الاطاحه بطلبه الخامس الإعدادي .... لمصلحه من ؟/صباح موسى سلمان
Sun, 23 Dec 2012 الساعة : 23:11

بعد إلغاء منهج الخامس الإعدادي ( فرصه العراق Iraq Apportunities ) ,وبعد انتظار طويل للمنهج الجديد الذي قيل عنه بأنه منهج عراقي بالاسم والحقيقة ,فالمؤلفون اساتذة عراقيون متخصصون والطباعة عراقيه أصيله والى غير ذالك من المسميات , وقد استبشرنا خيرا بهذه المبادرة الوطنية الخالصة التي سوف تنقذنا من هيمنه الأجنبي والاعتماد على قوانا الذاتية , ولم لا ؟ فلدينا من الطاقات ألخلاقه ما يكفي .
ولكن وبعد كل هذه الأحلام الوردية الواعدة , خرج علينا كتاب تحت عنوان (Learn 4 Iraq) وفي الصفحة الثانية أسماء كبيره لمؤلفي الكتاب الدكتور ...... والدكتورة ..... ومنقح من قبل اثنين من حمله شهادة الدكتورا.
لا استطيع إن اخفي صدمتي الكبيرة ودهشتي المحيرة بعد إن اطلعت على نسخة الكتاب الذي بدى هشا , هزيلا شكلا ومضمون . فلم اعرف لحد ألان رغم خبرتي الطويلة بالتدريس والتدريب والتي امتدت على مدى 34 سنه هل أن الكتاب بني على طريقه التواصلية communicatve Approach أو التركيبية , structural Approach وهل إن المؤلف اعتمد المدرسة الانكليزية أم الامريكيه فهناك خلط واضح بين المدرستين .
وعلى الرغم من إن المؤلف قد ذكر في مقدمه كتابه إن الكتاب وضع تواصليا أولا وآخرا وما بينهما , إلا انه لم يكن كذلك لا من قريب ولا بعيد .
لقد أصبح من الواضح إن القواعد grammar وضعت على أساس النظرية الباليه deductive Approach ومفادها إن ألطلبه يتعلمون القاعدة the rule أولا ومن ثم يحاولون بناء الجملة على أساس هذه القاعد . أما الطريقه ألحديثه في تعلم القواعد والتي تقوم على نظريه inductive approach ومفادها ان ألطلبه يكتشفون القاعدة من خلال النصوص texts والجمل sentences .ولعل سائل يسال عن مغزى الفرق بين الطريقتين طالما إن كليهما يؤديان نفس الهدف وهو تعلم القواعد . والاجابه على هذا السؤال هي إن ألطريقه الأولى تعطي المعلومة جاهزة ضمن اطر وقوالب ثابتة لا تحفز الطالب على التفكير والاستنتاج وتجعله اتكاليآ, سلبيآ ومتلقيآ , في حين تدعوا الثانية الطالب إلى التفكير ومن ثم الخلق والإبداع وهو ما نبتغيه لابناءنا في التفكير الصحيح القائم على نظريه الاستقراء والاستنباط .
إن ما ينطبق على حال القواعد grammar أعلاه ينطبق على كافه الانشطه والفعاليات الاخرى كالقراءة , reading , والإصغاء listening, والكتابة writing , والتكلم speaking , والتلفظ , pronunciation .
لقد قام الكتاب الملغى Iraq Apportunities على أسس علميه رصينة ومدروسة , فكل وحده unit منه تتألف مما يلي :- الصفحة الأولى وتسمى صفحه التهيئة أو الإحماء warm up وتشمل الكلمات ألمفتاحيه key words وبعض التمارين الساندة لتلك الكلمات أو الصور التي تلهب دماغ الطالب بالطاقة , والنشاط الذهني فيما يسمى العصف الذهني Brainstorming وكل ذلك استعدادآ لدخول المرحلة الثانية وهي المادة الاساسيه في الوحدة والتي تتكون من درسين أساسين ( في ألمتوسطه ) يستلم منهما الطالب مختلف الانشطه المهمة وخصوصا الانشطه الاستلاميه receptive activities وهما الإصغاء والقراءة ومن ثم الانتقال إلى المرحلة الإنتاج production وهي المرحلة الثالثة وتسمى ورشه العمل التوصيلية communication work shop وفيها يكون الطالب مهيئا للفعاليات الانتاجيه productive tasks وهما التكلم speaking والكتابة writing وهذا ما يرجوه ويرومه كل متعلم للانكليزية وهو إن يتكلم بطلاقه fluency ويكتب بدقه accuracy .
هذه باختصار شديد المراحل الذهنية cognitive stages التي يجتازها الطالب في كل وحده من وحدات الكتاب .
وكل هذه المراحل مبينه على أسس علمية مدروسة ومعتمدة في ارقي الاكادميات العالميه . هذا بالاظافه إلى وجود حقل علمي scientific spot وحقل أدبي Literature spot لإثراء قدرات ألطلبه العلمية والادبيه .
الجوانب الفنية:- إما على الصعيد التكنيكي والتدريبي فقد اعتمد المنهج على الكثير من الأساليب والإجراءات التي من شأنها خلق مدرس قادر على النهوض بأعباء المنهج وتوصيل المادة إلى أذهان ألطلبه وفقا للطريقة التوصيلية ونبذ المبادئ والأساليب التي اعتادها المدرس في ألطريقه البنيوية المقبورة Audio- Lingual أو كما يسميها البعض التركيبية structural Approach والتي تعتمد التكرار repetition والجمل المنفصلة والمستقلة بحد ذاتها وعطت المدرس السلطة المطلقة full authority داخل الفصل الدراسي , في حين اعتمدت الطرق ألحديثه على مجموعه من التقنيات والأساليب واذكر منها ثلاث دعائم على السبيل لا حصر .
1- انحسار دور المدرس من صاحب ألكلمه العليا teacher إلى موجه instructor ومساعده helper وناصح advisor ومراقب monitor ولإعطاء التغذية الراجعة feedback .
2- العمل بمدا العمل الزوجي pairwork والجمعي groupwork في اغلب المهام ليغذي ألطلبه بعضهم البعض بالمعلومات كي يستفيد ألطلبه الضعفاء من الأقوياء بدلا من المدرس الذي كثيرا ما يتحرج ألطلبه الضعفاء من توجيه الاسئله له امام الصف ويفضلون السكوت بينما لا يجد الطالب الضعيف حرجا من نضيره peer student . هذا بالاضافه الى وجود فائده غاية في الاهميه وهي ان النظريه التواصلية توصي دائما باعتماد اللغة الحية authentic language في المجتمع , الأمر الذي يستدعي نقل المجتمع إلى الفصل الدراسي , وهذا لايتم الا من خلال خلق مجاميع صغيره تمثل المجتمع داخل الصف المدرسي .
3- ضرورة تشغيل المسجل recorder أو CD أو MP3 يوميا لسببين 1- لتقويه فعاليه الإصغاء لدى ألطلبه , فما لم يكن هناك اصغاء جيد لن يكن هنالك تكلم جيد . 2- لجعل ألطلبه يفرقون Differentiate بين السحنة العراقية في صوت المدرس العراقي Iraq intonation والسحنة الانكليزية أو الأمريكي the native speakers, intonation وهذا ما استقيناه من تجربتنا الشخصية عندما كنا طلبه دون سماع الآلات الصوتية , الأمر الذي جعلنا نفهم وبشكل جيد المتحدث العراقي بالانكليزية ونتلكأ في فهم المتحدث الانكليزي أو الأمريكي الأصل .
وبناءا على كل ما تقدم وان كان شديد الاختصار , فأن المنهج الملغى كان يشكل الأمل الواعد
ببناء قاعدة صلبه لمتعلمي الانكليزية في العراق بعد زمن طويل من التيه والضياع في
نظريات يتعلم فيها الطالب عن الانكليزية نفسها ولا يتعلم شيء عن كيفية استعمالها , فعملية
التحويل من الكلام المباشر direct speech إلى غير المباشر indirect speech أو
ألازمنه tenses أو التغيير من المعلوم إلى المجهول , كلها طرق لا تثمر عن شيء سوى
فهم الجملة على المستوى النحوي syntax والصوتي phonetics والصرفي morphology وأهملت الغاية الاساسيه وهي كيف نستخدم الانكليزية ؟ How to use the language itself ? في كل مجال من مجالات الحياة وهو المطلوب .
وأخيرا أتوجه إلى كافه المسؤولين في ألدوله و على رئسهم معالي وزير التربية الدكتور محمد علي تميم والسادة رئيس وأعضاء لجنه التربية في البرلمان إلى ضرورة التدخل العاجل وإنقاذ أبنائنا من هذه المهزلة المسماة ( تعلم من اجل العراق learn 4 Iraq) المليئة بالأخطاء اعتبارا من العنوان ونتهاءا بالصفحة الاخيره والتي ستخلف عواقب وخيمة ليس على طلبه هذا العام بل لأعوام قادمة .
كما أود إن أشير إلى إنني كمشرف اختصاصي معني فقط بالجانب العلمي والأكاديمي ومصلحه الطالب , ولا اعرف شي عن المشاكل الحاصلة بالوزارة التي آلت إلى ما آلت إليه الحال وأقول بصراحة واضحة إن الوزارة هي صاحبه الحق باختيار أي منهج على ان يؤدي إلى المخرجات آنفة الذكر . . . والله ولي التوفيق
المشرف الاختصاصي لمادة الانكليزيه
صباح موسى سلمان – تربية ذي قار