف اثر صراع طويل مع المرض . ونحن اذ نبتهل الى الله تعالى ان يتغمده بواسع رحمته نساله جل وعلا ان يلهمنا وذيويه الصبر وانا لله وانا اليه راجعون")
بهذا الكلمات البسيطة قام السيد محافظ ذي قار بنعي الشيخ العلامة والمجاهد الكبير المرحوم الحاج وارد العجلي .. فهل هكذا ننعي ونودع المجاهدين من ذوي الايادي البيضاء فينا وعلينا؟
هذا ما تبادر الى ذهني ساعة قراءة تلك الاسطر القليلة المقصرات بحق الشيخ العجلي ..
فهي كلمات لاتفي ولاترتقى الى مستوى شخصية الفقيد ابدا
كان العجلي من الكوادر المتقدمة في حزب الدعوة الاسلامية حيث عاصر شهداء قبضة الهدى وزامل الشيخ والشهيد عارف البصري في الجهاد وفي السجون .. ومن المعروف عن الفقيد انه اول من انتمى الى حزب الدعوة في محافظة ذي قار عام 1958 , ولولا العناية الالهية والتخطيط الرباني لكان الفقيد من اوائل شهداء حزب الدعوة ايضا, لكن شاء الله ان يخرج العجلي من السجن ليربي المئات من الشباب على الدعوة لله ومقارعة البعث .
لقد اعُطي الحياة ليصبح نبراسا للتضحية وفداء الدين الحق, وليدعوا ,ولتتحول حياته الى مدرسة تتعلم منها الاجيال الالتزام بالاخلاق الحميدة والدين الحنيف وحب الوطن ومحاربة كل اعداء العراق واولهم حزب البعث .. ذلك الحزب الذي رسم اولى خطواته عبر هلاك الحرث والنسل في العراق ..
اما السيد طالب الحسن وباعتباره (داعية) فكان من المفترض ان ينعى الفقيد بصورة مختلفة تماما ويشير الى تاريخة ودوره وجهاده والى التضحيات التي قدمها خلال مسيرة جهادية استمرت اكثر من ستين عاما , لكنه وللاسف تغافل عن كل هذا التاريخ بصورة متعمدة وفي محاولة مكشوفة للتقليل من شأن الفقيد والحط من قميته وهي سياسة يتبعها بعض كوادر حزب الدعوة من الذين لا تاريخ حقيقي لهم مقارنة باصحاب المسيرة الجهادية الحقيقية كالشيخ وارد والدكتور جابر عطا , هذه السياسة التي همشت واقصت الكثير من الابطال والمضحين وحل محلهم الانتهازيين والطارئين على مسيرة حزب الدعوة .
وقد يعترض سياق الحديث اي كان ويقول: ان نعي محافظ ذي قار هو نعي طبيعي ولا يقصد به الاساءة او التقليل من تاريخ الفقيد الكبير .. اي ان ما كتب كان نابع عن حسن نية غير مقصودة الاساءة ..
ولكن ..لو نظرنا الى الخبر ادناه, خبر زيارة المحافظ للفقيد الراحل في المستشفى بعد اجراء عمليته الجراحية الاولى, وقرأناه, ولو بصورة سريعة , سنكتشف تعمد المحافظ على طمس تأريخ الشيخ المرحوم ودوره المهم في الدعوة .. ولنقرأ نص الخبر الذي نشره مكتبه الاعلامي في الموقع الرسمي لمحافظة ذي قار ..
(زار الاستاذ طالب كاظم الحسن محافظ ذي قار الشيخ وارد العجلي في مستشفى الامل ليطمئن على سلامته بعد ان اجرى عملية جراحية تكللت بالنجاح . وتحدث السيد المحافظ مع الشيخ (المعلم المتقاعد ) وتاريخ انتمائه الى حزب الدعوة الاسلامية في عام 58 الشهر السابع وعن القياديين في تلك الفترة الزمنية . بعدها تجول السيد المحافظ في اروقة المستشفى والتقى الكادر الطبي والاداري وتحدث سيادته عن تنفيذ عدد من المستشفيات في الناصرية وكذلك عن المشاريع التي نفذت في المحافظة .)
ترى .. هل نستشف من هذا الخبر الا التقليل من شأن الراحل العجلي؟
فما المقصود بـ (متعلم متقاعد ) ؟ ولماذا التأكيد على ان الشيخ هو معلم متقاعد ؟
العجلي كان معلم اجيال تخرجت ككوادر مناضلة بذلت الارواح والدماء في صفوف حزب الدعوة من اجل العراق واهله .. واي معلم من وزن الشيخ العجلي لا يمكن ان يختصر الحديث عنه بانه متقاعد .. فمعلم ومربي الاجيال لا يمكن ان يتقاعد كما يفعل الاخرين .. وورود كلمة (معلم متقاعد) جاءت للتقليل من شان الفقيد وهذا ما لا يصح في اي حال من الاحوال .. فلا المعلم المتقاعد منقصة في حق اي بشر .. ولا كون العجلي متقاعدا من رسالته في الحياة بالامر الصحيح ايضا ..
ثم.. اذا كان السيد المحافظ يريد (تكريم) العجلي بمثل هذه الزيارة .. لماذا يدمج الخبر مع زيارة المحافظ للمستشفى والحديث مع كادرها على مشاريع طبيه مستقبلية ؟ هل يريد السيد المحافظ ان يقول ان زيارته لم تكن مخصصة للفقيد , بل كانت لزيارة مستشفى الامل ولقاء كادرها وصادف ان يكون الشيخ راقدا فيها ؟
الخبر الى جانب كونه ركيكا ..صادر عن مكتب المحافظ الاعلامي , ويفترض به ان يكون قد اطلع على الخبر قبل نشره في وسائل الاعلام خاصة وهو الذي يدعي الادب وامتهان الكتابة والشعر !!!
ما هكذا تورد الابل يا سيادة المحافظ ..
الشعوب في العالم تحتفي بمفكريها ورجال الادب والشعراء والعلماء .. فكيف اذا كانوا مناضلين بذلوا حياتهم من اجل اوطانهم ..
الاجدر بنا ان نعطي لكل ذي حق حقه وان لا نبخس الناس مقاماتهم ..
اقول كل هذا وانا على يقين مطلق من ان اي اساءة للشيخ الراحل لن تنقص من مقامه قيد انمله بل قد تضع المقصر نحوه في مكان لا يحسد عليه ..
الشيخ وارد تاريخ ناصع البياض , لايمكن لمحافظ او وزير او عضو برلمان ان يمسه مهما قيل او كُتِب ...